الفصل السادس عشر

8.2K 206 74
                                    

قبل كل شي صلوا على الحبيب
نسالكم الفاتحة عن روح الاحبة
( رمضان كريم )
الفصل السادس عشر

*******
بعد ليلة مثيرة من التفاصيل والحكايات الكثيرة والدموع المدفونة من سنين . دلف كلا واحد منهما الى غرفته ... لينام بسلام وامان ... انه اخيرا اصبح يوجد احد فى حياته . لا حزن بعد اليوم . لا بكاء بعد اليوم . لا قهر الايام وذل البشر . لقد اتت امه . لتشاركه مجرى حياته . هو لم يسامحها بعد . لكن يكفى وجودها معه ... كانت  ترتب الاغراض فى الغرفة . التى تزوجت فيها منذ اكثر من ثلاثين سنة . وتخرج تنهيدة سعادة بانها راته اخيرا امامها ... وتنهيدة حزن على ما اصابه من بعدها . عندما تطلقت اقسمت بالحى الذى لا يموت بان تحاول اصلاح الامور . حتى ان اخذ المتبقي من عمرها . فلا عاتب ولا حزن . يكفى ان الملك راضى والابن محتضن بين الايادى ... بعد ان انتهت من ترتيب اغراضها . دلفت الى فراشها بهدوء وامان لاول مرة بعد عشر سنوات . تنام بسلام وهدوء غير قلقة او مرعوبة ...
" هل الصباح علينا بيوم جديد وتفاصيل كثيرة ... استيقظت فى الصباح الباكر ... تعد وجبة الافطار الى وحيدها وفلذة كبدها . بسعادة وشوق وحنين ... بعد ان انتهت ... ترددت كثيرا فى الذهاب الى غرفته . خوفا منه او من رده العنيف . فهى لا تعرف عنه شى سوى انه ابنها بالاسم . لقد تركته سنين وضاعت بينهما تفاصيل كثيرة . تمر الدقائق وهى مازالت خارج الغرفة . مترددة فى الدخول اليه ... تقريبا مر ساعة . وهى بالخارج تحضر نفسها وتجمع كلماتها . بعد عناء طويل من التفكير والقرار المتردد قررت  ان تطرق الباب . فطرقته بهدوء ، ودلفت الى الداخل  ...
لقد اشتاقت الى الغرفة بجميع تفاصيلها . فى كل ركن فيها يبعث بداخلها احداث جميلة مر عليها الزمن . فالغرفة كما هى لم يتغير بها شىء . سوى صاحبها الذى كبر ونضج . يغطى فى نوم عميق . وخصلات شعره الطويلة تنساب على عينيه ...
قالت بهدوء . وهى تنادى عليه بحنية .
- احمد . احمد . احمد ...

افاق من نومه  راى امه امامه . تشبه طفلة صغيرة توقظ اباها . تطلب سماحة بعد ان ارتكبت كارثة .قال احمد بنعاس . وهو يرمقها نظرة ضيق .
- عايزة ايه ؟

- انا حضرت الفطار . تعالى خلينا نفطر مع بعض

- ما تتعبيش نفسك انا مابفطرش دلوقتى . روح انتى

- احمد تع ...

قطعها عن الحديث جرس الباب ... ترن ترن ترن . خطت قدميها للخارج
- احمد بضيق . راحة فين .

قالت بايجاب . وهى تلتفت له بهدوء . 
- راحة افتح الباب

قال بحنق . وهو يرفع الغطاء عنه . 
 - ليه مافيش راجل فى البيت . قالها ودلف الى الخارج وسط سعادتها بتصرف ابنها الرجولى . لقد كبر ليس شكلا انما فعلا ... 
- قال فى داخله بسخرية . وهو يتافف بضيق . ليفتح الباب بعصبية . يكون ابويا جاية كمان ندمان . ما هى عالة تشل .
" لقد اشرقت الشمس واتى الربيع واثمرت الازهار وترعرع الزرع وتساقط الندى يعطيه انوثة وجمال . ابتسم مجرد رؤيتها 

أبجدية الخيانة Where stories live. Discover now