سجن مسامير

103 0 0
                                    


أعاني من الأرق و اضطرابات في نومي بشكل مؤذي جداً  ومخيف منذ سنين وتحديداً بعد أن غادرت العراق وأزداد سوء بشكل مريض وحقير بعد تشخيصي بمتلازة بايبولر (اضطراب ثنائي القطب) منذ ثلاث سنوات. لقد كان في الكثير من الاحيان السبب الرأيسي وراء اكتئابي، مزاجي المتقلب، أسلوبي المستفز والبارد والمؤذي مع الغير، انفعالتي المبالغ بها وكرهي المستمر لكل شخص يحاول أن يقترب مني والكوابيس التي تطاردني أينما أذهب. أعاني كثيراً بسببه بشكل لا يصدق، لم تنفع معي أي عقاقير للنوم أو أي دكتور نفسي، كان الأمر دائما أشبه بوجودي في سجن صنع من المسامير، كل جهاته، الأرض والحائط والسقف. كان هناك شيء ما يسحبني كل ليلة لهذا السجن، يجرني على الأرض بجسد عاري ثم يحملني ويدفعني بقوة بأتجاه الحائط فـ يتمزق عقلي قبل جسدي بكل هذه المسامير. قد يبدو ذلك شيء من الخيال أو مبالغ به، لكن أقسم بأنني لم اذق رفاهية النوم بسبب هذا العذاب الكبير المميت منذ سنين، هذا العذاب الذي يدفعني في الكثير من الاحيان للجنون المطلق والهلوسة والإنهيار العصبي والرغبة الشديدة بالصراخ والبكاء بشكل أبدي. هذا العذاب الذي يجعل من رأسي مسلخ تعذيب يعج بالموتى وصراخ المعلقين. هذا العذاب الذي أقسم بأنه لم يجعل النوم يوماً يطرق لي باباً بصورة طبيعية مثل باقي البشر من غير أن يتم سلخي و تمزيقي وقتلي بصورة مستمرة كل ليلة منذ سنين.

لي،..

أنين | نصوصNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ