Part 20..(نَوعٌ أخر مِن الخُذلانْ )

Start from the beginning
                                    

           _______________________________

بطريقه ما مرت تلك الليله الغريبه علي كليهما أخيراً مع خسائر صغيره أبرزها تلك الكوابيس التي داهمت كايند طوال الليل وتلك الهالات التي تتربع أسفل عين سام بعد ليله مؤرقه قضاها في التفكير ما بين كلام صديقه فرانس وتهديد المدير السمين.

لكن هاهما يجلسان علي مائده الإفطار بهدوء وانسجام ورائحه قهوه سام تملأ المطبخ بالعبق الزكي وكلٌ منهما مبتسم مجامله للأخر وفقط لكن القلق ينهشهما من الداخل بصمت

شرع سام فجأه بالحديث مرتدياً أكثر نبرات صوته تفاؤلاً وأعذب ابتساماته:
"إذاً كايند....لقد وعدتك أمس
سنذهب لزيارة مايك اليوم....ما رأيك ؟ "

نبض قلب الفتي بقوة صارخة شديدة الإيقاع وشعر بحلقه يجف فجأه وبدمه يصعد بسرعة إلي دماغه حتي شعر به يشع حرارة....لكنه رغم فوضاه الداخلية أسفر عن ابتسامة صغيرة مومئاً برأسه و حاول جعلها متحمسه بكل ما يملك.

لكن يبدو بأن جهوده باءت بالفشل فسام يقرأه ككتابٍ مفتوح
طوال الوقت
ودائماً ما يجعله توتره هذا  يبدو وكأنه طفل خائفٌ من اخبار والدته بأنه أضاع شيئاً ما.

نعم هو خائف....خائفٌ جداً 

تري كيف سيستقبله مايك ؟!.....هل سيفرح بقدومه ؟

أم سيغضب منه كونهُ أطال الغياب ؟

هل يعلم بما حدث لوالدتهما؟!.....أم سيضطر إلي اخباره بنفسهِ يوماً ما ؟

هل سيبكي عندما يراه ؟

لكن السؤال الأهم هل هو بخير ؟!

ألمه رأسه قليلاً....لا يريد التفكير بأي شيء فقد قضي ليلته المنصرمه يمعن التفكير والأن سيحاول الهدوء فحسب.

قام عن الطاوله مستجمعاً كل طاقته وما حصده من حماسٍ وسط إرتباكه ليفاجأ بسام قد جمع الأطباق وغسلها بينما كان شارداً....حسناً هذا ما يسمي بالحماس.

أمره سام بتجهيز نفسه ريثما يجمع بعض ملفاته التي تركها مبعثره ليله أمس وفي دقائق كانا جاهزان للذهاب.

خلال رحله الطريق بالسيارة اتخذ كلاهما بعض القرارات المصيريه لسببٍ ما وفي صمتٍ مهيب وكأنهما بذلك يصلحان كل ما يظنان أنهما أفسداه بترددهما معظم الوقت.

قرر سام بأن اليوم سيكون اليوم الذي سيكشف به للفتي عن كل ما كان يخفيه ويثقل كاهله لأيامٍ عديدة وحده متمنياً ألا يؤثر هذا سلباً علي نفسية كايند بطريقةٍ ما.

أما كايند فكان يشعر بخزيٍ غريب يغلفه بطريقةٍ مزعجه منذ أيام تجاه حساسيته المفرطه وتأثره السريع عكس سجيته وهو ما ولد إحساساً ببعض الخيبه بأن يهدم ما بناه بشقاء عقب وفاة والده....

تَدَفُّقْ Where stories live. Discover now