41|خلف القناع- التاجر والقصَّاب|

1.6K 146 339
                                    

«أحدهم مصاب!»

كلمتين جعلت ياسين ينتفض عاديًا للخارج بسرعة، وتتجمد أريج في مكانها وقد اغرورقت عينيها بالدموع.

وسرعان ما وصل ياسين لجناح رفاقه وقلبه يطرق بعنف والهلع يتملكه، ثم فتح الباب بقوة جاعلًا الجميع يتوقف عما كان يفعله والهدوء يعم المكان للحظة وتحركت عينيه بسرعة يبحث عنه رفيقه لكنهما وقعتا على يوسف المغطى بالدماء.

«أنا بخير» قال يوسف من بين أنفاسه المتقطعة بعد أن اتسعت عيني ياسين للحظة، ثم أردف «هذه ليست دمائي»

«أنت بخير! عزام!» همس لاهثًا كشخص فقد عقله، فأشار يوسف بعينيه للجانب وظهر صوته هادئًا «هنا يا ياسين»

التفت لجانبه الأيمن ليراه يجلس على الأريكة فسحب نفسًا سريعًا براحة وعدم تصديق ثم زفره براحة وهو يخطو نحوه.

«إلهي! كدتُ أفقد عقلي!»

همس حالما وقف أمامه، ثم انتبه لليلى التي تجلس على الأرض تمسح ساعد عزام بقطعة قماش مبللة والصمت يكتنفها قبل أن يعود بعينيه لرفيقه.

«أُصبت؟»

قال ينحني قليلًا بقلق ليرى الجرح العرضي في ساعده، فأجابه «جرح بسيط. ماهر أصيب بسهم»

«ماذا حدث؟»

«هجوم مفاجئ» أجابه باقتضاب ودون إسهاب وفهم ياسين تلميحه فصمت معتدلًا ومحدقًا بالجرح بقلق.

كانت محادثة هادئة جدًا، لكنها وازنت القلق الذي عم في القصر لساعات.

تخصر ياسين وزفر الهواء من صدره بهدوء، ثم حدق في أرجاء الصالة الصغيرة ليرى بقية رفاقه يجلسون بعشوائية وقد حل الصمت عليهم.

ولم تمر ثوان حتى ظهرت كريمان خلفها ابنتها وجوارها داوود، فتحرك الجميع ليقف باحترام، وحالما وقعت عيني الأولى علي عزام ويوسف حتى زفرت براحة متمتمة «أنتما بخير»

«ماهر أصيب بسهم. نقلناه لغرفة طبيب القصر عند عودتنا مباشرة» تحدث عزام بهدوء، ليسأل بعدها داوود «ماذا حدث؟»

لم يكن الوضع مناسبًا للحديث، وقد كان عزام ويوسف في أمس الحاجة للراحة، لكن نظرات داوود كانت فضولية ومصرة، ويبدو أنه كان يجب على أحدهم الحديث، فأجاب عزام بهدوء «الأوضاع معقدة أكثر مما نعتقد»

وكان جوابه ما أعطى فرصة لكريمان لتقول مباشرة «لا بأس. خذا قسطًا من الراحة، ثم تعاليا للصالة الرئيسية، نريد التفاصيل»

||خذلان : سقوط نجم||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن