٢- الطابق السفليّ: الحقد.

4.4K 435 324
                                    

الطابق السفليّ: الحقد.
الجزء الأوّل.

-

«يملك الجميع قدرًا من الطيبة.»

-

«ما الذي تقصدينه؟» تقلّصت عقدة حاجبيه وداهمه إحساس بالحيرة، وجد نفسه يلتفت لخلفه ينظر نحو غرفة الانتظار.
الإشاعات حقائق مزوّرة خلقت لتحقيق رغبة معيّنة، ولعلّ المنتشر منها هي الحصول على الانتباه.

«تقوم الوكالة بإصلاحات في هذا الطابق.»

«إذًا هو مغلق، لمَ تسألينني إذما أريد المرور منه؟» الجهل يولّد سوء الفهم، وسوء الفهم يؤدّي للعديد من الافتراضات القائمة على تفسيرات تبدو منطقيّة، من وجهة معيّنة، دون الأخذ بعين الاعتبار الواقع الصحيح.

مثل هذا التصرّف يبدو لا مسؤولًا، الطابق سيغلق حتمًا إذما يتّم إجراء إصلاح أو أيّ تغيّير على مستواه، هذا لا يستدعي الطلب، هل المستقبلة لطيفة أكثر من اللّازم؟ أم أنّ شعور القلق الغريب الذّي تخلّف من احتراق الكثير من الأفكار ومشاعر الحرج والخجل قبل المقابلة قد اجتمع وعاد في هذا الموقف؟

أم أنّه موقف محرج آخر؟

«لأنّنا سنضطّر لإيقاف العمل هناك.»

«أيّ نوع من الأعمال يجري هناك؟» التزمت المستقبلة الصمت ولم تجِب محافظةً على ابتسامتها الصغيرة، لعلّها أشغال سريّة أو شخصيّة ربّما؟ لا يعلم ما يتواجد في ذاك الطابق تحديدًا، وألن يصبح موّظفًا هنا؟ السرّ لن يصبح سرًا إذما تمّت مشاركته.

«لا أريد المرور به، هل من طريقة لبلوغ الطابق الخامس دون ذلك؟» صرّح تايهيونغ مستسلمًا يعبث برقبته، فإنّ صوتًا داخله يصرخ أنّه موقف محرج ثانيةً، بالنّظر لتعابير الموظّفة الهادئة وشبه البشوشة.
لقد قالت للتّو أنّ هناك أعمالًا قائمةً فما باله يتساءل كثيرًا؟ لعق شفتيه يحاول التّغاضي عن تشوّشه يرمش مترقّبًا إجابتها، يتأمّل أنّ ما قاله في محلّه ولا يبدو سخيفًا.

«لا تشغل نفسك عن مقابلتك! لديك شيء أهمّ من شائعات مراهقات وأعمال غريبة... سيكون الأمر بخير.» أسرع وسيلة للتملّص هي المجاراة.

«تفضّل معي نحو الطابق السفليّ.» هزّ رأسه يتنهّد براحة وشدّ على حزام حقيبته ثمّ تقدّمها مستجيبًا لإشارة يدها، طأطأ رأسه أرضًا يحدّق بأحذيته وتجاعيد بنطاله الأسود يبحث عن شيء من السلام الداخليّ... الهدوء.

أخذ نفسًا عميقًا وزمّ شفتيه وباستسلام التفت للموظّفة، يسألها حيث تغلّب عليه فضوله، فإنّه لا يفهم أين الخلل؟

مَصعد الجَحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن