48|الوريث- شكوك|

1.9K 141 235
                                    

يقف أمامهما محدقًا بهدوء مغاير لما يعتمل بداخله من قلق، كان التعب والإرهاق ينهشان جسده لكن تفكيره بأمر تعبه حاليًا يعد أمرًا من الترف بالنسبة له.

«تبدو مرهقًا. لقد فكرتُ بأمر استضافتك قليلًا لدي إن لم يكن لديك مانع»

تحدث الشاب الجالس على أريكته وهو يضع قدمًا على الأخرى بهدوء وابتسامة خفيفة لم ترق لعزام تستوطن وجهه.

لم يبد عزام أي رد فعل لعرضه، وهذا جعله يطلق ضحكة خفيفة وقصيرة قبل أن يشير بكفه للأريكة المجاورة له ويسترسل «تفضل بالجلوس على الأقل، تبدو منهكًا ولا طاقة لديك. ما زال طريقك طويلًا»

«من أنت؟» قاطعه عزام بهدوء بعد أن رأى أن الآخر يستمر بالمماطلة، فوضع الآخر كفه على ركبته قائلًا «هل حقًا هذا هو ما يشغل عقلك حاليًا؟»

صمت لوهلة ينتظر جوابًا من عزام لكن الآخر ظل صامتًا.

مرر عينيه الحادتين والسوداوين عليه بهدوء، ثم اعتدل مسترسلًا «أراهن أن الكثير من الأسئلة الأكثر أهمية تدور بعقلك بعيدًا عمن أكون! مثلًا الأحداث الغريبة التي تحدث من حولك! ألا تتطلع لإجابات عليها؟»

لا إجابة من عزام مجددًا، فتابع «تريد العودة لقصر مورين مجددًا! لمَ لا يكون الدون هو الطرف الصائب في الأمر..»

«مستحيل» قاطعه عزام بهدوء وثقة، فرفع الآخر حاجبًا وتسائل «لمَ؟ لأنه السبب في الهجوم على قريتك؟ لأنه فرقك عن عائلتك؟ لأنه أخذ صديقتك؟ هل السبب متعلق بك لتحكم على شخص آخر لديه علاقات مع أشخاص آخرين؟ لحظة! هل السبب أنه أراد السيطرة على مورين بزواج ابنه الوحيد من ابنتهم الوحيدة؟ ما أعلمه أنك تميل لها، فهل هذا هو السبب؟»

هذا الشخص!

ارتعد عزام بداخله حين سمعه يسرد تفاصيل حياته على هيئة أسئلة بسيطة، وقد أدرك لحظتها أن هناك لعبة أكبر مما تخيل تدور حوله، وكره الجالس الذي كان يضغط على الأماكن الحساسة في عقل عزام الذي بدأ يشعر أنه على وشك السقوط في أي لحظة، قبض كفه بشدة واحتد فكه من شده على أسنانه، إنه يمارس لعبة نفسية بحتة عليه وهذا سيء جدًا في حاله هذه.

لوهلة شعر أنه لو سحب نفسًا لسقط على ركبتيه، وكل شيء منذ دخوله لعائلة مورين بدأ يضغط عليه دون رحمة.

«لا تقل لي أن السبب هو موت زوج ابنة عائلة مورين الوحيدة وأخيه المفاجئ، فالجميع يعلم أن هذا خطأ سيدة عائلة مورين كريمان، ولو فكرت بأمر خيانة عائلة مورين من الداخل لوصلت إلى أنه لو كان لكريمان الصلاحية لفعل ذلك بالدون لما ترددت، إذًا.. من السيء بينهما؟»

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن