الفصل العشرون

6.1K 262 7
                                    

(جَمرةُ الشَياطينِ)

-الفصل العشرون-

دلفت "ليان" بكل ثقة إلى الداخل ومثلت تلك الابتسامة البريئة وهي تقول:
-هاي طنط رحمة ، أنا قولت مش هتبقي فاكراني .
لوت "رحمة" شفتيها بضيق وهي تهتف قائلة بنبرة باردة:
-هو أنا أقدر أنساكي ، اتفضلي !
دلفت "ليان" إلى الصالة بينما جرت "سنية" الكرسي الخاص "برحمة" إلى الداخل وأشارت لها كي تنتظر ومن ثم هتفت بهدوء:
-تشربي إيه ؟
وضعت "ليان" قدمًا فوق الأخرى وقالت وهتفت بنبرة باردة:
-خليها تعملي نسكافيه من غير سكر.
مطت "سنية" شفتيها بسخط بينما أشارت لها "رحمة" قائلة بجدية:
-اعملي النسكافيه يا سنية .
هزت "سنية" برأسها وانصرفت دون حديث بينما هتفت "ليان" باحثة بعينها باهتمام كبير وقالت:
-أمال فين قُصي هو مش موجود ؟
تهكم وجه "رحمة" وهتفت نافية :
-لا مش موجود !
ومن ثم هتفت بنبرة جادة وهي تشعر بعدم الارتياح لها وقالت:
-إلا أنتِ عرفتي العنوان ده منين ؟ ، وإيه اللي فكرك بينا بعد كل السنين دي ؟
انتهزت "ليان" الحديث واصطنعت الحزن وهي تقول :
-الحقيقة أنا مكنتش أعرف عنكم حاجة لما روحت البيت القديم عرفت أنكم مشيتوا منه بس معرفش يا طنط كنتم فين ، كان لازم قُصي يقولي ده غالي عندي أوي .
تهكم وجه "رحمة" وهي تتابع قائلة:
-اممم أنتِ هتقوليلي ، بس بردو مجاوبتيش على سؤالي عرفتي عنوانا ده منين؟
أكملت "ليان" وهي تجيد البراءة بينما بداخلها كل الخبث قائلة:
-مفيش حاجة بتستخبى دلوقتي يا طنط ، أنا كذا مرة كنت أروح الشركة أسال عليكم بس واضح كده إن قُصي مش بيقول حاجة عنه ، لكن دلوقتي كان لازم أعرف بعد ما كان هيتجوز والعروسة هربت ، كل الناس كانت بتتكلم عن الحكاية دي صحيح الموضوع ده يا طنط ؟
تضايقت "رحمة" بشدة وفي ذلك الوقت أتت "سنية" ومعها كوب النسكافيه وكأس عصير ل"رحمة" وضعتهم على الطاولة واستأذنت وانصرفت بعد أن سمعت آخر هذا الحديث ، بينما هتفت "رحمة" قائلة بحزم :
-دي مسائل عائلية يا ليان وشكرًا لسؤالك .
نظرت لها "ليان" باستخفاف وهي بداخلها تشعر بالسخرية وتحدث نفسها:
-العائلية دي أنا اللي هبقى منها خصوصًا بعد ما نترحم على الهانم دي !
عاودت "ليان" الابتسام وقالت بهدوء مزيف:
-بعدئذنك يا طنط أنا لازم أشوف قُصي ، من ساعة ما تخرجنا وأنا مشفتوش .
لوت "رحمة" شفتيها وقالت بنبرة مقتضبة :
-أكيد ده أنتِ منورة يا ليان !
.................................................
دلفت "سنية" إلى المطبخ وهي تمط شفتيها بانزعاج فنظرت لها "سماح" بحيرة وهي تقول:
-خير مالك ؟
نظرت لها "سنية" وقالت مشيرة:
-البت اللي برا دي فاكراها ، زميلة الباشا لما كان في الكيلة.
أومأت "سماح" رأسها بعدم اهتمام وقالت:
-أيوة مالها ؟
هتفت"سنية" بشك كبير وقالت:
-مش مرتحالها ، جت دلوقتي ليه ؟ ، دي بقالها سنين كتيرة مشوفنهاش ولا جت ، وقال إيه بتسائل عن الست ثُريا كده وكأنها فرحانة من جواها !
تنهدت "سماح" بحيرة وقالت بحزن:
-الله اعلم ، أنا مش فارق معايا حاجة غير إن ست ثُريا ترجع وهي بخير من ساعة ما عرفت كل حاجة وأنا مش مصدقة .
وافقتها "سنية" الرأي وهي تهتف بتفكير :
-معاكي حق ، والموضوع ده فيه لغز كبير ربنا يستر .
...................................................................................
فتحت "ثُريا" عينها بتثاقل بعدما شعرت بتخدر في جميع أنحاء جسدها بعد العملية التي فعلتها ، همهمت بأشياء غير مفهومة حتى انتهبتا لها "مروة" و"نعمة" فهتفت "مروة" بفرحة وقالت:
-بتفوق .
هتفت "نعممة بعد ارتياج كبير وقالت:
-الحمدلله ، ربنا يكمل شفاها على خير .
اقتربت منها "مروة" وأمسكت بيدها وقالت وهي تنادي عليها:
-فرح ، ردي عليا حاسة بإيه ؟
حاولت "ثُريا" استدارك ما حولها لكن آلام العملية جعلتها لا تعرف نطق شيء، فهتفت "نعمة" على الفور وقالت:
-ما تروحي يا بنتي تنادي عبير أحسن تيجي تشوفها البنت تعبانة .
أومأت "مروة" رأسها وذهبت كي تجلب "عبير" بينما "ثُريا" تصدر همهمات بصوت خافت قائلة:
-قُصي ...قُصي !
لم تسمع "نعمة" جيدًا ما تقوله فاقتربت منها أكثر وقالت بحنان :
-بتقولي إيه يا حبيبتي ؟
عادت "ثُريا" تقول تلك الكلمات دون وعي:
-قُصي !
تعجبت "نعمة" بشدة كبيرة وقالت:
-قُصي ؟ ، مين قُصي يا رب تكون بتفتكر يمكن نعرف نحل المشكلة دي .
في ذلك الوقت أتت "عبير" وهي تتفحص "ثُريا" وهتفت قائلة:
-مقالتش حاجة غريبة ؟
أشارت لها "نعمة" بحيرة وهي تقول:
-هي مش قادرة تتكلم كل اللي قالته واحد اسمه قُصي .
هزت "عبير" برأسها وقالت باهتمام:
-أكيد الشخص ده مش عابر وأكيد تعرفه كويس .
اقتربت منها "عبير" وأمسكت بيدها وحاولت أن تجعلها تستفيق :
-يلا يا ثُريا شدي حيلك دلوقتي هتبقى فل بعد ما تأثير المخدر يروح .
كانت رأس "ثُريا" ملفوف عليها شاش طبي كبير فوضعت "ثُريا" يدها عليه ببطء وهي تتأوه بخفوت وتقول بهمس :
-مش قادرة .
طمأنتها "عبير" وهي تقول :
-بعد نص ساعة هتعرفي تفوقي كويس ، وأنا هرجعلك بعدها .
غيرت "عبير" المحلول الطبي لها وهتفت لهم قائلة:
-متقلقوش هي ممكن تقول حاجة مش مفهومة بالنسبة لينا لما تفوق إن شاء الله هرجع تاني ونتابع الموضوع معاها .
شكرتها "مروة" وجلستا ينتظران "ثُريا" كي تفيق بالكامل والتي لم تكف عن نطق اسم "قُصي" .
..........................................................
في سيارة "صفوت" شرد "قُصي" وهو ينظر للنافذة بوجوم شديد ووجه ليس به أي تعابير بينما هتف "صفوت" وهو يشعر به:
-تبقى عبيط لو خدت كل الكلام اللي سمعته ده جد .
لم يرد عليه "قُصي" بل كان قاطبًا لا يفكر بشيء بينما أكمل "صفوت" بجدية:
-لازم نلاقي اللي اسمها ليان دي تعرف عنوانها ؟
أشار له "قُصي" بالنفي وقال بجمود :
-معرفش !
وضع "قُصي" يده عند ذقنه وقال بجفاء:
-الأهم عندي دلوقتي الاقيها ! كل المستشفيات اللي حوالين المكان ده لازم تعمل عليها تفتيش !
أومأ "صفوت" برأسه مقدرًا حالته وقال:
-من غير ما تقول أنا كلمت دورية وده اللي بيحصل دلوقتي .
في ذلك الوقت أتى اتصال ل"قُصي" وكان "نبيل" فتعجب لإتصاله ورد ببرود:
-خير ؟
آته صوت "نبيل" وهو يقول بجدية كبيرة:
-في حاجة مهمة يا باشا قولت أقولك عليها قبل ما تيجي .
استمع له "قُصي" وقال منصتًا:
-قول !
تابع "نبيل" قائلًا ما شاهده:
-في واحدة ست جت هنا من شوية والست الوالدة تعرفها تقريبًا اسمها ليان ، بس الست الولدة مضايقة من وجودها.
اهتم "قُصي" بشدة لما يسمعه وقال بتركيز شديد:
-البنت دي متطلعش من برا فاهم خليها هناك وأنا قربت أجي سلام !
أغلق "قُصي" الهاتف سريعًا وأشار ل"صفوت" قائلًا بتعجل:
-سرع يا صفوت بسرعة !
هتف "صفوت" مشيرًا له بتساؤل وقال:
-خير إيه اللي حصل .
أظلمت عينا "قُصي" وهو يقول:
-ليان في البيت عندي!
رفع "صفوت" حاجبيه بصدمة كبيرة وقال :
-إيه ؟
ابتسم "قُصي" بشراسة كبرى وهو يهتف:
-ده المتوقع بعد اللي عملته .
هز "صفوت" برأسه وهو يزيد من سرعة السيارة ويقول:
-اسمع بس اتصرف بالعقل عشان نعرف كل حاجة بهدوء .
أرجع "قُصي" ظهره للخلف وهو يقول بنبرة مخيفة:
-ده أنا هتصرف بكل هدوء !
عاد "قُصي" بذاكرته لما حدث مع "أمجد" وهو يعتصر ألمًا !
............................
كان "أمجد" صامتًا يفكر بحل للخروج من ذلك المأزق ولعن نفسه من مجئيه بنفسه إلى هنا ، فقط آراد أن يرى "هبة" ويستفرد بها وحده كأفكاره الشياطنية التي لا تذهب أبدًا .
لكن الأمر أتى بغير ذلك فضرت "قُصي" بمسدسه بجانب قدمه حتى يخفيه وهو يقول:
-ما تنطق يالا !
انفض "أمجد" فزعًا فهتف "قُصي" بقوة جادة:
-لو ما اتكلمتش هتتدفن مكانك !
ووضع "قُصي" المسدس على رأس "أمجد" فرأى هو جدية الموقف وشعر أنه سيموت بأي لحظة أمام هذا الوحش فقال برعب:
-هقول والله هقول خلاص !
نهره "قُصي" وهزه بعنف هو ويقول:
-اخلص مين اللي باعتك ؟؟
هتف "أمجد" وقد ارتعش بدنه وقال بضيق :
-اللي بعتني واحدة بتحبك ، وهي اللي اتفقت معايا على كل ده .
لم يفهم "قُصي" ما يقوله ذلك الأبله وقال:
-إيه الكلام الأهبل اللي بتقوله ده .
أكمل "أمجد" يشرح له تفاصيل الخطة :
-هو ده اللي حصل ، ليان الحسيني اللي وكلتني أعمل كل ده عشان تقدر توصلك وكانت متابعة كل أخبارك من فترة طويلة جدًا ، وهي اللي كانت بترتب عشان كل حاجة عشان تاخد مراتك ، وإحنا كان دورنا نموتها .
جحظت عينا "قُصي" وهو يقول:
-تموت مين !!
أمسكه من عنقه وهو يقول بقوة كبيرة:
-يا واطي موتوها
حاول "قُصي" أن يأخذ أنفاسه وهو يقول بخوف :
-إحنا ضربناها على راسها وهي وقعت بعدها علطول ورمينها بعيد ، وقولنا أكيد ماتت ، ولما رجعنا نشوف المكان مكنتش موجودة .
لم يصدق "قُصي" ما يسمعه وأدمعت عيناه بشدة ولم يدري بنفسه إلا وهو يضربه بكل ما أوتى من قوة عازمًا على قتله وهو يهتف:
-حيوانات ، والله لأموتك .
أخذ "قُصي" يضرب به بعنف ولكن "صفوت" أبعده بعيدًا وهو يقول بجدية:
-بس يا قُصي سيبه واهدى مش ده اللي هيريحك .
ابتعد "قُصي" وهو ينهج بقوة ويقول بخنقة:
-قتلوها قتلوا ثُريا !
أكمل "صفوت" وهو يشير لرجاله وقال:
-اهدى هنعرف كل حاجة دلوقتي ، خدوا الواد ده .
أشار له "قُصي" وهو يقول بحدة:
-استنى ، رمتها فين يا واطي !
أجابه "أمجد" بالمكان وبعد ذلك ذهب مع رجال الشرطة بينما تحولت نظرات"قُصي" إلى الجمود ولم يحاول تصديق فقدانها !
...................................................
وصل "قُصي" إلى منزله وهو يفكر بجدية كبيرة في تلك اللعينة التي ستكره حياتها بدء من اليوم .
دلف "قُصي" مع "صفوت" إلى الداخل وما لبث أن دلف حتى وقفت "ليان" وقد ارتسم على وجهها ابتسامة واسعة وهي تقول هاتفة :
-قُصي !
اقترب "قُصي" منها بهدوء يعكس ما بداخله من غليان وشعور بالغضب ، تقدم منها ونظر لها نظرات غريبة فسرتها هي نظرات عاذبة فهتفت بهدول رقيق:
فاكرني ؟
أومأ "قُصي" برأسه ومد يده نحو كفها وهو يقول:
-مقدرش أنساكي .
سلمت "ليان" عليه وهي تمد يدها بشوف كبير فشد "قُصي" على يدها ومن ثم تركها ببرود وهو يجلس جانب والدته ويُقبَّل رأسها فنظرت له بتعجب كبير ، بينما نظر لها "صفوت" بجمود وهو يقول ل"قُصي" :
-أنا راجع مركز التحيقيق وهبلغك لو في جديد .
أومأ "قُصي" برأسه بينما اهتمت  "ليان" لما يقوله وشعرت أن الأمر له علاقة ب"ثُريا" ، في ذلك الوقت ذهب "صفوت" بينما ركزت "ليان" مع "قُصي" وقالت وهي تمثل حزنها:
-أنا بقالي كتير أوي بدور عليك ، وزعلت لما فرحك اتلغى بسبب اللي حصل ، حقيقي يا قُصي أنتَ متستحقش ده أبدًا بس ولا يهمك مليون واحدة تتمناك أكيد .
أظلمت عينا "قُصي" ومن ثم نظر لوالدته وقال:
-بعدئنك يا ماما هاخد ليان أمشيها شوية في الجنينة مش معقول تيجي هنا أول مرة ومتبقاش براحتها !
صُدمت "رحمة" مما يقوله وهتفت غير مصدقة :
-ها ؟
غمز لها "قُصي" بعينه دون أن تراه "ليان" التي ارتسم على وجهها ابتسامة انتصار وقالت :
-حقيقي أنتَ زوق أوي يا قُصي .
أشار لها وهو يبتسم بتكلف :
-يبقى تعالي معايا ، أنا مش هتآخر يا ماما .
تحركت "ليان" معه ومن داخلها ترقص فرحًا ، دلفا إلى الحديقة وأشار لها كي تتبعه بجدية :
-تعالي هنا .
-هتاخدني فين ؟
قالتها "ليان" بحيرة فتابع "قُصي" وهو يقول بغموض:
-هتعرفي دلوقتي ، ده أنا مبسوط إني شوفتك .
أمسكت "ليان" بيده وهي تقول بجراءة :
-وأنتَ وحشتني جدًا تعرف كده ؟
نظر لها نظرات غريبة وقال :
-لاء مش عارف .
ابتمست وهي تكمل بخبث:
-أكيد دلوقتي أنتَ مش طايق اللي عملته فيك كل الناس كانت بتحكي في الموضوع ده ، دي استحالة تكون بتحبك .
قبض "قُصي" على يده ومن ثم أشار لها :
-تعالي ادخلي .
نظرت "ليان" إلى ذلك الدرج وقالت:
-إيه السلم ده ؟
قال بخفوت وقد أظلمت عيناه :
-مكان وهفرجكك عليه تعالي.
شعرت "ليان" بالريبة والقلق وهي تقول:
-مكان إيه يا قُصي ومالك بتتلكم كده ؟
دفعها "قُصي" بحدة حتى تدرحجت ووقعت من على السلم وهو يقول :
على مملكة جهنم يا روح أمك !
تألمت "ليان" بقوة شديدة ولم تستطيع الحراك أو الكلام بينما اقترب منها "قُصي" وهو لا ينوي خيرًا بالمرة !
..........................................................
-كلمت عمتي يا مدحت ؟
قالتها "لُبنى" وهي تنظر لزوجها بجدية فتهرب "مدحت" وهو يشاهد التلفاز بالغرفة قائلًا:
-أه وقالتلي أنه هو كان مراقبها ومفيش حاجة من دي .
حنقت "لُبنى" بشدة وعلمت أنه يكذب وقالت:
-وده كلام خالك فعلًا ولا كلام أمك ؟
نظر لها "مدحت" بحدة وقال:
-ما تحاسبي على كلامك هي أمي يعني هتكدب عليا ؟
أشارت له "لُبنى" بسخرية شديدة وقالت:
-لاء العفو ، يبقى أنا اللي بكدب بقى  .
أشاح "مدحت" بوجهه عنها وقال بلا مبالاة:
-الله اعلم بقى طلعيني من الموضوع ده .
حزنت "لُبنى" بشدة من طريقته تلك وشعرت بالأسى وهي تعلم السبب فقالت بحسرة:
-اتغيرت أوي يا مدحت معايا خسارة بجد .
ومن ثم تركت الغرفة والدموع على وجنتيها فنظر لها "مدحت" ببعض الندم وتنهد صامتًا وهو يفكر بحياتهم التي أصبحت فاترة !
......................................................
أفاقت "ثُريا" من تأثير المخدر وأتت "عبير" كي تتطمأن عليها قائلة:
-ها كويسة ؟
هزت "ثُريا" برأسها وقالت بوهن :
-الحمدلله أحسن من الأول.
ابتسمت لها "عبير" وقالت بهدوء:
-الفترة اللي جاية هتبقى صعبة وممكن الصداع يزيد وده طبيعي هنستمر على الأدوية القديمة وهديكي كمان مسكن قوي متخديهوش إلا لو الصداع استمر لفترة طويلة ومش بيروح ، لأن ممكن يكون جزء من رجوع الذاكرة فيبقى مؤقت ومتحتاجيش لمسكن .
هزت "ثُريا" رأسها بخفوت وقالت ممتنة:
-حقيقي أنا مش عارفة أشكرك ازاي ، الله أعلم كان إيه بقى حالي لو مكنتوش معايا .
ربتت عليها "عبير" وقالت بصفاء:
-ربنا بيبعت لنا دومًا الفرج ثقي في ده وإن شاء الله تخفي قريب ، عنذنكم .
ذهبت "عبير" بعد أن شكروها بينما ظلت "ثُريا" شاردة فذهبت لها "مروة" وقالت:
-أنتِ كنتي بتقولي اسم كتير وأنتِ نايمة .
-قُصي مش كده ؟
قالتها "ثُريا" بجدية فأومأت "مروة" وقالت باهتمام:
-أيوة صح ، كنت فاكرة إنك مش هتاخدي بالك .
أشارت "نعمة" وهي تشعر بشيء غريب وقالت:
-الاسم ده سمعته بس مش فاكرة فين ، أنتِ مش فاكرة ؟
هتفت "ثُريا" متذكرة ما رأته وهي فاقدة الوعي:
-أنا شوفته وكنت بنده عليه وهو كان جنبي بس مش عارفة هو مين .
أشارت لها "مروة" قائلة بجدية:
-أكيد شخص مهم في حياتك ممكن يكون جوزك ؟.
تذكرت "نعمة" أين سمعت ذلك الاسم وهي تقول بسرعة:
-أيوة أنا افتكرت ده نفس الاسم اللي حكتلي عليه لُبنى اللي حكتهولك يا مروة فاكرة ؟
شهقت "مروة" وهي تنظر لوالدتها وإلى "ثُريا" قائلة بعدم تصديق:
-مش ممكن لاء !
.............................................يتبع الأحد
يا ترى إيه اللي هيحصل لثُريا ؟
وليان قُصي هيعمل معاها إيه ؟
توقعاتكم ، وبعتذر للتأخير .

جمرة الشياطين... للكاتبة دينا عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن