الفصل الرابع عشر

7.5K 228 3
                                    

(جمرةُ الشَياطينِ)

-الفصل الرابع عشر-

تشبثت "ثُريا" بذلك الوعد على الأمل أن الحياة الجديدة ستكون بشكل آخر ويستطيع به "قُصي" تعوضيها عما عاشت من صدام ، ربما حان الوقت لتعلن استسلامها له وتحاول قدر المستطاع نسيان الماضي .

خرج "قُصي" من غرفة "ثُريا" وجلس مع "صفوت" وهو ياحدثه بجدية بالغة:

-أنتَ طبعًا مش هتسيبني أعمل حاجة في مجدي .

أرجع "صفوت" ظهره إلى الخلف وقال بتهكم:

-مثلًا يعني !

قبض "قُصي" على يده يحاول إمساك أعصابه وقال بنبرة حاول أن تكون هادئة:

-يبقى اتوصى بيه !

نظر له "صفوت" بعدم فهم وقال:

-مش فاهم ؟

أشار له "قُصي" وعينه قد احتدت بشراسة:

-الجرايم الكتيرة اللي عملها مش هتبقى كفاية عليا أنه يتعدم فيها وخلاص ، عايزه يتعذب أنتَ قادر تعمل كده .

تنهد "صفوت" وهو يقول:

-هريحك واعمل كده بس أنتَ اقفل الصفحة دي خالص وابدأ حياتك بقى .

هز "قُصي" برأسه ببطء ومن ثم قال بنبرة شاردة:

-بعد ما تعذبه ، اتصل بيا أنا حابب أعمله زيارة لطيفة وبعد كده أوعدك هنسى .

...................................................................................

في المساء اطمأن "قُصي" على والدته وتركها كي ترتاح وتنام ومن ثم وصل إلى غرفته وفتح الباب بهدوء ليجد "سماح" بالداخل تعطيها الدواء ،انتهت "سماح" واستأذنت ودلفت للخارج فأغلق "قُصي" الباب جيدًا ومن ثم ابتسم لها ابستامة هادئة:

في وجع أو حاجة ؟

هتفت "ثُريا" بوهن قليل وقالت:

-شوية ، لما الدوا ياخد مفعوله هتحسن أكتر .

اقترب منها ومسد على شعرها بلطف وقال:

-كان نفسي أكون موجود وقتها مكنتش خليت حد يجي جنبك .

ابتمست "ثُريا" بضعف وقالت:

المهم دلوقتي إنك هنا .

نظر لها بلؤم وهتف هامسًا:

-كنتي خايفة عليا ؟

ارتبكت "ثُريا" ولم ترد فاقترب أكثر وقال بصوت خافت:

-وحشتك ؟

تنهدت "ثُريا" مستسلمة لتيار المشاعر التي تتلقاه منه وقالت بعد أن بلعت ريقها:

-آآيوة .

ابتسم بمشاكسة وهو يقول:

أيوة كنتي خايفة عليا ولا أيوة وحشتك ؟

جمرة الشياطين... للكاتبة دينا عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن