بارت 33

8.7K 99 16
                                    

سكت عبدالوهاب ب احراج من كلام امه ، بعد ثواني معدودة تكلم ب صوت هامس : بس ابي اشوفه
جلست سارة على الكرسي وهي تحط رجل على رجل ب برود ظاهري وهي تحترق من جوا : الله يحفظك
عبدالوهاب لف لعبدالعزيز : تجي معي ؟
هز راسه ب الرفض وهو يناظر تعابير وجهه امه :
ماراح اتخطى اسبانيا بدون امي ، لو ابوي يبيني لقاني عشت حياتي بدون ابوي مايضرني أكمل بدونه
خذ شنطته وشنطة اخوه وسحبه وطلعوا وهم يسكرون الباب .
ساد الصمت لوهلة على المكتب المفعم ب اشعة الشمس الدافية
الوليد ب همس وهو يناظر امه ب خوف من زعلها :
انا ماراح اقول لك بشوف ابوي لانه الله يرحمه ، بس ابي اشوف عماني
ناظرته سارة بصدمة ب عين دامعة من طلبه اللي ماقد فكرت فيه :
الا انت يالوليد لا !
تكلم الوليد ب قهر وهو ينفض يدينه : شفرقي عنهم يايمة ؟ هم لهم ابوهم انا من لي ؟
ناظرته ب استغراب ممزوجة ب صدمة من كلامه اللي جحدها ب لحظة : وانا وين رحت ؟
الوليد ب لاوعي : انتي وش فيك انتي ؟ انتي امي بس هم عماني هم سندي وظهري حياتي بدونهم ماتسوى
ناظرتها وهي تعض على شفتها بضحكة سخرية ! هذا وانت الوليد العاقل
جحدت كل شي سويته عشانك تحملت ضيم وظلايم عشان خاطر عيونك والحين تقول حياتك بدونهم ماتسوى وهم كانوا يبون دمي
لفت على الابتوب ب كرسيها بقوة وهي تضرب ب اناملها بسرعة وضجر على الكيبورد ، كانت ماتتعدى الـ 10 دقيقة الا ورمت بوجهه الوليد نوتة صغيرة
سارة وهي تهز رجلها ب توتر :
هذا رقم الحجز ، رحلتكم بكرة الصباح
عشان ماتقولون امي حرمتنا من شي وخذوها قاعدة ياعيالي اللي يبيعني ب رخيص ب بيعه ب تراب
الوليد ب عدم اهتمام لـ زعل امه قد ماهو شوق لـ عمانه :
من بيوصلنا لهم ؟ خالي سعود ؟
ابتسم ب طمائنينة لما شافها تهز راسها ب ايجابية وهو يطلع لـ أخوانه .
خذت جوالها وهي تسمع صوت التنبية ب وصول رسالة ، رفعت حاجبها باستغراب وهي تشوفها من سعود .



{ في المملكة العربية السعودية || في شركة سعود & صقر }



كان يناظر آخر اتفاق ارسله سلطان لهم بعد ماعقده مع اكثر من دولة آجنبية لانتاج ڤيديو اعلامي ب جميع اللغات ب مشاركة جميع الدول لنشره حول العالم لتعرف على الثقافات بشكل مُبسط
كان يناظره سعود ب اهتمام وهو يشوف كيف شركات اعلامية ومصانع كبيرة ومهمة مرحبة ب فكرتهم : فُكرة تحسدون عليها ب صراحة بس فيه دول ماشفتكم معتمدينها ؟
رمى عليها صقر الاوراق وهو مندمج ب الآبتوب : اي فيه فقط ننتظر اعتمادهم عشان نثبت اسماءها
سكت سعود وهو يشوف نسخة من طلب اسبانيا والمكتب الوسيط مسجل ب اسم سارة
سحب جواله ب خفة وهو يرسل لـ سارة " بيعرف "
جاءه الرد ب ثواني " بيجونه عياله بكرة ، ودهم له "
رد عليها : وانتي الى متى بتبقين هناك ماكفتك 17 سنة ؟ طقيتي الثلاثين ياوخيتي
ردت عليه وهي تحاول تنهي المُحادثة : لا يضمن وجودي ب قربه بدون براءتي .
قاطع تفكيره صوت صقر الساخر اللي كانت عيونه ب جهازه : لهدرجة صعب اسم اختك وانت تقراها ؟
طارت عيون سعود من كلامه ! معناه يدري ب وجودها هناك ولا سوى شي
لف عليه صقر ب حدة اصبحت معتادة لهم وزادت حدته خصل الشيب اللي طلعت ب ذقنه وملامحه اللي بدت ترجع اشباهها لأبوه
صقر الطائش ابن الـ 28 آنتهى الآن اصبح رجل الـ 45 سنة :
أدري من 17 سنة ب انها ب اسبانيا لأنها فضحت نفسها قبل ما تروح وانت فضحت نفسك انت واهلك كل سناين مسافرين اسبانيا لها ويكون بعلمك لو اشوف عيالي قدامي ماعرفتهم ولا يهمني اعرفهم ولا ابي اعرفهم
انا انسان مافيني اتحمل مسوؤلية سجدت لله مية سجدة شكر لما خذت عيالها وراحت ريحتني ك ث ي ر
رجعت عيونهه لـ جهازه وهو ضام فكه ب كفهه : والآن تقدر تطلع وأكمل شغلي
لما كان صقر مشغول ب عتابه كان سعود ماسمع اي كلمة من اللي قالها لأن عيونه كانت على ملف أخضر باين ان صقر كان يراجعهه
خذه ب خفة وهو يطلع بسرعة لا ينتبهه صقر على اختفاءه من مكتبه .



{ ب يوم جديد على سماء المملكة العربية السعودية || في بيت أبو صقر }



كان يضحك وهو يلف السمبوسة مع آمه او بالأصح يخرب عليها
صرخت ب تعب وهي تشوف الحشوة كلها برا العجينة :
يافهد رح الله يصلحك بتطق الاربعين وانت بهبالك يايبه رح تزوج وشف حياتك
وظيفتك وش زينها ومستقر ولا عليك قاصر ليش ماتكمل نص دينك ؟
ضحك فهد وهو يصرف الموضوع ويتخصر : كل هذا عشاني طلعت الحشوة برا ؟ " خذ القدر وهو ينحاش برا المطبخ " عشان ماتجيبين طاري الزواج مرة ثانية
شد شعر بنت رسيل فتاة الـ 16 سنة اللي كانوا توهم واصليين من دُبي : وين اخوك الشين ؟
صرخت وهي تصيح من ضربة خالها الموجعة : حرام عليك اخوي صغير لا تضربه
صكرت سجى آذنها ب عصبية من دلع بنت خالتها الماصخ : ماما بتجي من العيادة بعد شوي لا تضايقونها بصراخكم
ابتسم فهد وهو يصعد بيتسبح ويمشى لـ المستشفى ويفكر ب اخته آميرة اللي ماتزوجت لا هي ولا ميعاد وفتحوا لهم عيادة ونجحوا فيها واثبتوا ان الرجل مو كل شي ب الحياة .
مايدري ليش فجاءة طرى على باله بتال ولد عمه الله يرحمه اللي انعدم ليلة العيد وديما اخته بعد سنتين خذت أبو سيف صديق ماجد اللي تزوج رغد بناء على طلب ديما وكرس حياته لـ خواته وعيالهم .
هز رأسه ب نفي وهو يطردهم من بآله ويتعوذ من آبليس ، نزل رأسه وهو يلف ب وجهه لما شاف شدن مرت آخوه طالعة من جناحها : يالله حيهه
مشت من جمبه ب حياء وهي نازلة ب طبقها : الله يحيك
ابتسم وهو يشوفها تنزل
من كان يتوقع ان ضاري بيرجع شدن ؟ هم ثنائي كل واحد فيهم مايقدر يعيش بدون الثآني
وقف لوهلة وهو يشوف جناح اخوه صقر كلهم كملوا حياتهم ورزقوا ب ابناء وقرت عيونهم
عبدالاله وغدير جتهم بنتين ومساعد طليق أميرة واخ سارة جاؤه ستة وسعود ثلاث عندهم باستثناء اخوه ضاري لـ مرضه
الا هو ! صار انسان مختلف جدًا جدًا جدًا
تنرفز وهو يزفر ب عصبية مايحب الطاقة السلبية او التفكر ب حياة الغير بس فعلًا حالهم ب هالسنة 17 كان يحتاج اعادة نظر لـ حياتهم !



{ الساعة 8 مساءًا || في جناح صقر }



كان واقف قدام شنطة سفره وهو يتأكد من كل غرض فيها قبل سفرته بُكرة ، تنفس ب ارتياح وهو يشوف انها كاملة ناقصها يسكرها فقط
ناظر الشنطة لوهلة وهو يمد يده لأسفلها وطلع روب القطني كان لسارة خذت اي شي يتعلق فيها الا هذا كانت ناسيته هنا !
من 17 سنة ماقد غمضت عيون صقر وهو مو في حضنه وفي حله وترحاله كان معه
وقف قدآم المرايا وهو ينسف شماغه الأحمر اليوم جمعة اهله
رش من عطره وهو يثبته ب دهن العود ك طريقته الدائمة
سمع فتحة الباب ابتسم وهو متوقع بنات خواته زي العادة ، سكر دهن العود وهو يدهن رقبته : هاه وش بغيتوا هذاني ناز..
لف عليهم وهو يضحك ويده خلف آذنه يوزع العود
بترت جُملته وهو يشوفها متسندة على الباب تتأمله ب هدوء زي نظراتها الناعسة دائمًا
قربت ب هدوء ممزوج ب بطىء خطواتها
ومع كل خطوة كان قلب صقر يرقع مع صوت كعبها وشعرها وقفت قدامه مايفصل بينهم الا مجرئ النفس
غمضت عيونها وهي تتحس ب يدها وجهه وبهمس : حنيت !
ضرب خدها ب خفة وهو يبيها تفتح عيونها يبيها تشوف وش صار فيه من بعدها : بعد 17 سنة جاية تقولين لي حنيت
ابتسمت له ب لطف وهي تتكفت : اسمعك
ضحك بسخرية الى ان بانت النواجذ : لا تحتريني اسالك ليه رحتي من علمك تبعدين ماعلمك تنسين ؟ علمتيني هجر الحبايب " ضرب باصبعه صدرها " وانا اعلمك شلون الاحباب تقسى
صرخ ب قهر وهو يشوف ابتسامتها مازالت على وجهها من يوم دخل : ماعندك قلب انتي ؟
سارة : ‏ولا يغرك اني صابرة ترا اكابر ، من داخلي بعثرة وابين لك انا الواقفة على حيلي
بتر تركيزه ريحة عطرها اللي توه يستوعبها آنفه لما هدئ ، عطرها شعلل ذكريات عفت عليها السنين
كانت تقرأ تعابير وجهه ب سهولة من يحب ماينسى : ‏للحين اتعطر بنفس العطر عطري هذاك اللي تحبه
عض شفته وهو يغمض عيونه كأنها تختبر نقاط ضعفه
وتضربها ب وتره الحساس تعرف وش يجيب راسه وش ينفره هو تمليذها وصعب التمليذ يتفوق ع الأستاذ
فتح عيونه ب طيف ابتسامة ويده تتسلل إلى شعرها :
طيب اكذبي علي بكلمتين وراضيني " رفع حاجبه وكأنه ينغزها " الصدق في بعض المواقف ما يفيد
مررت يدها الناعمة على دقنه وهي تناظره ب شوق لـ ثواني
ودها تحفظ ملامحه ودها تعوض شقاء هالسنين
ودها تروي عيونها من عطشها لـ شوقه ، تكلمت ب ضحكة :
انت ماعندك يدين تضمني ؟
ضمها ب يدين الثنتين لـ حضنه ، ضمها وكأنه يرفض لـ العالم غيابها
ضمها وكأنه يريد حفظها ب داخلها يجبرها تبقى فيه ماتغيب
كان يمر يده على شعرها وظهرها يبي يتحسسها يبي يضمن انه ب واقع ماهو حلم
بعد مرور دقائق طويلة ، بعد عناق شفى مافي داخل كل من هالأثنين
بعدت سارة وهي كاتمة ضحكتها وكأنها ناوية على شر :
طاح الحطب ؟
ضحك صقر فاهم وش تفكر فيه وايش مخططاتها ف هو تاب من بعدها صار يستغل كل نُقطة لصالحه يبادر ماينتظر العدو يرفع سلاحه : بخصوص ضحكتك ماتطيح الحطب وبس " همس وهو يبوس شفتها " تطيحني انا بُكبري
حس ب دموعها على شفايفه ، فتح عيونه ب استعجال وهو يناظرها ب خوف !
خايف انها ندمت انها فكرت ترجع لك او ندمت على قرارها : وش فيك ؟
ناظرته ب خوف وهي تمسك كفوفه بقوة : خايفة افقدك اكثر من كذا ، انا حياتي ماشعرت انها حياة الا يوم رجعت هنا " واشرت لـ حضنه "
مد يده وهو يمسح دموعها ب حنيته اللي كان مايتدلل فيها الا سارة :
امسحي دموعك لا عاد اشوفك تبكين ، حبيبتي وتبكين ؟ ترا فيها قبايل
سندت نفسها ب حضنه وهي تلعب ب يده :
قلت لك ماتضمن قربي الا ببراءتي لانك وعدتني ولازم توفي لي بوعدك ، صوري لي سعود اعترافات لينكولن وانها عندك وضمنتها وضمنتك
وانا مو قلت لك مرة انا وقت الزعل خليني اتصالح مع نفسي انا ب نفسي ارضى لما احس ان مابينا ملفات معلقة
غلط ارضى وبينا شي مستحيل نكمل حياتنا طبيعي
اي خلل نفسي او مشكلة بتتولد لي مشاكلنا القديمة
قاطع كلامها دق الباب المُزعج اللي عرفته سارة على طول ، رفعت راسها لصقر ب كرهه مُزيف وهي تضحك : هذولي عيالك المُزعجين
فتح عبدالوهاب الباب وهو يصرخ :
يمه تراني اسمع مانيب اصقهه " يوم شاف صقر رجع ورا عبدالعزيز وهو يطلع راسه من ورا كتفه " يمه ذا الطويل ابونا ؟ يخوف
سحبه عبدالعزيز قدامه ب استهبال :
يخوف ومخليني في وجهه الدفاع خلك انت انا مانيب مستغني عن عمري مابعد شفت سميي جدي
ضحك صقر من قلب على حكيهم وهو يناظرهم ب شغف يالله يالدنيا امس كانوا بيديني طول كفي والآن ب طولي ، فتح لهم يده الثانية ب معنى تعالوا وباليد الثانية كانت سارة .
ضمهم سوا وهو يبوس روؤسهم ب راحة وش يبي من الدنيا اكثر من كذا ؟ عياله ونور عيونه ب حضنه
لف عبدالعزيز على امه ب همس : الوليد وينه ؟
ابتسمت لولدها وهي تمسح على شعره : وداه سعود لـ عمانه يسلم عليهم وبيرجع بيت أهلي .
قاطع حكيهم رنين جوال صقر اللي طلعه من جيبه وتوجهه لـ الصالة وهو يرد على سعود ب ضحكة : آه يالخسيس من وراي اجل ؟
ضحك سعود وهو يوقف عند بيت عمان الوليد بعد مانتقيلوا الى المدينة :
مارضى عليكم كل واحد منقطع قلبه ب جهه ، ب ربك ان تقول لي كنت راضي عن الـ 17 سنة ! يكفي ماجاكم قبلها يكفي ياخوك يكقي
ابتسم له صقر وهو يناظر سارة اللي كانت تسولف لـ عيالها آيام حملها :
مو هذا بلاي ياسعود حبيت خريجة سجون !



الحمدالله اللذي ب نعمته تتم الصالحات ، تمت روايتي الثالثة المُحببة إلى قلبي لأن كانت شخصية سارة ب عيوبها ومحاسنها قريبة مني
وحال صقر اللي يشبهه حال الأغلبية .
ان اصبت فهو من فضل الله وان اخطأت فهو من الشيطان

بلاي ياسعود حبيت خريجة سجونWhere stories live. Discover now