الفصل الثالث والعشرون

2.5K 184 101
                                    

اردت ان اجيب بأني كذلك اشتقت اليه.. اشتقت الى وجوده بجواري وان اخبره كم انا بحاجة اليه.. كم اتألم .. اردت ان يواسيني لكن ما خرج من فمي كان كما هي العادة متضاربا مع ما اشعر به:

-.. ربما كان يجب ان تفكر في هذا قبل ان تسافر وتتركني..

سمعته يتنهد قبل ان يقول:

-ربما انت محقة..

ارتجفت شفتاي قليلا وانا اقول:

-ربما..

بصوت حنون قال:

-كيف حالك؟

عضضت على شفتي وانا اكذب قائلة:

-انا.. بخير، ماذا عنك؟ كيف هي المانيا؟

ضحك قليلا ثم قال:

-مليئة بالألمان.. انا بخير يا جوزيفين

عم الصمت برهة غير عالمة ما يجب ان اقول لكن جين سبقني في هذا قائلا:

-هل انت حقا بخير؟ صوتك لا يوحي بهذا..

شعرت بشيء من الغضب.. هو من تركني وسافر ورغم عدم منطقية لومي له على هذا إلا اني وجدت نفسي الومه على اية حال.. لا يحق له ان يتركني شهرا ثم يسأل إن كنت بخير ام لا.. لا يحق له ان يهدم دفاعاتي لأنهار بسبب كلماته الأن لذا قلت وانا اضغط على اسناني:

-لقد قلت اني بخير، اذن انا بخير

اجاب بهدوء:

-حسنا.. لقد اتصلت لأطمئن عليكي وكذلك لأخبرك انني عائد خلال اليومين القادمين إن سار كل شيء على ما يرام

كدت اهتف أن حقا في سرور لكني منعت نفسي من هذا وقلت بغيظ مكتوم:

-لماذا تظن اني قد اهتم متى تعود؟

اتاني صوته مليء بالشوق سائلا:

-الن تهتمي حقا؟

صمت متوقفة عن السير عاجزة عن الرد.. لكم اردت ان تكون هنا حقا.. وفي تلك اللحظة من الضعف وبتأثير من كلماته وجدت نفسي اقول بخفوت:

-انا حقا بحاجة اليك الأن

اتسعت عياناي في ذهول ووضعت يدي على فمي غير مصدقة ما قلت للتو.. يا لك من حمقاء يا جوزيفين.. انت اقوى من هذا.. على الأقل امام الناس انت اقوى من هذا..

رد جين بشك قائلا:

-ماذا قلت؟ لقد كان صوتك منخفضا وانا لم اسمـ..

قاطعته في سرعة حامدتاَ الله انه لم يسمع ما قلت:

-لا شيء، وداعا

واغلقت المكالمة دون ان اعطيه فرصة للرد.. ثم نظرت حولي محاولتا العودة الى ارض الواقع ونسيان ما حدث للتو.. يجب ان اركز على خطواتي التالية.. اجل هذا هو المهم الأن ولنترك المشاعر لما بعد.

ما وراء الأكاذيب: الأرواح المُعذبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن