Prologue

1.1K 105 179
                                    


كنت أعلم منذ اللحظة التي دخلت فيها حياتي
أن حياتي ستنقلب رأساً على عقب
وأن أنعم بحبك بعد طول إنتظار وصبر شاق
فهناك حتماً ضريبة لهذه النعمة
أخذتني وطرت بي عالياً في السماء
وها أنا الآن ممددة ع الأرض القاسية الباردة
عارٌ علي!
'


26 ديسمبر

إمتلأ المنزل بدندنات ناعمة صانعة لحناً رقيقاً يُذيب أذن السامعين ,تتراقص الموجات الصوتية بأرجاء المنزل لتبعث الدفء بكل ركن من أركانه التي أمست باردة ومظلمة وأصبحت مشرقة بهالتها الملائكية, فيما تقف في الصباح الباكر أمام المقلاة بــ تي-شيرت أسود يصل لمنتصف فخذيها ,بدى جلياً أنها إستعارته لاأكثر حتى تشعر بشيئ مايلتف حولها, رمشت عدة مرات حتى اتضحت الرؤية جيداً,اتسعت عيناها بصدمة وتوردت وجنتاها فوراً حين شعرت بأنفاسه تلفح خلف عنقها واجتاح عطره منافذها أخضعها واستولى عليها, جسد رجولي,شعر أشقر,سُمرة فاتنة, ذراعاه القويتان من حولها تشعرها بالأمان والدفئ معاً

حاولت الابتعاد أو الإلتفات,لم يبد أي نية لإفلاتها , رفعت رأسها ومالت للخلف حتى صارت رؤيتها مقلوبة , ابتسمت ببراءة لعينيه الزرقاوتين هامسة "صباح الخير!" مال وأقترب ليُقبل مقدمة أنفها , حك ظهره وابتسم ابتسامة نعسة تأملت تفاصيله عن قرب,لتبتسم لهذا الدفئ , هاهي تقف بين ذراعي الرجل الذي تمناه قلبها عمراً كاملاً , حتى تتمكن من الوقوف والسير بجانبه جنباًإلى جنب قطعت طريقاً طويلاً مليئاً بالشوك سابحاً في بحر من الدم والعرق لكن الأمان لروحها الذي يصنعه بوجوده وهذه السعادة لا يضاهيها شيئ

"هل انتهيتِ من تأملي؟"

رمشت عدة مرات تحدق باللعوب فوقها بابتسامته المشاكسة وهالته
المشرقة والدافئة, إنه يفوقها طول بمقدار قدم تقريباً وكأنها صُنِعت خصيصاً لأحضانه, إزداد إحمرار وجنتيها وسارعت بالإعتدال في وقفتها ,عضت على شفتها وفتحت فمها لتصيغ بعض الكلمات لكن لسانها لم يُسعفها, تلعثمت بلطافة أخذت عقل الأشقر بالكامل , حاولت الإبتعاد ثانية لكنه لم يتزحزح

"هــ..هل..هل نِمتَ جـ..جيداً؟"

قربها نحو جسده أكثر وغرق وجهه في شلال شعرها الذي بات يعشقه, أغمض عينيه وصار هواء نفسه يختلط برائحتها المميزة متنفساً عطر زهور اللافندر منتشياً بثمالة, شعر برجفة جسدها بين أنامله المداعبة لخصرها الصغير ليهرب من بين شفتيها أنين لطيف أغوى الأشقر بالمزيد وابتسم ابتسامة آثمة

ورقة شجر🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن