الفصل الخامس عشر

1.6K 176 55
                                    

تأملت الأشجار بعينين لا تريان تقريبا وانا افكر فيما يحدث هذه الأيام.. اعتقد انه ليس من الممكن تجاهل كل ما حدث الى الأن .. موت هنري ثم حادث المقبرة ثم تحذيرات يوجين .. تصرفات سيتو الغريبة.. هناك من يلاحق جين.. واخيرا دريك والذي لا يعلم احد ما يمر به حاليا.. هل يمكن ان يكون كل هذا مصادفة؟.. انا لا اؤمن بالصدف إنما بالقدر.. إن الأمر ليبدو وكأن حياتي كلها تتهدم من حولي.. وكأنه كثير علي ان اعيش حياة طبيعية.. لقد حاولت بشدة الإنصياع لكلام جين وريتشارد وألا اتدخل لكني لم اعد استطيع.. ربما ليس من الحكمة البحث عن الحقيقة فما آل اليه العام الماضي يجب ان يكون كافيا لردعي عن هذا.. لكني حقا لا استطيع.. لكن كيف ابدأ؟.. واين ابحث؟.. انا لا ادري حقا من قد يريد قتلي ولماذا؟.. كما ان الواضح انه لا يريد قتلي فحسب بل تعذيبي وتدميري تماما قبل إنهاء حياتي.. فمن يكرهني كل هذا الكره؟.. ربما لا يكرهني انا بالتحديد ربما يكره.. ماذا إن كان ما حدث العام الماضي لم ينته بعد؟.. لكن كيف؟.. كريستل اعترفت بكل شيء..

تنهدت وانا التفت الى الأمام لأرى المدرس يشرح شيئا ما على السبورة لكني لا استطيع التركيز في حرف يُقال.. اسندت رأسي على يداي مغلقة عيناي في إنتظار جرس الإستراحة..

بمجرد رنين الجرس خرجت من الفصل مسرعة الى العيادة.. فأنا لم اره منذ حادثة الطالب وهو اصبح يتغيب اكثر من الطبيعي.. من حقه فبعد ما رأه الطالب.. لابد وان المدرسين نفسهم لن يتركوه وشأنه.. لو أنهم يعلمون انه مالك المدرسة واني ابنة اخته لكنه يُصر على عدم الإفصاح عن هذا.. عندما وصلت اليها قبضت على المقبض وفتحت الباب على مصرعيه وانا اصيح:

-ريتشارد!!

شهق في فزع وهو يستدير نحوي بعينين متسعتين وقد اسقط شيئا كان بيده.. ثم حين ادرك ان القادم انا عقد حاجبيه وقال بغضب حقيقي:

-ماذا تفعلين هنا؟!

ثم اندفع نحو الباب يغلقه بينما انحنيت انا على بقعة في الأرض لألتقط منها ما اسقطه ريتشارد في حين تابع هو صائحا:

-جوزيفين.. ليس من المفترض ان تكوني هنا..

اومأت في هدوء:

-لو انك فقط تتركني اخبرهم بعلاقتي بك لإنتهى كل هذا ليس وكأن الأمر سر!!

صاح في إنفعال:

-الم اخبرك انني..

قاطعته محتفظة بهدوئي:

-اجل، اجل لا تستطيع.. على كل حال لقد اسقط هذا

وضعت الخاتم في يده وقلت:

-ماذا كنت تفعل به على ايه حال؟

اخذ نفسا عميقا محاولا السيطرة على غضبه ثم جلس على كرسيه وقال متجاهلا سؤالي:

-مجيئك هنا سيزيد الشائعات سوء لحسن الحظ ان الفتى لا يملك اي دليل لكن هذا لا يعني ان لا تتوخي الحذر انت لم تنسي كيف وجدتك السنة الماضية؟

ما وراء الأكاذيب: الأرواح المُعذبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن