30|قلبٌ مثخن- اعتياد|

2.1K 185 374
                                    

«‏لم أتقبل فكرة غيابك، يلزمني أن أعيش طويلًا،
ربما مائة عام، حتى أقول اسمكَ أو قصةً عنكَ
دون أن أجهش بالبكاء.
لم أستطع مرةً أن أتحدث عنك،
حديثًا منزوع الدمع، لأنني لا أقول جملة
واحدة إلا بكيت، وربما أبكي قبل أن أبدأ.»

اقتباس

***

فنلندا - هلسنكي
23 أغسطس - الإثنين
العاشرة وعشرين دقيقة صباحًا

عم الصمت على الشقيقَين طوال الطريق للمنزل، كانت ملامح ياسين هادئة لكن الإضطراب كله كان بداخله، ويعترف، لم يجرؤ حتى على نطق كلمة لشقيقته التي ظلت تحدق بخارج زجاج السيارة بصمت مطبق، شعر أنه لو فتح فمه بحرف ققط فسيعود الموضوع يفتح بينهما وسيجرح نفسه وسيجرحها.

لذا تمالك نفسه وظل صامتًا، حتى وصلا للمنزل، فرافق أريج برغم عدم احتياجها لذلك، وخطت خطواتهما عبر السلالم القليلة للباب ثم ضغط على الرمز فانفتح الباب ثم دفعه لتدخل شقيقته قبله،فراقبها تمشي بهدوء قاصدةً السلالم.

«عدتما مبكرًا!» ظهر صوت والدته حائرًا من جهة الردهة، فتوقفت أريج مكانها ملتفتةً لأخيها الذي اغتصب ابتسامة على شفتيه وهو يحدق بوالدته التي تنقل نظراتها بينهما بقلق قائلًا «لا شيء مهم. انتهت محاضرات أريج وأوصلتها فقط» أمسك بمقبض الباب ليخرج هروبًا من تحقيق والدته، ثم أردف مستعجلًا «أريج! صحيح! سأبعث أحدًا ليأتي بسيارتك. وداعًا أمي»

«ياسين!» نادته والدته، لكنه كان قد أغلق الباب خلفه وأسرع نحو سيارته الرياضية الزرقاء ليقودها مبتعدًا، فالتفتت نحو ابنتها واقتربت تسألها باهتمام وقلق وهي تمسكها من مرفقيها وتتفحصها «ابنتي، هل هناك أمرٌ لا أعرفه؟»

«لا يوجد شيء أمي» أجابتها المعنية بابتسامة خافتة، ثم اقتربت منها وطبعت قبلة على جبينها قبل أن تعتدل ممازحة تحاول تلطيف الأجواء «أشعر ببعض الإرهاق لذا سأصعد لأرتاح، لا تنسوني وقت الغداء!»

***

الخامسة مساءً

طرق الأشقر على حاسوبه بهدوء وهو يجلس على كرسي حول إحدى الطاولات في مطعم الجامعة، وحالما انتهى من كتابة آخر كلمة في بحثه حت رفع رأسه وتنهد بضجر، يجلب أنظار عمار الذي رفع رأسه المنحني نحو حاسوبه ثم تحدث «تبدو مشتتًا!»

أومأ المعني بضيق وهو يحدقُ حوله ثم طرق عدة طرقات على حاسوبه ليطفئه ويعيده لداخل حقيبته فجاءه تساؤل أحمد الذي أبعدَ تركيزه من على كتابه «ستعود للبيت؟»

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن