الفصل السابع

7.3K 340 38
                                    

هي الرواية مش عاجبكم وإلا ايه ..مفيش تفاعل شايفاه ..فين التقييم للفصول ..وتعليقاتكم 😭😭

انا مستنية اشوف منكم اهتمام شوية ..الفصل طويل وفيه احداث كتير ⁦❤️⁩⁦❤️

الفصل السابع

جلست تسترجع مشهد أمس في مخيلتها، تستعيد لحظات ليلة البارحة، وتأثيرها عليها، والأثر الذي تركته في نفسها، والدهشة التي اعترتها منذ ردة فعلها على تصرفه وقتئذ.

كانت المفاجأة هي بطلة الموقف، لم تتوقع الأمر في البداية، ولكن بعد حدوثه، كان ما فعلته هي الذي فاق توقعاتها.

لقد عاد من الخارج يبدو عليه الحيرة والغضب، شعرت بأن هناك أمرًا قد حدث، لذا لم تحاول أن تتحدث معه كما نصحتها من قبل تلك السيدة العجوز، فقط شاهدته في صمت وهو يتنقل في الغرفة، حتى استقر أخيرا على الفراش بدون أن يعر لها أي انتباه، لم تكترث، فقد دلفت بجواره في صمت مستسلمة لحياتها التي لم تألفها بعد، والتزمت ببقعتها بأقصى طرف في الفراش موالية له ظهرها.

مرت دقائق طويلة تستمع فيها إلى صوت أنفاسه التي تعلن عن استغراقه في النوم، لم تعتد بعد على النوم بجوار أحد وخاصة رجل لا تعرفه، ويبدو أنها لن تعتاد أبدًا، أن تظل مستيقظة فترات طويلة، وحتى عندما يغلبها النعاس، لا يدوم طويلا، أصبح القلق مصاحب لها دائما، ولا تعرف متى ستتخلص منه، وهي تعلم أنها ستمضي طوال حياتها مطاردة وهاربة.

استغرقت في أفكارها كالعادة حتى انتبهت لصوت جسده وهو يتدحرج على الفراش، ثم تفأجات بيده تتحسس ذراعها، وما لبث سوى ثوانٍ قليلة وجذبها نحوه يضمها بقوة إلى صدره كما لو كان يحتضن الوسادة، اضطربت كثيرا وتجمدت حركتها، لقد أصبح ملاصقًا لها تمامًا، يحتويها بذراعيه، يشل حركتها حتى باتت لا تتمكن من التخلص منه سوى بإيقاظه.

قبعت صامتة بين ذراعيه، تستمع إلى أنفاسه المنتظمة، ونومه العميق، تعي أنه لا يشعر بها، لذا لم تتذمر أو تعترض، فقط ظلت ساكنة في هدوء على صدره، وبالرغم من دقات قلبها المتسارعة ولكنها استطاعت أن تحافظ على انتظام أنفاسها، وهدوء جسدها حتى لا تتسبب في إزعاجه.

ولكن ما آلمها حقا، هو استسلامها، صمتها، بل  واستمتاعها بتلك اللحظات، لا تعلم ما الذي اعتراها؟، ولكنها كانت بالفعل في حاجة إلى أن يضمها أحد إلى قلبه حتى ولو بالخطأ، كانت في احتياج لبعض المشاعر الزائفة، أن يحتويها أحد، يعتصر آلامها ..يسحقها بين ذراعيه ..ويجعلها تبتعد عن كل ما يحزنها ولو لمرة واحدة .. لذا استسلمت وهي تسرق من علاقتهما المزيفة تلك اللحظات، تقنع نفسها أنها لا تخطئ..ففي الأخير هو زوجها.

*******************

ظل طوال الطريق صامت، عينيه ثابتة على شاشة الهاتف، ينقر على الأزرار بعض الرسائل الهامة، يحاول أن يثبت لحاله أنه استعاد توازنه وقوته، بعد حادثة أمس.

إيڤا (بقايا روح)Where stories live. Discover now