فَلِتَّغْفِرِي

686 43 1K
                                    

12-

فلتغفري!

قد أغفر لك مئة مرة..
إلى حد أن تعتقد أني لن أفعل سوى الغفران, غير أني أنسحب فجأة في المرة المئة وواحد.. ودون استئذان!
'













'وقد يكون إتصال رجل واحد بإمرأة واحدة كافياً أحياناً لتكوين عالم كامل يسبح في فلك وحده, عالم مسحور, في فلك مسحور, لايخضع إلا لجاذبية السحر, ولايعرف إلا تهاويل السحر'






في عقلي ضجة ثائرة ومدن لاتنام, ولكن الصمت يطن بأذنيّ..
جسدي ثقيل وعقلي يزن أطناناً, إلا أني أحوم كريشة في الهواء..
أشعر بذبذبات كهربية تنجم عن مؤخرة رأسي زاحفة لأسفل جسمي, إلا أني لا أبالي
تائه, ضائع, عقلي مشوش
آلآف القضايا تشغل تفكيري غير أن عقلي فارغ.. مشغول للغاية وكسول لأبعد الحدود
ماذا دهاني على حين غرة؟!



بذلتُ جهداً مُضنياً لأسلخ جفنيّ المتثاقلين عن بعضهما , شيئاً فشيئاً تمكنت من فتح عيني لأقابل سواداً أعتم عن وصد جفنيّ
أين أنا؟!

أسفلي سُحُبٌ حمراء وصقور وحولي الفضاء
مليارات المجرات, ملايين المليارات من النجوم, ثمان كواكب, مليارات البشر, مليارات السنين وعدد من الشياطين يُقذَفون بالشهب والنيازك
وقمر ينير عتمة مرآة عيني يسحرها كملائكة خُلقت من عتمة الليل, قلبها قمري وعيناها نجمتان, تجوب أفلاكي وأنا الفضاء وأنا الشمس..
فلا كوكب أو مجرة يساوي نجمة في عينيها, في داخل عينيها مجرة شموس وأقمار, كواكب سدم ونيازك وأشهبة مضيئة
يسطع بنوره الرباني ينير الطرف الآخر من الكون, يفصل بيني وبينه فلك ومسافة لاتشبه المسافات, صحيح فراغ ولكنه يقدر بالسنين, أشعر أني وحتى أصل إليه سأصير كهلاً

هلاوس؟! أم هل أنا ميت؟!
ثمة شيئ مبهر يُغري دهشتي وينشذ فيها حيوات وارفة لاتسدل فتستلني في هذه العوالم المائعة والغير متماسكة دهشة تلو دهشة, تبتلعني جاذبية علوية فتجرفني لأوغل في أعماقها متجاهلاً كل الإشارات المخيفة داخلها بإستسلامية مطلقة..
مشاهد مُطلسَّمَة خارج الجسد, يعتقلني فيها كابوس لذيذ ثم يعيدني لأفك طلاسمه هنا, داخل الزمن؛ حيث عينيّ مغلولتين في سقف لايشبه الفضاء, معلقتين وكأنما تصغيان لبقايا منام, بينما تكتظ غرفتي بشيئ كثيف له أريج مألوف يملأ روحي بذكرى لا أفهمها, إنها ذكرى القادم الذي عرفته وعايشته في عالم غيبي حضر كنبوءة محتملة تندس في ذاكرتي

ورقة شجر🍃حيث تعيش القصص. اكتشف الآن