الفصل الثامن

1.9K 184 25
                                    

في اليوم التالي خلال استراحة الغداء اتصلت بيوجين بعد ان اوقفت نفسي بالكاد من ألا اتصل به في منتصف الليل او الصباح الباكر.. فقط لنأمل ان يُجيب.. لمست بيدي شاشة الهاتف وانتظرت.. توالى رنين الهاتف دون اجابة حتى توقف الإتصال فتنهدت في إحباط.. فكرت ان اتصل مرة اخرى لكن ربما هو مشغول فرغم كل شيء هو مغنٍ مشهور.. اذن هل اقابله دون اتصال؟.. لا هذا سيعني مقابلة رسمية فلا اعتقد ان عنوانه سيكون متاحا بهذه البساطة مما يعني انه لابد لي من الذهاب الى الوكالة التي تمثله او الإتصال بهم مباشرة وطبعا سأضطر عن افصاح من انا حتى اتمكن من مقابلته دون ان يظن احدهم اني احدى معجابته ويغلق الخط.. وهذا ما لا اريده فلو ان الأمر خطير كما بدا فلابد ان يبقى اتصالي به سرا بالإضافة الى ان جين لو علم بهذا لقتلني دون شك فهو يكره التراب الذي يمشي عليه يوجين..

تنهدت لقد اصبح الأمر معقدا اكثر من الازم.. سأكرر اتصالي ليلا وإن لم يرد ربما اخترق معلوماته في السجل القومي لأعرف اين يسكن!..

بعد انتهاء اليوم الدراسي لم اعد الى منزلي للأسف بل الى النادي لأن اليوم لدي تدريب وبعد ما حدث لي مع ذلك المدرب، لا اظن اني قادرة على التغيب.. لذا مرغمة بعض الشيء اتجهت الى النادي بمجرد ان دخلت عم الصمت المكان.. حسنا هذا متوقع بعد ما حدث، تجاهلتهم فلسبب ما وجدت اني اخر من حضر.. وهذا غريب فرغم كل شيء انا احب الحفاظ على المواعيد مما دفعني لنظر الى ساعتي لأجدها الثانية بالضبط!!

رفعت احد حاجباي في تعجب انتزعني منه صوت المدرب.. لوكس؟..:

-إحم..

فالتفت اليه لأجده ينظر الى ساعته فهتفت في استنكار:

-إنها الثانية تماما!!

لكنه تنهد على اي حال واشار لي ان اضع حقيبتي ثم قال:

-هيا فلا وقت لنضيعه

القيت بحقيبتي وانا اتبعه واقول:

-انها مجرد مسابقة، انت تدرك هذا اليس كذلك؟

تجاهلني تماما وهو يقول:

-ارتدي خوذتك وقفازك

حركت شفتاي في اعتراض صامت لكني نفذت الأمر على اية حال وحين انتهيت اشار لي في صمت ان هيا.. وهكذا مرت الأربع ساعات التالية .. دون توقف وهو لم يعطني اي فترة استراحة تقريبا.. هل يكرهني؟..

عندما اعلن نهاية التدريب لم اصدق نفسي رغم ان الجميع قد عادوا الى منازلهم.. اخيرا قال لي وهو يمسح العرق عن جبينه:

-لا بأس.. لازال هناك الكثير ليُحسن لكن اعتقد انه بإمكننا تغيير هذا قبل النهائيات

قلت محاولة الإستناد الى احد المقاعد وانا اشهق وقدماي ترتجفان من شدة الإرهاق:

-انت لا تعني ان نستمر على هذا الوضع حتى النهائيات؟

رمقني دون ان يُجيب فصحت:

ما وراء الأكاذيب: الأرواح المُعذبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن