52|ضلعي الوحيد- عِداء|

1.5K 156 204
                                    

«أخبرتك.. إنه ضلعي الوحيد»

***

الفوضى تعم الجناح.

الزجاج متناثر في كل مكان، الكتب ممزقة وهناك بضعة أوراق حركتها الرياح لخارج الشرفة المفتوحة.

وهو هادئ بشكل غريب وكأنه ليس سبب كل هذه الفوضى.

يجلس على الأريكة التي تظهر عليها بضع قطرات بلل رجح عزام أنها من الماء الذي كان بالإبريق الزجاجي قبل أن يحوله الجالس أمامه إلى شظايا زجاج.

«هل كان يجب عليكَ أن تتجاهل قلقي! » تمتم الجالس فجأة يجذب انتباهه هو الذي بقي واقفًا أمام الباب.

«لقد أخبرتكَ أن لا ترحل، رجوتك وحاولتُ منعك، غضبتُ وصرختُ ولم يجد الأمر نفعًا، جعلتني عاجزًا أقف مكتوف اليدين أمام كل ما يحدث» تحدث وألمه يطحن قلبه، يشعر أن الحروف تخرج من حلقه تجرحه وتجلده، ثم رفع عينيه اللتين تحبسان الدموع نحو صديقه الذي أصبح يراه غريبًا فجأة.

يراه.. ما زال يقف مكانه، ينظر له بنظرة غائمة وملامح هادئة لا تناسب الموقف.

«هل أرضيتَ غرورك؟ »

تمتم بعينين مرتجفتين، ونبرته حادة مشبعة بالألم.

والآخر صامت وواقف مكانه كتمثال بشري.

«ما زلتَ صامتًا» تمتم والغضب يتصاعد بداخله لهدوء الآخر المريب، ثم رمى بأول ما وقعت كفه عليه نحو الواقف ليمر الكتاب الثقيل بجوار رأسه ويرتطم بالباب خلفه مخلفًا صوتًا قويًا.

«هل أنت راض! لقد حذرتك! أخبرتك أن لا تذهب! ألا ترمِ بأصدقائك في الجحيم! لم يهمني شيء لحظتها، كنت على استعداد لإحراق كل المناصب لأجل أن أحصل عليكم فقط! هل كان ذلك كثيرًا عليك لتفهمه أم أنك لم تسمع صوتي!»

صرخ بغضب ممزوج بحزن دفين، حلقه بح من الصراخ، دموعه تسربت خارج عينيه، عميت عليه الرؤية، وشعر لوهلة أن جسده تهالك.

والآخر طأطأ رأسه بصمت، ولم ينبس ببنت شفة.

«ما الذي يحدث لك؟ من أنت! أنا بالكاد أعرفك!»

تمتم الأشقر وهو يرى صمته وجسده يميل ليسقط جالسًا وكفيه استقرتا على الأرض خلفه.

راوده شعور وخز مؤلم في راحة كفه اليسرى لم يعبأ به.

فكل ما يهمه هو صديقه الغريب عنه..

الواقف كأن على رأسه الطير.

«أنا أعتذر..»

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن