لو أنكِ بجانبي

98 1 0
                                    

حلمت بكِ الليلة الماضية
كان حلماً عادياً، كنت فيه عاجزاً وضعيفاً كما في واقعي
فـ مؤخراً، حتى في الأحلام، لا شجاعة لي للأقتراب منكِ
فـ جميع الأحلام التي جمعتني بكِ الأسابيع الماضية،
لا أفعل شيئاً بها سوى تفقدكِ وأنتِ نائمة
خوفاً عليكِ من أن يزعجكِ أحد المتطفلين ليلاً
وحين تطمئن روحي، أذهب إلى شباك غرفتكِ
اختلس بعض النظرات بهدوء تام كي لا اتسبب بأيقاضكِ!

تقع عيني على وجهكِ، اتأمله بحذر!
حذر سيدة عجوز عاقر وضعوا بين يديها طفل صغير.
أتحسس تفاصيله بينما أمرر أصابعي المجعدة بين ثنايه
أتذكر كيف كانت تشفيني وتحتويني بـ أبتسامة صغيرة
حين يخرج الطفل الباكي مني ويبدأ بالصراخ والنحيب
في الوقت الذي لم يكن هناك أحداً سواكِ يتحملني ويتحمله معي!

ثم أبكي كـ يتيم؛ أبكي وأصرخ "لو أنكِ الآن معي"
وأنهال بالضرب على صدري بقوة كي اسكته لكنه يأبي

أفتح عيني، مازلتي نائمة وأنا مازلت واقفاً خلف النافذة
مسحت دموعي ورددت بيني وبين نفسي...

"لو أنكِ الآن معي، لو كنتِ بجانبي، أو كانت هناك طريقة
واحدة أقضي بها على عجزي وأكون بقربكِ
ولو لم تكوني بهذه القسوة لما تركت
زجاجة كهذه تفصل بيني وبينكِ
ولما كان كسرها وتقريب المسافة بيننا مقعداً هكذا!
لو لم تكوني بهذه القسوه والعناد لكنت الان بين يديكِ
تغنين لي وللطفل أغنيتنا المفضلة ليكف عن البكاء والأنين
الذي لم يتوقف منذ أن تبرأتي منه ورحلتي عني
لكنتِ الان أغنيته التي تشفيه وأغنيتي التي تروي عطشي!
لو كنتِ الان معي لما بكيت بهذا القدر
ولما نالت مني الوحدة والاكتئاب وجعلوني مثير للشفقة هكذا.
لو أنكِ الآن بجانبي، لما كان قلبي على هذا الحال، مدينة مهجورة
منطفئة ومدمرة من حربي المستمرة مع ذكرياتكِ، لكان الان مثل
وجهكِ يكسوه التوهج والأمان ولعاد بريق عيني وأزهرت روحي"
لو أنكِ فقط بجانبي 💔

لها،...

أنين | نصوصWhere stories live. Discover now