الفصل الثاني عشر

91 17 105
                                    


كان الفصل ربيعًا، خيوط الشمس أخيرا آن لها أن تسطع بعد انجلاء غيوم الشتاء القاني.
أشجار الياسمين، راحت تزهر براعما بعد سباتٍ دام طويلا. العطلة الشتوية انتهت و الطلبة عادوا لمدراسهم.

بخطواتٍ هادئة راحت تشق صفوف الطلبة المتجمهرين عند لوح الإعلانات،  توقفت لتمعن التحديق في الأوراق المعلقة على اللوح الأزرق بينما شعرت بذراعين تحيطان خصرها من الخلف لتبتسم

"سانا!" بيلا قالت بابتسامة دافئة، لترد الأخرى، بلكنة كورية أجنبية "هناك رحلة لجيجو الشهر القادم هل ستذهبين؟" قالت في ترجي
فتومئ بيلا نافية "لا!"
"لم لا؟"
"أنا فقط لا أريد!" هي قالت ترفع كتفيها بغير مبالاة بينما طرف ثالث قاطع الحديث "بيل!" صوته جعل كل منهما تبتسمان بشكل واسع لتستدير المدعوة سانا ناحيته.

  جيسو  كان الفتى ذا الشعبية الواسعة بين الفتيات في ثانويتهم من السهل تمييزه بين الفتية الأخرين بسبب طوله الفارع، كونه قائد فريق كرة السلة جعل شعبيته تتفشى بين كل أطوار الثانوية.
جيسو لاحظ الحمرة التي تشربت بها ملامح سانا فور التقاء عينينها بخاصتها فيسأل " أأنتِ بخير،ما بال وجهك!؟" جيسو كان عفويا في حديثه

"أنا بخير!"هي ردت، نافية تحرك يديها بعشوائية.
جيسو كان رفيق بيلا المقرب، علاقتهما كانت استثنائية، هو لم  يكن حبيبا، ولا أخا و لا صديقا، هو فقط كان جزءًا من روحها.
أحاط كتفيها الهزيلين بذراعه بينما هي أراحت رأسها على صدره متجاهلة تحديق الجميع بها، ثم هما فقط سارا ناحية المخرج.
" أأنتِ مشغولة الليلة؟" سأل عندما وصلا لباب منزلها، فتهز رأسها نافية " عملي ينتهي عند العاشرة!"
"أراكِ لاحقاَ إذا!" قال يربت على كتفها ثم رحل.
.
.
.
.
.
.
وضعت مئزرها على الكرسي بعدما انتهت من تفقد خزينة النقود، طوال اليوم هي كانت تبتسم للزبائن ثم تقوم بالانحناء وتسجيل طلبات القهوة، عمل ممل لكنها كانت تحاول جاهدة كسب راتب إضافي،هي كانت مستقلة منذ طفولتها. لطالما كانت تحب بذل مجهود بدل الإعتماد على غيرها.

سارت ناحية بيتها و الذي يقع عند أخر الشارع المقابل للمقهى الذي كانت تعمل به بعدما تأكدت من إحكام إغلاق الباب، نسمات ربيعية جعلت بشرة ساقيها العارية تقشعر.

دسّت يديها في جيوبها بينما راحت تسرع بخطواتها لتصل للمنزل الواقع في آخر الشارع، الهدوء كان عنوان البيت، بينما هي راحت تكسر الصمت بصوت خطواتها على درجات المنزل الخشبي.

أطلقت أنينا وهي تلقي بنفسها على سريرها بينما احتضنت وسادتها و استعدت للنوم.

" أتنامين بملابس عملك؟" صوت خشن داهم مسامعها لتعتدل في جلستها على حين غرة، نبضات قلبها احتدمت وهي تشعر بخطوات تقترب منها تهدم الهدوء في المنزل بينما وضعت كلتا كفيها على قلبها و الذي هاجت نبضاته العنيفة.
"جيسو لقد اخفتني!" انتحبت تحاول التقاط أنفاسها المتقطعة.

DUSKY BLAZE || لَظًى حَالِكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن