الفصل الثالث

12.5K 411 13
                                    

(جَمرةُ الشَياطينِ)

-الفصل الثالث- "كشف الخُطة"

جلس "قُصي" داخل مكتبه وهو يطرق بأصابعه على طرف المكتب متنظرًا باهتمام كبير ، سمع طرق الباب فأذن بالدخول سريعًا حتى ظهر له نبيل وعى وجهه ابتسامة حماسية قائلًا:

-حصل .

تنهد "قُصي" بارتياح كبير وظهر على وجهه شبح ابتسامة قائلًا:

-واللي حصله ؟

أجابه "نبيل" بنبرة ساخرة:

-وقع من طوله ، مش بعيد يروح فيها !

هز "قُصي" رأسه بالنفي قائلًا بثقة:

-متقلقش دي فرصته اللي مش هيفوتها عشان يقتلني ،بس أكيد مش هيقدر لوحده !

أظهر ابتسامة شيطانية لامعة توحي بالكثير وتلقاها "نبيل" وقد فهم دماغ سيده .

...............................................

لم تكن حالة "مجدي" سوى رفض لواقع ما سمعه ، فور فقده لوعيه أحضرت "كاميليا" أفضل الأطباء لمعالجته وأصرت على عدم إعلان ذلك على أهل القرى فهما بغنى عن حديث الناس اللامتناهي !

انتظرت "كاميليا" بالخارج وقلبها مضطرب فهي لا تريد أي مشاكل في ذلك الوقت فقريبًا يجب أن ينتهي كل شيء وتصبح سيدة تلك القرية وبفضل زوجها الأبله يذهب كل شيء من أمامها فهتفت على مضض وهي تسير ذهابًا وإيابًا:

-مش وقت موتك يا مجدي دلوقتي لازم تعيش لازم !

فركت يدها بتوتر عندما خرج أحد الأطباء من غرفته فذهبت له راكضة تقول وعيناها لا تفارق توترها :

-عايش ؟

هز الطبيب رأسه مطمئنًا وقال مفسرًا:

-الحمدلله ، هو اتعرض لصدمة عصبية شديدة لكن إحنا قومنا بالواجب والممرضة هتفضل معاه عشان تتابع حالته وتتابع أدويته لو معندكيش مانع ؟

أومأت "كاميليا" برأسها وقالت على الفور:

-مفيش مشكلة المهم يخف بسرعة !

نظر لها الطبيب متفحصًا لحالتها الغريبة ولكن الأمر لا يعنيه فولَّى ظهره لها وقال بأدب:

-بالشفا يا هانم !

أشارت "كاميليا" للخادمة كي توصله بعد أن حاسبته بمبلغ كبير ،وفعلت ذلك مع الآخرين بعد أن تأكدت من كل واحد أن زوجها سيصبح بخير .

دلفت له "كاميليا" فوجدته راقدًا تنهمر دموعه بصمت لا يصدق أنه خسرها ، أشفقت عليه قليلًا لكنها عادت إلى طبعها الجاف وأشارت للممرضة بعينها قائلة بحسم:

-من فضلك اخرجي دلوقتي .

انتهت الممرضة من تعليق المحلول وقالت بتفهم:

جمرة الشياطين... للكاتبة دينا عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن