الفصل الثاني

3K 245 32
                                    

عقدت حاجباي في صمت.. لم احتج حين رأيت الجدية في ملامحه واستسلمت ليده تقودني.. بعد ربع ساعة من السير الصامت في الطرق الجانبية اخيرا توقف بي فالتفت اليه عاقدة يدي على صدري في تساؤل فأجاب بخفوت وهو يتلفت حوله:

-كان هناك من يلاحقنا

في تعجب رددت:

-لكني لم اشعر بأحد

-وهذا اكثر ما يقلقني من يتبعنا لم يكن اي احد..

-هل تشعر بوجده الأن؟

هز رأسه نافيا وهو ينظر الى وجهي قائلا:

-لا، فلا تقلقي غالبا هذا الشخص يتبعني انا.. لقد شعرت بوجود من يتبعني وانا في طريقي اليكي لذا حاولت تضليلهم مما تسبب في تأخيري والواضح اني فشلت فإن كنت محقا فهؤلاء محترفون

غمغمت وانا ابعد شعري عن وجهي:

-او انك واهم

التفت اليّ حينها مبتسما وقال:

-او انني واهم..

نظرت الى ساعتي وهتفت في غيظ:

-انها التاسعة وعشر دقائق الأن.. اين سنذهب في مثل هذا الوقت؟

اومأ قائلا وهو يشير امامنا:

-ما رأيك بالحديقة؟.. خاصتا وان سيتو لن يدعك تتأخرين كثيرا رغم وجودك معي

شعرت بالإحباط.. بعد كل هذا الإنتظار ينتهي بنا الأمر في الحديقة!!.. لكن ما من خيار اخر:

-حسنا.. نحن هنا على اية حال..

جلسنا على احد المقاعد في الحديقة الخالية فقلت بإستغراب:

-إن الوقت ليس متأخرا الى هذه الدرجة.. لا احد هنا..

اسند جين ظهره الى المقعد واغمض عينيه متنهدا:

-هذه الحديقة بعيدة عن الطريق الرئيسي الى حد ما ولا احد سيحبذ وجوده هنا ليلا

نظرت له في اتهام:

-اذن لماذا نحن هنا؟

لم يحرك ساكنا وهو يقول:

-لقد حاولت استدراج من يتبعني لكنه لم يتناول الطعم وها نحن هنا..

كدت اعترض لكنه فتح إحدى عينيه وهو يرمقني ببتسامة اعرفها جيدا:

-ولكي اضمن ان نكون وحدنا دون ان يقاطعنا احد

شعرت بالدم يصعد الى وجهي فأدرت وجهي عنه لأشعر بيده على وجهي فالتفت اليه في دهشة وانا اقول متلعثمة:

-مـ.. ماذا تظن نفسك فاعل؟

انحنى علي وقد اتسعت ابتسامته هامسا:

-الم تشتاقي لي؟

ازداد ارتباكي وانا اقول:

-انا لم ارك منذ اسبوعين فقط.. هذه ليست بمدة.. طويلة..

ما وراء الأكاذيب: الأرواح المُعذبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن