الفصل الثالث

7.2K 303 29
                                    

الفصل في الميعاد رغم أن التفاعل مش عاجبني وكمان في ناس بتقرأ في صمت ومش بتعمل كومنت ولا حتى فوت 😭😭
الاهتمام مش بيطلب على فكرة 😔😔

الفصل الثالث

تعالت الأصوات الغاضبة، وفي أقل من دقيقة تحولت قاعة الطعام إلى ساحة حرب، هناك من يصرخ ويوجه الاتهامات، وهناك من يبكي ويتدافع من أجل رؤية ما حل بوجيه المغازي...وهناك من تقف في الزاوية، لا تهتم بأحد، كل ما يعنيها هي كلمة زوجتي التي قالها آدم وأصابت قلبها في مقتل، وقفت بجمود تحدق في العروس بحسرة وغل، وهي تتوعد بانتقام سريع.

لم يكترث آدم بكل هذا، لم يستمع لأحد، فقط هرع نحو أبيه وحمله مع ابن عمه إلى غرفة المكتب التي بالطابق السفلي واستدعى الطبيب في الحال.

أما هي فظلت مكانها لا تحرك ساكنا، الكل من حولها في حالة ثورة وخوف، وهي وحيدة لا تعلم ماذا تفعل، ولا كيف تتصرف؟.
ظلت هكذا قرابة النصف ساعة، برغم أن الجميع انفضّ من حولها منذ زمن، ولكنها لم تكن تدرك ما الذي يجب عليها فعله؟، هل يحق لها اللحاق بزوجها؟، أم الانتظار في المكان الذي تركها فيه.

ظلت هكذا حتى شعرت بخدر في ساقيها، وبدأ الإرهاق والملل ينال منها وهي في انتظاره، وعندما طال الوقت تحركت بحذر في بهو القصر تستكشف المكان، إلى أن حملتها قدميها إلى جناح آخر منفصل، عندما عبرت بابه وجدت نفسها قد انتقلت إلى عالم آخر، عالم مختلف، واقعي، أقل كلفة، لا يحتوي على مظاهر البذخ والفخامة التي خارج هذا الباب، بسيط وأنيق بتواضعه.
سارت تتحسس خطاها في الدهليز الخاص بهذا المكان، أبواب عدة جميعها مغلقة، خشت الطرق عليها أو فتحها، حتى التقطت أذناها صوت همسات خافتة قادمة من حجرة مفتوحة في نهاية هذا الدهليز.
اقتربت نحوها ببطء، ثم توقفت أمام الباب، وألقت نظرة خاطفة للداخل، فشاهدت امرأة عجوز تجلس وهي تحمل ابنتها وبجوارهما فتاتين ورجل آخر .. يبدو أن هذا الجناح خاص بعاملين القصر، وتلك الحجرة هي لإعداد الطعام، تقدمت بخطوات مهذبة وطرقت الباب ثم قالت باللغة الإيطالية :
Se vi piace Voglio sapere la posizione della mia stanza
(لو سمحت، اريد معرفة مكان حجرتي).
انتبهت لها المرأة العجوز، وتفحصتها جيدا ثم أجابتها بصوت حاد ونبرة قاسية:
Sei una sposa sciocca?
هل أنتِ العروس الحمقاء؟
نظرت لها إيڤا بدهشة ولكنها تمالكت نفسها وأجابتها ببرود : نعم، أنا هي، هلا أخبرتني بمكان غرفتي الآن.
لم تنظر لها المرأة الإيطالية، بل واصلت إطعام الطفلة ثم قالت بلا مبالاة: انتظري حتى أنتهى مما أفعله، ثم أخذك إلى هناك.

حدقت إيڤا بها بغضب، وكادت أن توبخها ولكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة، لقد عاهدت نفسها ألا تثير المشاكل وتتجنب أي شخص أو شيء قد يحاول أن يجرها معه في جدال أو خلافات قد تلحق بها الأذى، أنها هنا في مهمة محددة ستقوم بتنفيذها وترحل، وليست عروس حقيقية تحتاج إلى تدليل وحب.
جالت إيڤا بعينيها في الحجرة حتى استقرت على مقعد جانبي بجوار الحائط، فاتجهت إليه وجلست في صمت وهي تستمع إلى كلمات المرأة العجوز، التي تعمدت تجاهلها تماما والحديث عنها مع العاملين :
_ لا أعلم من أي ملهى أو زقاق أحضرها إلينا، ومعها طفلة، أي زواج هذا، إنه خراب، بمجرد قدومها والنحس حل على البيت، ولكن ماذا نفعل؟، هكذا دوما كان السيد الصغير يفعل ما يحلو له، بدون أن يفكر في عواقب فعلته، وخاصة إذا كان الأمر متعلق بالوقوف أمام السيد وجيه، لندعو الله جميعا أن يمر الأمر على خير، وألا يصيب السيد الكبير أي مكروه.

إيڤا (بقايا روح)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن