57|كذبة- كُنَّا..|

1.4K 139 215
                                    

احتجتُ دقيقةً... لحظةً،
فقط لأخبر الذين أحبهم أني أفعل
قبل أن يفوت الأوان.

***

كُنَّا نقاوم، كُنَّا نفيضُ أملًا..

***

يجلس متكتفًا على إحدى الأرائك المنتشرة في جناحه ووجهه يعلوه الحدة والغضب.

لم يبدو في مزاج للحديث لكن ذلك لم يمنع الواقفة -تنظر له بقلة حيلة- من التنهد، ثم التقدم ناحيته متحدثةً برفق «هيا انهض لتنام، إنه النصف الأخير من الليل..»

«لا أريد، دعوني وشأني» قال يقاطع حديثها وخطواتها بنبرة حادة لم يقصدها بها، فزمت شفتيها وهي تلتفت للتي تجلس صامتة على أريكة أخرى متكئة براحة كفيها بجانبها، وعيناها معلقتان على قدميها الممدوتتين أمامها.

«وأنتِ ألن تذهبي للنوم؟» خاطبتها لترفع عينيها نحوها بملامح متجهمة، ثم سرعان ما انفجرت تتذمر بغضب «تبًّا للنوم وتبًّا لكل شيء! بحق الله ما شأننا إذا حدثت اغتيالات ومداهمات بين اثنين مختلين عقليًّا! سيمنعوننا حتى من الخروج لخارج القصر! هذا جنون!»

تنهدت الأخرى على إثر اعتراضاتها، ثم تحدثت بصبر بعد أن توقفَت الأخرى عن التذمر وتكتفت بحنق «لو كان هذا ما يجعلكِ بهذا الغضب فيمكن حلُّه..»

«ما شأن عزام بكل هذا الهراء الذي يحدث! أريد فقط أن أعلم متى سيتوقفون عن ربط جميع الأمور السيئة به!»

تذمرت بالحقيقة التي تشغل بالها تقاطع حديث التي زفرت بصبر وهي تمسد بأصابعها بين عينيها متمتمةً «سيرين!»

ألقى الذي يجلس بصمت نظرة سريعة على سيرين حالما ذكرت أمر عزام ثم أشاح بنظراته بعيدًا.

والدته جن جنونها حين أخبرها الحراس بأمر هروبه منهم، والأخبار التي وصلت للقصر عن الإغتيالات زادت الطين بلة، وبدلًا من أن يجعلهم حديثه عن تفاصيل الأمر يثقون بعزام -الذي كان صديقه مصدرها- فهي قد أمرته بحزم بعدم الإختلاط به مجددًا، ويكاد لا يصدق أنه تمالك نفسه حين اقترح داوود أن يتم اتخاذ إجراء ضده، لكن تساهل جدته يؤرقه من ناحية أخرى أيضًا.

تنهد بتلقائية وأفكاره تتشابك وتتداخل في عقله، ثم انتبه لسيرين التي وقفت تُعلن مغادرتها.

تلك الأخيرة وشت بها أختها أنها تزور عزام كثيرًا وبهذا أمرتها والدتها بالتوقف عن ذلك تمامًا، وهذا جعلها تأتي لجناحه تؤدي طقوس تذمرها وغضبها لديه، وبالأخير، عزام أصبح وحيدًا حرفيًّا عدا عن ليلى التي لم يتطرق أحد لأمر اهتمامها به وهذا على الأقل ما يجعله يتمالك آخر خيط من صبره.

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن