الفصل الخامس عشر

1.7K 178 55
                                    

رفعت رأسي ارمق وجهه في مرارة وانا اقول:

-لكن هذا الماضي يمنعني من الحصول على خالي يا ريتشارد.. انت لا تريد اي علاقة بإسمي حتى لو تطلب الأمر التخلي عن وظيفتك.. فكيف لا اشغل بالي به؟

لان وجهه في حزن وقال وهو يمد يده لي:

-انا اسف.. لكني لا استطيع..

حدقت في يده الممتدة لبرهة قبل ان اضع يدي بيده وانا اعض على شفتي.. لكي لا انطق كلمات قد تزيد من همه.. تزيد من ألمه.. ومن بين شفتين تحاولان الإبتسام قال ريتشارد:

-لا تنسي لا تنالك كراهيتي يا جوزيفين.. انا خالك سواء بالإسم او من دونه.. لكني لا استطيع ان..

اومأت مقاطعة كلامه وبخفوت قلت:

-يجب ان اعود لقد انتهت الإستراحة

ترك يدي بتردد فاستدرت الى الباب وفتحته ببطء وانا انظر الى الردهة في حذر لأتأكد انه لا احد بها وحين كنت على الخروج قال ريتشارد:

-تخلصي من الخاتم يا جوزيفين

عقدت حاجباي في إستغراب لكني لا املك الوقت للإستفسار الأن لذا اومأت ورحلت

*** *** ***

وقفت امام لوكس جراي مكورة قبضتاي واظافري تنغرس في جلد يدي وانا اُحاول جاهدة ألا افقد اعصابي امامه .. ألا اصيح فهذا لن يفيدني بل سيجعل كل هذا اسوء بينما جراي يتابع توبيخي وحين توقف اخيرا سألت بهدوء:

-هل انتهيت؟

تصلب وجهه وهو يقول:

-لا تستفزيني يا فتاة.. لا تجعليني افقد صبري معك.. اجيبي عن اسئلتي

ضغضت على اسناني وانا اقول في تحدي:

-وماذا إن لم افعل؟

عندما اسود وجهه وهو يرمقني بنظرات باردة ادركت كم كنت مخطئة حين تحديته.. رفع يده الضخمة ليعدل منظاره الطبي وهو يقول:

-عندها استبدلك بأحد اعضاء النادي ليُكمل المسابقة عنك

عجزت عن الرد للحظات فهو يعلم كم اريد المشارفة في هذه المسابقة.. نظرت الى عينيه لإدرك انه جاد تماما وانه يضعني امام الخيار الأن.. لكني لا استطيع ان اخبره بالحقيقة.. كيف اخبره؟.. كيف اخبره بما قاله يوجين؟.. كيف اخبره بالكوابيس التي لا تجعلني انام ليلا وانا لم اخبر احد؟.. فكيف اخبر غريب؟.. هل يعني ذلك اني لابد سأنسحب من المسابقة؟ يمكنني ان اكذب.. انا بارعة في الكذب لكن لسبب ما لا اريد ان اكذب.. بللت شفتاي وقلت بخفوت وانا انظر الى الأرض:

-انا لا استطيع إخبارك

انفرجت شفتاه ليجيب فإستوقفته قائلة:

-انا حقا لا استطيع ولو استطعت لفعلت.. لكن تأخري وعدم تركيزي البارحة ليس لسبب تافه اعدك بهذا.. انا فقط لا يمكنني الإفصاح عنه الأن.. لذا يمكنك ان تقرر ما تظن ملائما..

ما وراء الأكاذيب: الأرواح المُعذبةWhere stories live. Discover now