« ماسبب هذه الزيارة يا تُرى؟
لا أقصد أنني أُمانع هذا لكنني مستغربٌ قليلًا »
أردف الغرابيّ وهو يهم بوضع الطعام على المائِدة أمام صديقه الذي شردَ في الفراغ لوهلةٍ قبل أن يُجيب بصراحته المعتادة وقد زمّ شفتيه بانزعاج:
إنه تايهيونغ وتلك البطاطس التعيسة التي لا يتوقف عن طهوها.

رمقه يونغي بطرف عينه اثناء وضعه لطبق الأرز أمامه ثم استدار ناحية ادراج المطبخ مخرجًا منها طعام صغيراته، بدأ بسكب الطعام في أطباقٍ صغيرة وأعاد نظره ناحية جونغكوك ثم تحدث بهدوءٍ بعد أن فكّر قليلًا:
أفهم من كلامك أنك تشاجرت معه مجددًا، من أجل بطاطا، ثم غادرت المنزل هكذا فقط؟

« ومالذي تريد مِني فعله؟
أنت تعلم جيدًا أنني سأُسممه وأُسمم نفسي لو جربت طهو أي شيء يؤكل، وذاك الأحمق لا يرضى بطعام المطاعم دومًا »
ابعد الأطول عينيه عن رفيقه الذي يحدق فيه متوترًا،
بينما جاء رده منفعلًا بطفولية.

وضع يونغي الاطباق الصغيرة على الأرض لتتدافع القطط من غرفة المعيشة إلى حيث طعامهم في المطبخ،
تقدم بعدها جالسًا على الكرسي بجانب رفيقه وقد تمركزت يده اليسرى على كتف الأخير:
أُنظر في عينيّ وتحدث جيون جونغكوك، أنت تعي بأن ما فعلته خطأ في حق أخيك، صحيح؟

« لكن يونغي... »
حاول جونغكوك الاعتراض حيث أنه يجد نفسه مظلومًا كذلك، لكنّ نظرات صديقه ألجمته عن المتابعة، صمت لفترة ليتحدث الغرابيّ مجددًا:
أنت مندفعٌ دومًا، وصريحٌ للغاية، وهذا ليس في صالحك كوك، خصوصًا عند التعامل مع أُناسٍ حساسين كتايهيونغ، قد تخسرُ أخاكَ بطيشك هذا...

اتسعت حدقتا جونغكوك مع وقع تلك الكلمات على مسامعه، كاد يتحدث إلا أن قاطعهما أحد القطط حين تعلّق بقدم يونغي وكأنه يحثه على القدوم معه،
استقام المقصود مستجيبًا لقطه تاركًا صديقه يتخبط في الحقيقة التي كان يتجاهلها منذ مدّة،
هو كان يعلم أن أفعاله مزعجة بعض الشيء وأنه لا يعطي هذا الاهتمام لمشاعر الآخرين،
لكنه كان يتناسى أن الأمر قد ينتهي بخسارته للطرف الآخر.

تايهيونغ وقف بجانبه حين قرر الدراسة في مدينةٍ بعيدةٍ عن عائلتهما بصفته شقيقه الأكبر، حاول الحصول على وظيفةٍ في المدينة التي يرغب بها ولم يكن الأمر سهلًا بالطبع،
هو وفّر لجونغكوك ما قد يحتاجه الأخير في حياته ودراسته على قدر استطاعته،
وهذا الاهتمام أصاب الأصغر بالغرور ربما، حيث تجاهل حقيقة أنّ أخاه ينطبق عليه ما ينطبق على غيره من حدودٍ للتحمل ومن جرحٍ للمشاعر،
لربما هو تمادى دون أن يدرك هذا كونه اعتقد أن أخاه يستحيل أن يغضب منه لتلك الطريقة أو حتى أن...
يكرهه.

عاد الوخز في أيسرهِ لكن بشكلٍ أقوى من المرة السابقة وأكثر إيلامًا،
أخافهُ التفكير بتلك الطريقة خصوصًا حين تبادر لذهنه جميع الأفعال الشنيعة التي قام بها في حق أخيه الذي قابله بالصبر دائمًا وابتسامة لطيفة،
استوعب أن تناول البطاطس ليس بشيءٍ صعبٍ بالمقارنة بما تكبده شقيقه من أجله.

هَوَسْ|YKWhere stories live. Discover now