الفصل الخامس والعشرون: التحقيق في القضية

422 85 12
                                    

حدث ذلك المشهد المريب أمام الجميع: حلا وحازم وصابر وفريدة وحمزة وباقي رجال الشرطة، فكانت حالة الذهول هي المسيطرة عليهم جميعا باستثناء حلا التي كانت في تلك اللحظة تشعر بالكثير من المشاعر المتضاربة: الخوف، الأمان، الضيق، الراحة، الحزن، وربما السعادة، كانت تبكي وتضحك في آن واحد ولكن في صمت، كانت مضطربة وهادئة، كانت خائفة ومطمئنة، لا تعرف ما الذي أصابها بعد رؤيتها له وهو يموت أمام عينيها، أتحزن لأنها لن تراه مرة أخرى أم تفرح لنفس السبب؟ أتحزن لأن من كان حبيبها قد فارق الحياة أم تفرح لأنها استطاعت أن تتخلص من ذلك الحب؟ ربما استطاعت نسيان حبها له ولكنها لن تستطيع أن تنسى أنه قام بخداعها لكي ينفذ مخططاته القذرة التي بفضل الله نجت منها.

ظلت على تلك الحالة ذات المشاعر المشتتة حتى قال أحد الرجال:

الحكاية دي خلصت من قبل ما تبتدي، إحنا لازم ناخده دلوقتي.

ثم أشار إلى الرجال بأن يذهبوا ليحملوه، فاستوقفتهم حلا قائلة في ثبات يكاد يكون معدوما:

استنوا دقيقة لو سمحتم.

ذهبت ساندي بصحبة أخيها سامر إلى قصر الرفاعي، والذي بالرغم من فخامته وجماله إلا أنه كان خاليا من الحياة بسبب تلك الأسرة المفككة، مع أنها تتكون من ثلاثة أفراد فقط إلا أنها قد تدمرت كليا بسبب ما فعلته ريم، فأصبح ذلك المكان كأنه قبر لهم وهم على قيد الحياة، يستطيعون العيش فيه، يأكلون ويشربون ويتمتعون بذلك الثراء، يستطيعون فعل ذلك ولكن بأجساد لا تملك أرواح، أو ربما هي موجودة ولكنها خاوية.

ذهبا إلى ذلك القبر الموحش فاستقبلتهما ليلى وهي حزينة بسبب ما وصلوا إليه، فجلسوا جميعا في صمت قطعته ليلى قائلة في حزن:

ساندي أنا مش فاهمة أي حاجة من إللي قولتيها لي على التليفون، تقصدي إيه بأنك حذرتيها وهي ما سمعتش الكلام؟

فأجابتها ساندي وهي على وشك البكاء:

حاضر يا طنت أنا هأحكي لك كل حاجة.

اندهش الجميع من طلبها ذاك ولكنهم ابتعدوا عن جثته وانتظروا لكي يعرفوا ما الذي ستفعله، فاقتربت منه وجلست على الأرض أمامه ثم أمسكت يديه ونظرت إليه ثم قالت في صوت غير مسموع:

أنا مش بأحبك، أيوة أنا مش بأحبك والله أنا متأكدة، أنا خلاص نسيتك ونسيت حبك لكن عمري ما هأقدر أنسى خداعك ليا بس خلاص كل شيء انتهى بموتك.

ثم صمتت قليلا وقالت وهي تحاول أن لا تنهار في تلك اللحظة:
لما قالوا لي أنك مت زعلت وعيطت كتييييييير أوي وقلبي وجعني على فراقك مع أنك كنت عايش، ولما شوفتك بتموت قدامي دلوقتي أنا ما زعلتش، أيوة ما زعلتش بس كنت عايزة أنتقم منك لكن ما كنتش هأقدر أشوفك عايش قدام عيني، كنت عايزة أدفعك تمن حبي ليك طول السنتين إللي فاتوا لكن قضاء ربنا سبقني، قتلت نفسك بإيدك.

لم يحن الوقت بعدNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ