(جَمرةُ الشَياطينِ)
-الفصل التاسع-
ركضت "رحمة" بسرعة شديدة عندما سمعت اسم اختها وتقدمت بخطوات مرتبكة نحو زوجها الذي بدى على وجهه الذهول والصدمة ، أصدرت "رحمة" صرخة كبيرة وهي ترى "زينب" في ذلك الشوال وملامح وجهها يميل إلى الورم و الاصفرار الشديد شهقت بفزع وهي تقترب منها وتلمس وجهها بخوف وبكاء:
-زينب ، حبيبتي ! لاء متسبنيش !
وضع "هاشم" يده على رقبتها يتحسس إن كان هناك نبض أم لا ، لكنه خاب أمله من ذلك وظهر على وجهه علامات الحزن ، فنظرت له "رحمة" وهي تحثه على نفي ما شعر به وقالت تهزه بيدها:
-هي عايشة صح ؟ ، إيه اللي حصل يا هاشم إيه اللي حصل ؟؟
تنهد "هاشم" حائرًا وهو يقول بقلق :
-استني بس يا رحمة ، دي مصيبة ومصيبة كبيرة كمان ، دي جريمة قتل !
ركض "قُصي" إلى الخارج باحثًا عن أي شخص حولهم لكنه لم يجد أحدًا بالمرة ، صرخ به "هاشم" وهو يقول مشيرًا له:
-قُصي ! ، تعالا هنا إحنا مش ناقصين .
عاد "قُصي" بعد أن ألقي نظرة أخيرة حول المكان ومن ثم عاد بغضب وهو يهتف لوالده:
-أنتَ هتسكت عن اللي شوفته ، قولي هنعمل إيه ؟
أشار له "هاشم" كي يدلف داخلًا وكذلك إلى "رحمة" الباكية وهي تحتضن أختها وتهتف:
-ليه يا زينب بس ليه !
صرخ بها " هاشم" بحدة وقال :
-اسكتي اسكتي يا رحمة خلينا نشوف ازاي زينب حصلها كده ، جايز تكون مصيبة وحد عايز يلبسها فينا !
تنهدت "رحمة" باختناق وهي تقول:
-دي أختي يا هاشم ، وراحت مني خلاص أنا كان لازم أرفض اللي بتعمله كان لازم أخيلها جنبي .
ربت "هاشم" على كتفها برفق وهو يقول بعد تنهيدة طويلة:
-رحمة إحنا دلوقتي قدام لغز كبير أوي لازم نعرفه ، وجود جثة زينب هنا دي مش أي كلام .
اختنق قلب "قُصي" وهو يهتف بعد تردد كبير:
-وثُريا ؟
انتهبت "رحمة" إلى تلك المسألة وقالت برعب:
-أنا مش هتحمل يكون جرالها حاجة لاء ، هاشم اتصرف يا هاشم أسألنا عنها وجيب حق أختي ، أنا مبقتش قادرة أتحمل .
أخذت "رحمة" تتنفس بصعوبة وهي تحتضن جثة "زينب" ، فأشار لها "قُصي" وهو يبعد عنها جثة خالته قائلًا بنبرة جادة:
-أمي كفاية حرام عليكي اطلعي دلوقتي أوضتك ، وأنا وبابا هنشوف الحكاية دي أنا خايف عليكي .
هزت "رحمة" رأسها بالنفي وقالت بدموع:
-أنا مش هعرف أرتاح غير لما أعرف كل حاجة مش هعرف !
أنت تقرأ
جمرة الشياطين... للكاتبة دينا عادل
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتبة ممنوع النقل والاقتباس رُبما أَسوار الانتقامِ تتفاوتُ من مكانٍ إلى آخر. ولكن ! جَمرةُ اشتعالِ النيران وهي تُلُهب حاضريها لا تَعرف سوى الخلاصِ عليهم. رؤس البشر التي تتجسدُ على هيئة شياطينِ تعود لتفرض سيطرتها وتنافس. فهل...