الفصل الثالث : لقاء ووداع

Start from the beginning
                                    

ابتسمت له ساكورا بامتنان ثم عانقته قائلة :"أنا حقا سعيدة بأنه كان حلما.....أرجوك أبي ، عدني بأنك ستظل معي وتحميني للأبد "

ربت كيزاشي بحنان على ظهرها وقال بصوت عميق به بعض الحزن :" أعدك حبيبتي بأني سأظل معك لبقية حياتي وسأحرص على سلامتك للأبد"

أحست ساكورا بالراحة ففصلت العناق وطلبت منه المغادرة كي تغير ملابسها فاستجاب لها أبوها ثم وقفت أمام المرآة مفكرة 'أجل...ذلك كان حلما لاغير ...لا أحد سيختطفني فلايوجد من يكرهني على كل حال (تذكرت صورة ضبابية لأحدهم) لكن كان هناك من أراد اختطافي من قبل ...من كان مجددا ؟ لا أعرف حتى إن كان ذاك الشخص بالفعل موجودا أم مجرد صديق خرافي ابتكرته في صغري كي أتناسى الوحدة ....ماهذه السخافات التي أفكر بها ؟ علي الاسراع' فغيرت ملابسها واتجهت لحيث ينتظرها والداها

قضت تلك الأسرة يوما ممتعا للغاية تغمرهم السعادة في كل لحظة وأحست ساكورا أخيرا بدفء العائلة الذي افتقدته لوقت طويل جدا لذا هي تمنت عميقا في قلبها ألا ينتهي هذا اليوم أبدا وأن تستطيع بقية حياتها بهذه الطريقة ....لكن الأماني لا تتحقق دائما

كانت ساكورا غارقة في النوم بسلام حين أحست بشخص ما يهزها بقوة ففتحت عينيها بكسل لتجدها والدتها وقد كان القلق ظاهرا عليها ثم فورا طلبت من ابنتها حزم أمتعتها كونهم سيغادرون الفندق الليلة

استغربت زمردية العيون ذلك لكنها أطاعت الأمر بصمت فعلى الأرجح تلقى أحد والديها او كلاهما اتصالا مهما من العمل ....تنهدت بإحباط فمابيدها حيلة ثم إن هذه ليست المرة الأولى التي يحدث فيها هذا

صعدت السيارة وقد كان والدها يقود بسرعة كبيرة على غير العادة فهو رجل رزين ومتأن عادة وحتى أمها كانت تتصرف بغرابة وتضمها إليها وهي تربت على شعر ابنتها مطئنة لها بأن كل شيء سيكون على مايرام .....لاحظت ورديتنا بأن أباها يتحدث مع احد ما عبر الهاتف وقد سمعت اسم ساسكي ....أهو أوتشيها ساسكي ذاك؟ ....لماذا والداها مضطربان هكذا ؟ولماذا ساسكي يتحدث مع أبيها في هذه الساعة المتأخرة ؟ ألا يعلم بأن هناك أوقاتا لايجب عليه الاتصال فيها ؟

قامت من مكانها وأخذت الهاتف ثم قالت بحدة :"اسمعني جيدا ياهذا ....ألا تعرف ما يسمى بالوقت غير المناسب للاتصال ؟ لأنك إن لم تكن كذلك فدعني أخبرك بأن هذا أحد تلك الاوقات والآن عن إذنك فوالدي لديه أمور أهم ليهتم بها ("ل...لحظة...انتظري ...") الوداع" ثم أنهت المكالمة

التفتت لوالدها بابتسامة منتصرة ليصرخ عليها بغضب :"ولكن هل فقدت عقلك أيتها الفتاة ؟ ماالذي فعلته بحق الجحيم ؟"

شعرت ساكورا بالخوف فهذه أول مرة يصرخ فيها والدها عليها أو تراه غاضبا لهذه الدرجة فتراجعت للخلف وجلست مغطية رأسها ثم خبأت رأسها بين ركبتيها كطفلة صغيرة ولكن والدها لم يعتذر ولا حتى أمها حاولت مواساتها بل كانا مشغولين في مناقشة امر ما والخوف باد عليهما .....أزعجها ذلك جدا ثم أسندت رأسها على النافذة متأملة الطريق الجبلي الذي يسيرون عليه فهما سيعتذران لها ويراضيانها عاجلا أو آجلا كالعادة .....أو هذا ما كان سيحدث

ماذا نكون نحن؟(مكتملة)Where stories live. Discover now