(جَمرة الشَياطينِ)
-الفصل العاشر-
وقعت تلك الجملة على مسامع "ثُريا" بصدمة كبيرة يمتزجها بعض السخرية وهي تنظر له قائلة :
-أتجوزك ؟
التفت لها وقال بابتسامة هادئة:
-أيوة مالك مستغربة ؟ ، مش أنا ابن خالتك بردو ؟
أدارت وجهها إلى الناحية الأخرى وهي تقول بنبرة ساخرة:
-لا ابن خالتي مات خلاص ، أما اللي واقف قدامي واحد معرفوش بيقتل في الناس .
اقترب منها ببطء يمزجه بعض اضطراب الغضب من حديثها وهي تقول:
-أنتِ لسه متعرفيش حاجة عن حياتي ، وزي بردو ما أنا شايفك واحدة تانية غير اللي كانت بتعتبرني كل حاجة ليها ومشيت وسابتني صح ؟
تنهد قبل أن يكمل بقوة :
-أنتِ كمان اتغيرتي يا ثُريا ، وصدقتي مجدي وفهمك كلام أهبل زيه عني ، وفي الآخر جاية هنا عشان تبقى جاسوسة لِه وتقتليني مش كده ؟
نظرت له "ثُريا" بقوة وتحدي وهي تقول بنبرة مختنقة:
-عشت اللي عشته عشان تلومني ؟ ، اتخدعت في الراجل اللي احتواك وحسكك أنه أبوك وعمل كل حاجة عشانك ، وبعد ما أمي ماتت وأنا معرفش ماتت ازاي ،وبعدها بسنة قالي أنه عرف مين اللي قتلها وحكالي عن واحد واطي عايز يستعبد القرية دي ويقتل الناس الغلابة .
سالت دموعها بغضب وهي تقول:
-الحقيقة هو مثَّل دوره كويس أوي ، أقنعني أنه اسمه زي اسمك لكن مش أنتَ واللي خلاني أصدق الشهادات بتاعتكم ومش كده بس هو قالي إني أسيب القرية وأسافر لحد ما هو ينتقم منك لكن معرفش ، وخطط لكل ده عشان أعرف أخلص منك وأنتقم لأمي .
وقفت مرة واحدة وهي تقترب منه وتبكي وتضربه بعنف لكي تخرج ما بداخلها وتعاتبه:
-هو اللي خلاني بالشخصية دي مش أنا ، يبقى بتلومني ليه ؟ ، أما أنتَ بتعمل إيه ؟ ، عاملي فيها شيطان وبتقتل في الناس الغلابة ، طب تارك ومعاه هو الناس التانية ليه بتعمل فيهم كده ليه بقيت كده قولي ؟ مش أنتَ اللي كنت بتحامى فيه وأنا صغيرة مش أنتَ .
نظر لها "قُصي" وإلى هيئتها وتردد فيما سيفعله لكنه وضع يده على شعرها وربت عليه وعلى ذراعها وهي يقول بصوت خافت:
-أنا مش زي ما أنتِ فاكرة يا ثُريا ، أنا بردوا اتعذبت بغيابك وأنا مش عارف عنك حاجة ، ولا عارف أمك اتجوزت مين ؟ ، ومجدي الكلب اللي قتل أبويا ، وأنا مش بقتل غير اللي شاركوا في موتوا عشان حياة مجدي دي مينفعش حد فيها يعيش ،عايزاني إزاي أبقى زي الأول ؟ .
ومن ثم ظهر على وجهه ابتسامة عابثة وهو يقول:
-يمكن كل واحد فينا اتغير بسبب حاجات بس أنتِ لسه جوا قلبي .
أنت تقرأ
جمرة الشياطين... للكاتبة دينا عادل
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل والاقتباس رُبما أَسوار الانتقامِ تتفاوتُ من مكانٍ إلى آخر. ولكن ! جَمرةُ اشتعالِ النيران وهي تُلُهب حاضريها لا تَعرف سوى الخلاصِ عليهم. رؤس البشر التي تتجسدُ على هيئة شياطينِ تعود لتفرض سيطرتها وتنافس. فهل...