سادية

12.1K 45 0
                                    

اعاد باسم حينها الكرباج الى مكانه وفك قيود بسمة وهو يقول " يلا البسى وتعالى عشان الغدا " ... حينها ولأول مرة رمقته بسمة بنظرة خرجت نارية تحمل الكثير من العدائية الا انه لم يلتفت وهو يدير ظهره خارجا ليجد حنين قد اعدت طاولة الطعام بشكل بالغ التناسق ، فأطلق صفيرا مميزا وهو يقول " هايل هايل لا فى تقدم كبير "
ابتسمت هى قائلة " بجد عجبتك يا سيدى " ،، فاشار لها بأبهام يده علامة الموافقة .
استقرا فى مجلسيهما انتظارا لبسمة ، التى ما لبثت ان اتت تتحرك بطريقة عجيبة جعلت حنين تطلق ضحكة رنانة وهى تقول " مالك ماشية زى البطريق ليه كده " ،،، ظهرت علامات الغضب على وجهها وهى تقول " اسأليه "
التفتت حنين الى باسم الذى بدأ يتناول طعامه وهو يقول " يلا الأكل هيبرد " ، جلست بسمة بجوار حنين وبعد قليل اندمج الجميع فى تناول الطعام الشهى وهو يثنون على ذوق باسم فى اختياره ، جلس الجميع بعدها يتسامرون فى عددا من الموضوعات ، تحدثوا فى السياسة قليلا وفى الفن قليلا وحتى فى الرياضة قليلا ،، وفى تمام الخامسة قاطعت حنين بسمة وهى تقول " سيدى ميعاد الدوا بتاع حضرتك " ،، نظر باسم الى ساعة الحائط فاكتشف كم هى محقة ، فقام الى غرفته وهو يربت على رأسها فى رفق ...
حينها تمددت الفتاتين كلا منهما على أريكة تبادلا حديثا قصيرا قبل ان يغطان فى نوم عميق استمر لساعه كاملة ، كانت حنين اول من استيقظ على وقع خطوات باسم تقترب ..
فاعتدلت على الفور وهى تقول " عامل ايه دلوقتى يا سيدى " ، فرد باسم " تمام الحمد لله ما تقلقيش انا كويس "
حنين " يا رب دايما  ،، ثوانى هاعمل لحضرتك الشاى " .. ونهضت تتجه الى المطبخ فى نفس الوقت الذى تنبهت فيه بسمة وهى تعتدل وتقول " ايه ده هو الساعه كام " ، رد باسم " لسه بدرى ما تخافيش الساعه 6 "
ردت بسمة " اه ولسه قدامنا الجزء الثانى من العقاب ، حضرتك نسيت " ،،، رد باسم بصوت اراد ان يبلغ مسامع حنين قائلا " لا خلاص مفيش جزء تانى انا هكتفى باللى حصل ، بس ما تتعودوش على كده "
بسمة " بجد بجد .. تصدق انت مفيش زيك " ، واخرجت حنين رأسها من المطبخ وهى تقول " طبعا مفيش زى سيدى وطيبة سيدى ابدا " ..
دقائق وكانت اكواب الشاى تدور بينهم وهم يواصلون حديث الاصدقاء ، قبل ان يقف باسم فجأة وهو يقول ، يلا يا بنات قوموا ظبطوا نفسكم عشان هنخرج
وقفت الفتاتين فى اندهاش حتى تكلمت بسمة قائلة " نخرج فين " بينما ردت حنين " انت تعبان ازاى نخرج مش وقته خليها وقت تانى "
رد باسم " اللى بقوله قرار ، انا قدامى نص ساعه واكون جاهز ، يلا "
وبالفعل استعد باسم قبل مرور الوقت واضطر لانتظار الفتاتين اللتين استغرقتا ربع ساعة إضافية لتخرجان فى أبهى صورة كما توقع هو ... وبسمة لم تنجح فى اخفاء فضولها وهى تقول " هيه بقى هنروح فين " ، رد باسم " فى عرض هيعجبكم اوى وقريب جدا من هنا انا حاجز وهيبدأ بعد ربع ساعه ، يلا عشان نلحق "
انطلقوا سويا وباسم يصارع الطريق للوصول فى الميعاد ،، كانت سهرة ممتعه لم تتوقف خلالها ضحكاتهم جميعا ، ورغم ان حنين لم تفارق عيناها وجه باسم سوى دقائق معدوده طوال الوقت الا انها استمتعت كما لم تستمتع من قبل .
وفى طريق عودتهم توقف باسم قليلا وهبط لأحد المحلات قبل ان يعود يحمل بين يديه لوحين كبيرين من الشيكولاته الفاخرة التى سال لها لعاب الفتاتين وبسمة تمد يدها خارج السيارة لتنال نصيبها وهى تقول " ايوا بقى هو ده الكلام "
تواصلت الضحكات وتخلل هذا اتصال هاتفى من والدة حنين تطمأن عليها وتطمأنها انها ستعود الى القاهرة مساء الغد .
خيم الصمت قليلا بعد الاتصال وعلى وجه حنين ارتسمت علامات الأسى ، وكأنها تتمنى ان تبقى هنا الى الأبد رغم ما تعانيه على يد سيدها ، ففى ساعات قليلة اختبرت حياة لم تكن تحلم ان تعيش مثلها .
وصلا الى المنزل فاستقلت بسمة سيارتها لتعود لمنزلها وهى تشير لباسم ليقترب قليلا ، حينها قالت " بص انا مش عارفه اقولك ايه ، انا على قد ما كنت مضايقة على قد ما انا باحترمك ، وعلى قد ما اتوجعت على قد ما استمتعت ، بجد انا اسفة اوى وبجد انا متشكرة اوى اوى " ، ربت هو على يديها فى حنان وهو يودعها ويصعد الى الشقة بصحبة حنين ،،
كان يوما حافلا بكل المقاييس ،،، لكن فور اغلاق الباب كان يوما اخر على وشك البدء ..
يوما ستشتعل فيه الشموع وستلتهب فيه الأجساد ...
يوما سيكون علامة فارقة فى حياة باسم وحنين .

قصه سادية Donde viven las historias. Descúbrelo ahora