الفصل التاسعْ

170 22 47
                                    

" لم كل الضحايا نساء؛ و ما علاقة اسم جيسو بكل هذه الحوادث لم يستمر الطلاب بالتكلم عنه بعد حادث كيم نايون!"

"و ما أدراني! اذهب لتلعب لعبة التحقيق بعيدا عني يا هذا!"

" لقد استقيقظت ، كيم نايون افاقت من غيبوبتها!" صاحت أحد الطالبات في الممر ما جعل كليهما يحدقان ببعضهما بدهشة.

لا أحد و خصوصا هذين الاثنان توقع عودتها للحياة، كل ما كان يفكران به هو ماذا يحدث بحق السماء.

.
.
.
.
.
.
.

اهناك نهج اجتازه لعلي أدركك! أهناك باب أعبره فيرفدني إلى ضفاف الماضي الزاهي بعيدا عن قفار الحاضر الباهت.

الساعة السادسة مساءًا في المشفى المركزي أصوات صراخ تتعالى في الممرات، صياح فتاة في مقتبل العمر يهز النوافذ و يرعش الأبدان.

الممرضات حاولن جعلها تسترخي لكنها تزداد بأسا بعد كل محاولة لهم ، ملامحها ذابلة كزهور خريف ميتة،أحبالها الصوتية اهترئت لكثرة صياحها.

كانت في الحمام تحدق لإنعاكسها المشوه في المرآة، تمعن النظر في عينها المقلوعة و الضمادة القذرة التي تغطي عيبها.

قطرة تليها الأخرى وهاهي تذرف دموع حسرة على جمالها الذي تآكل و اندثر بين طيات الماضي! فلاليت الماضي يزورها و يختطفها لتحتجز بين قضبانه بلا رجعة.

تنزلق قطرات قانية لتشق دربها على وجنتها الذابلة اللون، تليها قطرة وهاهي تنزف دما من عينها الضائعة.

صرخات ألم تفر من فاهها لترسم صورة عذاب مبهمة في مخلية من يحيط بها.
أمارات الشفقة ترتسم على ملامحهم وهم يرقبون ذبولها أمامهم، يكبل أجسادهم فلا هم يحركون ساكنًا لا شيء بالإمكان فعله لتتخفيف ولو قليلآ عن كاهل الطفلة.

دقائق تمر و قد أدرك كل من بيلا و جيمين المشفى،  لم يلبث فقد ركض مباشرة ناحية ركن الإستقبال ليهتف بالممرضة بلهاث

" أين أجد غرفة المريضة كيم نايون؟"

حدقت به الممرضة باستنكار لترد ببرود "إنتظر حتى أراجع الملفات!"
انزلقت جفونه وراح يقضم شفاهه الداخلية محاولا استراق بعض الهواء الذي نفذ من رئتيه جراء ركضه.

تقدمت بيلا ناحيته لتقف إلى جانبه ، في انتظار الممرضة التي تعبث بين الملفات، التقطت هي الأخرى بعض الهواء فقد استهلكت طاقة هائلة في الركض خلفه.

" لم لحقتني!؟"
سأل بعد صمت دام لدقائق محدقا في ملامح وجهها المتوردة إثر ركضها ؛ هو لم يكن يتوقع أن خلف هذا الجسد الهزيل و الشاحب طاقة تمكنها من الركض لأميال خلفه.

ألقت عليه ناظرة ساخرة مع ابتسامة استهزاء كجواب صامت، ماجعله يستشيط غيضا وهو يلتقط الصمت كجواب.

DUSKY BLAZE || لَظًى حَالِكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن