الفصل الأول

36.7K 652 63
                                    

(جَمرةُ الشَياطينِ)

-الفصل الأول-

_حل فجر يوم جديد على إحدى قرى سوهاج ، ولكنها لم تكن مثل باقي القرى العادية التي تتميز ببساطتها وسلامة أهلها، ربما تلك القرية الوحيدة التي ذَبُلت أوراقها منذ ما يقرب عام واحد .

عامٌ واحد تبدلت أحوال تلك القرية من البساطة والهدوء إلى سفك الدماء وحرق أهلها !

توقفت تلك السيارة في ذلك الظلام الدامس ، وأحدثت صوتًا عاليًا حتى فتح أحدهم بابها وهو يتفحص الأنظار جيدًا ومن ثم أمسك تلك الفتاة من ذراعيها بقوة شديدة ورماها أرضًا دون أدنى اهتمام ومن ثم نظر لها نظرة أخيرة قبيل أن يعود إلى السيارة تاركًا تلك الفتاة وحدها.

قاطعه صوتها الذي أحدث في قلبه غصة قوية لا ينكرها وهي تهتف بأنين وتوسل قائلة:

-أرجوك متسبنيش أنتَ ازاي جالك قلب تسيبني هنا لوحدي ؟

لم يلتفت لها بل عاود دخوله إلى السيارة ومن ثم آمر السائق بالانطلاق قائلًا بنبرة جامدة تعكس ما في صدره:

-اتحرك !

تحركت السيارة سريعًا تاركة مصير تلك الفتاة المجهولة وهي تنظر حولها بخوف من شدة الظلام حولها .

.................................................

قبض على عنقه بيده القوية وهو ينظر له نظرات حادة مخيفة قائلًا يبث الشر بعينه:

-مصيرك هيبقى زيهم مش هيختلف كتير.

نظر له الطرف الآخر بأعين مشمئزة وهو يطالعه بكره حقيقي قائلًا:

-متفرحش بنفسك أوي مسيرك هتنتهي .

نظر له نظرة شرسة تشعل النيران في جسده وهو يشدد من قبضته على عنق الرجل قائلًا بشيطانية :

-مش هيحصل قبل ما أنهيكم كلكم.

طالعه بشر مكين قبل أن ينظر له بأعين الانتقام التي شاهدها طيلة حياته تذكر ماضيه وكلما تذكره حل عليه غضبه وشره .

لم تخمد نيرانه إلا عندما رأى ذلك الرجل أمامه قد خمدت روحه وفارق الحياة ، بثق عليه بحقد ومن ثم أشار للرجال حوله إشارة واحدة ليفهموا ويقموا بدفن الجثة .

................

دلف إلى غرفته بعد ما فعله كي يأخذ حمامًا يريح به جسده، خلع قميصه ونظر إلى جسده في المرآه يرى تشنج عضلاته الخمرية وتصبب العرق منها ،مسح على شعره الأسود الغزير يحاول السيطرة على نفسه إثر تلك النوبة العصبية التي تأتيه من حين إلى آخر حتى قطع عليه صوت دق الباب مرات متتالية فهتف بعد ضجر شديد:

-اتنيل ادخل .

دلف ذراعه الأيمن "نبيل" وهو يهتف بعجالة منه:

جمرة الشياطين... للكاتبة دينا عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن