الفصل الثاني والعشرون

1.6K 173 63
                                    

حاولت النوم لكني لم استطع اخذت احدق في سقف الغرفة لبرهة قبل ان تنتقل افكاري.. الى كاثرين مرة اخرى.. كيف امكنهم قتلها هكذا؟.. لمجرد تعذيبي فقط؟.. كيف يمكن لأحد ان يكون بهذه القسوة؟.. او ان يكرهني الى هذا الحد؟.. ماذا اكون قد ارتكبت لأستحق هذا؟ او ليستحق مَن حولي ان يُقتلوا بهذه القسوة، بهذا العنف.. ثم يُدبر الأمر ليبدو وكأني قتلت اعز اصدقائي.. وكأنه يريد ان يقتلني داخليا قبل ان يقتلني فعلا.. ان يدمرني حتى اتقبل الموت بنفسي؟..

اتسعت عيناي للحظة وانا ادرك ان كل من حولي في خطر.. اخوتي، اقربائي و.. جين!.. الم يقل انه مراقب؟.. ربما ارادوا قتله ايضا لكنه ليس في متناول ايديهم الأن.. يجب ان انذره!!.. يجب ان يتخذ حذره.. اوليس هذا ما كان يفعله يا جوزيفين؟.. اوليس هذا ما لم تقبليه وتشاجرتي بسببه؟.. يجب ان اتصل به.. يجب ان ابتلع غروري وكبريائي فلن يفيداني في شيء ان كان جين ميتا.. لكن ماذا بشأن اخوتي؟.. كيف احذرهم؟.. هل سيصغون لي حقا؟.. يمكن الجزم ان سيتو لن يفعل.. ثم فطنت لأمر مرعب.. كيف احمي اخوتي من شخص قادر على ان يختطفني من منزلي، من غرفتي ومن فراشي ليلقي بي في المدرسة حيث يعلم اني قد تهت من قبل دون ان يشعر احد او ان ينطلق جهاز انذار واحد.. اذن فلا فائدة من انذارهم او تحذيرهم فلا احد يستطيع حمايتنا حقا.. اهذا ما يخبرني به؟ انه في اي وقت يمكن لمن يطاردني ان يقتل كل من حولي وانا لكنه يستمتع بتحويل حياتي لجحيم اولا.. ألا يعني هذا انه شخص يعرفني جيدا؟.. يعرف كل تفصيلة في حياتي؟.. ليستطيع فعل كل هذا..

اعتدلت على فراشي وقد خطر على بالي هاجس مرعب.. من يمكنه فعل هذا يمكنه ان يدس اي شيء في غرفتي!!.. وان يراقب خط هاتفي ايضا.. ولأني اعلم جيدا اني لن انام بعد كل هذا اضأت غرفتي واخذت افتش فيها ركن ركنا وهو مالم يكن بالأمر الهين إذا ان الغرفة ضخمة..

بعد ما يقرب من نصف ساعة وجدت جهاز بحجم العقلة يقبع اسفل احد ادراج الكمود المجاور الفراش.. من الواضح انه جهاز تنصت لكني لا استطيع ان اجزم بذلك.. لم انزعه من مكانه بل لم اقترب منه حتى فقط التقط هاتفي وقمت بتصويره.. فأنا الأن اتفوق على من يتجسس علي بالمعرفة وهذا يمكنني استغلاله.. اتمنى فقط ألا تكون هناك كاميرا مراقبة في هذا الحجرة فهذا لن يعني فقط فشل خطتي بل وسيكون امرا مقززا ايضا..

تابعت البحث لأجد اربعة اجهزة اخرى بذات الهيئة.. فتركتهم في اماكانهم.. لكني تأكدت من عدم وجود اي كامرات وهذا مطمئن الى حد ما..

عدت مجددا الى فراشي هذه المرة مرهقة بما يكفي لكي انام قليلا قبل بداية اليوم الدراسي.. لقد كان نوما قلقا لكنه نوم على اية حال..

*** *** ***

مر اليوم وانا لا اعي منه شيئا ولا اهتم كل ما افكر فيه هو ما سيخبرني به كارل.. ترى ما الذي يحمله لي؟ وما الذي سيأخذه في المقابل؟.. لذا بمجرد انتهاء الدراسة والتدريب الذي لم استطع التملص منه ولم ارد في الواقع.. اي شيء ليشغلني عما حدث امس ورغم ان بعد يومين سيكون هناك مبارة إلا ان لوكس قد رفق بي وانهى التدريب مبكرا بل واخبرني انه قد بديل عني للمبارة القادمة حتى استطيع تجميع شتاتي لكني ايضا لاحظته يراقبني عن كثب اليوم وله كل حق فكل الأحداث التي شهدها لابد جعلته متشككا فيّ لكنه لن يجد اجابة لهذه التساؤلات..

ما وراء الأكاذيب: الأرواح المُعذبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن