|2|•نموذج

2.6K 175 112
                                    

لا تسنوا التصويت رفاق!

وتفقدوا حسابي على الإنستا


جلست على طرف السرير أطالع الفراغ بكل هدوء، فتحت فاهي في محاولة يائسة للتلفظ بكلمة، كم مر وانا هنا ؟

بداخلي مشهد كهذا كان قد مرّ بي في غياهب أزليّة روحية، ربما قد عشت شيئا كهذا في عالم الأرواح، ربما شهدت على فراغ أحدهم كذلك.

يوم، أسبوع، إثنان، شهر، لا ربما سنة.كم أبلغ من العمر؟ ألقيت نظرة على كامل جسدي، هو حتما ليس الجسد الذي قدمت به تلك الطفلة الذي جاءت به لهذا المكان قبل..لازلت أعبث داخل طيات ذاكرتي عن المدعو زمان.

لم أحدث مخلوقا منذ عدة أيام، قد تصل ربما لثلاث أسابيع، هل هي كذلك؟ لقد سمعتهم يقولون ذلك حينما ذلك كنت صغيرة جدا، كنت في التاسعة على ما أظن. قال أحدهم أني سأصاب بالجنون وسأقتل نفسي.

ضحكة ساخرة فلتت مني، هل تذكرت؟ لم أتزحزح عن هنا منذ إحدى عشرة سنة، كنت في الثامنة إذن حينما تمّ جري لداخل هذه الغرفة.

دفعت عني كل الهراء، إستقمت من الأرض التي كنت أستلقي عليها كجثة هامدة، كعادة لي منذ الصغر.

مررت نظري على كامل الغرفة المزرية، لكنها تبقى أفضل من حالي. إشتقت لكل شيء يقبع بالخارج.

أتوق لرمي نفسي بين النسائم، وأمواج البحر، بين الأعشاب وندى الصباح. تساءلت لوهلة أذلك الباب الصدئ مفتوح أم يستحيل ذلك؟

حتى لو كان مفتوحاً، وحتى لو خرجت، وحتى لو إبتعدت عن هذا المكان الذي سجنت داخله. إلى أين سأذهب؟ ليس لي أي أحد. إلى من سأنتمي؟ وماذا سأصنع بنفسي؟

لازلت لا أدري ما علتي، أو الخطر الذي يترقبه الجميع مني. يقولون الكثير، كأن بقائي هنا أمن للجميع.

جئت إيرلندا منذ زمن بعيد، بعيد للغاية بالنسبة لي، فهو عقد قضته طفلة بين براثن المجهول وأنياب اللا معلوم.

لأني وليدة لعنة، أو ربما أسوأ من ذلك بكثير، وحش صغير بوجه ظريف، في أي ثانية قد يجعل الجميع أمواتا.

أسوأ ما يحدث أن يتم بث السم داخل خلايا عقلي منذ نعومة أظفاري، السم داخل العقل ينتهي بالجنون وربما صرت كذلك.

يقولون أيضا أن الوحش الذي يتكون داخلي سيستيقظ ولكن لا احد يعلم متى.

ربما الشيطان مسني ولكن لا أملك شعرا بلون الغيم في السماء، يقولون ذلك أيضا. فلم لا أراه على رأسي.

وسمٌ منذ الأزل Onde histórias criam vida. Descubra agora