الفصل السادس

9.6K 351 10
                                    

(جَمرة الشَياطينِ)

-الفصل السادس-

كل ما كان يشغل أمر "بيان" هو معرفة ما تستطيع معرفته ليساعدها ذلك في نجاح خطتها دون أي عواقب من ذلك الرجل المتجسد على هيئة شيطان في أفعاله وتصرفاته .

شعرت "بيان" أن خلف تلك الغرفة سرٌ خطير يخفيه "قُصي" ويجب معرفته ، فتحت الغرفة ببطء شديد حتى لا ينكشف أمرها ، استجمعت شجاعتها وهي تدلف داخلًا وتغلق الباب خلفها بهدوء .

خطت "بيان" بتردد إلى الداخل فوجدت ظلام يحيط بتلك الغرفة يعقبها نور خافت صادح منها جانب فراش ما تنام عليه سيدة كبيرة .

بلعت "بيان" ريقها وهي تقترب بخطواتها نحو فراش تلك السيدة متسائلة من هي تلك وما قرابتها ب"قُصي" ، وصلت إلى فراشها مدققة النظر بها وإلى ملامحها .

ضيقت "بيان" عينها بتفحص ولمعت عيناها ببريق خافت وقد شعرت بأن قلبها يندلع من دقاته ، شهقت "بيان" وهي تنظر إلى تلك السيدة المألوفة لها تشعر باضطراب حاد قد أصاب رأسها للتو ، ولكن أيعقل هل تلك السيدة بالفعل هي ...؟

هزت "بيان" رأسها بخوف وشعرت أن الأمر أخطر مما تعلمه هي ،شعرت بالحيرة أكثر وأكثر .

لمحت "بيان" تلك الصورة التي تحاوط يد السيدة لكنها كانت مقلوبة حاولت التقدم وأخد الصورة لتراها لكنها سمعت في ذلك الوقت صوت الخادمة وهي تهتف للحارس بأن حان وقت طعام السيدة .

وبسرعة شديدة فتحت الباب ودست نفسها مختبئة بين إحدى الزاوية حتى لمحت الخادمة تدلف إلى الداخل وتغلق الباب ، ومن ثم تحركت بحذر نحو الدرج فوجدت الحارس قد ترك مكانه بعد أن هتف:

-أما أروح اشرب سيجارة عقبال ما البت دي تخلص !

تنهدت بارتياح شديد وحمدت ربها أن الحظ قد وقع معها ولم يكشفها أحد ونزلت سريعًا ودلفت إلى غرفة "قُصي" .

علت أنفاسها بسرعة كبيرة وقلبها يدق بعنف وهي تضع يدها على رأسها باكية وهي تقول بتغيب:

-إزاي ؟ ! ، مستحيل ، مستحيل اللي شوفته !

تنهدت وهي تمدد على الفراش متذكرة ذلك اليوم الذي جعلها تتحول إلى روح ليس بها حياة !

.................................................

أنا سألت عليهم عشانك وزي ما وعدتك بس للأسف ...ماتوا !

جحظت عيانها بشدة كبيرة غير مصدقة ما تسمعه ، تساقطت الدموع من عينها وقالت بارتعاش كبير رافضة تصديق ما سمعته:

-ماتوا ؟ ، إزاي لا يا بابا متقولش كده متقولش !

ضمها "مجدي" إليه بشدة وهو يحاول السيطرة فيما سيقوله:

-اهدي يا حبيبتي ، أنا عارف إن الوضع ده صعب عليكي إنك تصدقيه بس هي دي الحقيقة .

ضمت "بيان" يدها على أذنها وهي تبكي رافضة :

جمرة الشياطين... للكاتبة دينا عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن