الفصل الثاني عشر

7.8K 268 3
                                    

(جَمرةُ الشَياطينِ)

-الفصل الثاني عشر-

تسللت "ثُريا" بالتخفي من الباب الخلفي للقصر ، حتى لا يراها أحدًا لكنها كانت ترى الحراسة المكثفة من الشرطة على المكان ، فلعنت حظها وحاولت أن تفكر كيف ستعبر إلى الناحية الأخرى دون أن يراها أحدًا ؟

تلفتت حولها جيدًا ولم يكن أمامها سوى القفز من على السور إلى الجهة الأخرى إلى حيث ناحية لا يقف عليها أحدًا .

كان سور القصر طويلًا إلى حد ما يصعب تسلقه لكنها تحدت نفسها كي تنفذ ما تريده ، أخذت أنفاسها بهدوء واستجمعت قواها واقتربت من السور وأسندت يدها على الشجرة المجاورة واليد الأخرى لتسلق السور والإمساك بحافته ، كان الأمر صعبًا عليها لكن لم يهمها سوى العبور فقط .

قفزت "ثُريا" بقوة إلى الأرض من الناحية الأخرى بعدما شعرت بألم حد في جسدها لكنها تحاملت ووقفت تتفقد الأمور حتى تتأكد أن لا أحد قد شعر بها ، ومن ثم تحركت سريعًا تبحث بيعنها عن الطريق وتحاول الوصول إلى قصر "مجدي" .

...................................................

في ذلك الوقت أنهى "صفوت" اتصاله مع صديقه في المخفر يخبره أنه سيحاول إيجاد براءة "قُصي" بالمراقبة المكثفة على "مجدي" فبتأكيد سيخطأ في أمر ما يوقعه .

وأثناء تجول "صفوت" نحو أرجاء القصر ، لفت انتباهه خطوات أحدهم بالقرب منهم ، تقدم بخطواته نحو الشخص ليجد أحدهم يمشي بالتخفي ويركض متنكرًا .

شعر "صفوت" بالحيرة والغضب وتقدم بخطوات أسرع ليلحق بهذا الشخص لعله وراءه أمر ما !

وصلت "ثُريا" إلى قصر "مجدي" بعد عناء طويل كانت تقف على الناحية الخارجية من القصر وهي تستجمع شجاعتها كي تدلف داخلًا ، وفجأة وجدت يدًا تسحبها بقوة إلى الخلف مبتعدًا بها عن القصر .

ارتعدت "ثُريا" بخوف وهي تحاول تخليص نفسها حتى تركها وهو يكشف عن وجهها ويقول بصدمة :

-مدام ثُريا ! ، أنتِ بتعملي إيه هنا ؟

نظرت "ثُريا" حولها ومن ثم هتفت بتلعثم :

-أستاذ صفوت ! ، آآ أنا مش بعمل حاجة .

احتدت ملامحه وهو يشير بنبرة غير راضية:

-كنتي رايحة لمجدي صح ؟ ، عايزة تخلينا نعمل مشاكل ليه وإحنا في غِنا عنها!

أخذت "ثُريا" تبكي وهي تقول بشعور يملأه الألم وقالت:

-عشانه ، لازم يخرج من اللي هو فيه ، كل ده بسبب مجدي أنتَ عارف كده كويس وأنتَ مش هتعمل حاجة ، مجدي ده مش سهل ومش هتقدر توجهله أي تهمة .

شبك "صفوت" وهو يقول مقوسًا فمه :

-وحضرتك كنتي هتعرفي بقى تعملي كده ؟ ، ده شغلنا وأنا عارف بعمل إيه كويس ، وبعدين أنتِ كنتي رايحة تعملي إيه هناك ؟

جمرة الشياطين... للكاتبة دينا عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن