الفصل الرابع عشر

1.9K 176 30
                                    

حدق فيّ جين بتركيز صامت قبل ان يقول:

-اليّ انا؟

-او ناحيتك على الأقل

لم يرد بل تغيرت ملامح وجهه للحظة قبل ان تعود كما كانت وكأن شيئا لم يكن لكني لاحظت في تلك اللحظة رأيت الإدراك في عينيه مما دفعني للسؤال:

-ماذا هناك يا جين؟

تردد لحظة قبل ان يُتابع سيره وهو يقول:

-لازال هناك من يراقبني كما اخبرتك.. وانا لم اتوصل لهويته حتى الأن وهذا يُقلقني فما الذي يُمكن ان يريده مني حتى لا يتخذ اي رد فعل للأن..

تذكرت انه قد اخبرني بالفعل من قبل لكني نسيت الأمر تماما مع كل ما امر به.. للحظة مر على ذهني خاطر غريب.. إذ هل يُمكن ان يكون من يُراقب جين له علاقة بما يحدث لي؟.. لا بالتأكيد لا!!.. هذا تفكير سخيف يا جوزيفين.. عما قريب سأصاب بالجنون من كثرة الشك..

-اعتقد انه ربما يجب ألا نتقابل لفترة..

هتفت في دهشة:

-ماذا؟!!

كنا تقريبا امام منزلي حين قال:

-ربما كان الأمر خطرا فلا داعي لـ..

قاطعته صائحة:

-لا!..

-جوزيفين..

قاطعته مجددا:

-لا يا جين!.. ألا يكفي انك منعتني من زيارتك.. ومن يلاحقك بالتأكيد يعلم علاقتك بي لذا لو ان هناك ضرر ما لكان قد وقع بالفعل

اغمض عينيه كمن يُكلم طفلا:

-انت لا تعلمين هذا.. لا احد يعلم حقا وانا لا اريد ان اخاطر بحياتك لذا لا تجادليني يا جوزيفين

-انا يُمكنني الإعتناء بنفسي، لطالما فعلت!!

عقد ذراعيه قائلا:

-وانظري الى ماذا اوصلنا هذا السنة الماضية؟!!

نظرت له عاقدة حاجبي في غضب مكتوم.. حاولت تهدأة نفسي حتى استطيع ان اصل معه الى حل لكن العزم بدا جليا على وجهه وهو يقول:

-ليس وكأنني لن اُقابلك مطلقا لكن من الأفضل تقليل مقابلتنا لذا وها انا اُكرر لا تحاولي زيارتي يا جوزيفين حتى اتصل بك واُخبرك بغير هذا

تجلى عدم الرضا على وجهي واضحا قبل ان استدير الى عتبة منزلي وانا اُخرج مفاتيحي ثم فتحت الباب ودون ان التفت اليه دخلت ثم صفقت الباب خلفي مُعربة عن ضيقي في نفس الوقت الذي سمعته يتنهد لكن الباب قد انغلق حينها..

اتخذت طريقي مباشرا الى غرفتي دون ان انظر الى اي شيء امامي.. دفعت باب غرفتي في عنف ثم القيت حقيبتي في عنف فأحدثت ضجة مما لفت انتباه احدهم وبالفعل لمم تمض ثوان إلا وقد تجسد دريك امام باب حجرتي وهو يقول:

ما وراء الأكاذيب: الأرواح المُعذبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن