الفصل الثامن

Start from the beginning
                                    

-انا بالكاد اقف لا يمكنني ان استمر على هذا!!

اجاب وهو يخلع قفازه:

-ستعتادين هذا مع الوقت لا تقلقي

-هذا لم يكن ما عنيت..

لكنه تجاهلني تماما فصمت وفي حنق بدأت اُلملم اشيائي.. بدأت اشعر بالندم لإشتراكي في هذا النادي.. ربما من الأفضل ان اتركه لكن انا بالفعل قد اشتركت في المسابقة مما يعني انه من المستحيل الهرب الأن.. يبدو انه علي تقبل الواقع..

خرجت من المدرسة على عجلة من امري مُتمنية ان اجد اي سيارة اجرة لكن الوقت متأخر ونحن في منطقة لا يقترب منها احد ليلا بسبب الإشاعات عن المدرسة.. وسيتو لم يُعين اي سائق لي.. وانا لا اريد حتى ان احادثه في اي شيء.. لذا علي ان اقف في انتظار اي سيارة جرة..

مرت ربع ساعة دون ان تظهر اي سيارة.. تذكرت ما معي منذ يومين فشعرت بشيء من الخوف.. ماذا إن حدث الأمر مجددا؟.. لو ان احدا يراقبني لعلم دون صعوبة اني سأقف هنا والأن وهذه الرتابة قد تتسبب بقتلي.. وفي ظل افكاري السوداوية سمعت بوق سيارة على مقربة مني فانتفضت والتفت خلفي في ذعر واستعداد للأسوء لأجد سيارة زرقاء تقف خلفي ومن نافذتها خرج رأس لوكس جراي يحدق بي وقال مستغربا من ردة فعلي لكنه لم يُعلق عليها:

-يمكنني ايصالك الى منزلك

فتحت فاهي لأعترض فقال:

-ما من سيارة ستأتي الأن خاصتا الى المدرسة فلا تُكابري واركبي..

نظرت الى سيارته ثم الى الطريق قبل ان اتجه الى الباب لأجلس في الكرسي المجاور للسائق.. انا حقا لا اريد لكني ايضا لا اريد ان اقف منتظرة هنا طويلا.. وفي صمت تحركت السيارة حتى قال:

-انت لا تتصورين مني معرفة عنونك اليس كذلك؟

شعرت بوجنتاي تتوردان في إحراج ثم اعطيته العنوان.. لمحت الإبتسامة التي ارتسمت على شفتيه قبل ان تختفي فقررت تجاهلها.. للحظة تصورت ان ربما يكون هو من يستهدفني وانا قد اعطيته الفرصة المثالية لخطفي.. احسست بسخافة الفكرة.. لكن هذا لم يمنعني من النظر الى مذلاج الباب لأجده غير مغلق.. فتنهدت في ارتياح وقلت لنفسي اني اصبحت مصابة بالبارانويا دون شك.. عندها فاجئني صوت لوكس-لا ادري لماذا نسيت وجوده للحظة- يقول وفي عينيه نظرة ريبة:

-هذا المنعطف؟

نظرت امامي واومأت.. وفي اقل من دقيقة كنا امام المنزل فأسرعت بالنزول واغلاق الباب من خلفي مُدركة كم كانت تصرفاتي مثيرة للريبة.. اتخذت خطوة للأمام قبل ان استدير الى السيارة لأقول:

-شكرا!

رأيت حاجبيه يرتفعان في دهشة ثم هز رأسه وانطلق بسيارته بينما اسرعت انا الى باب المنزل.. دخلت المنزل فلم اجد احدا نظرت الى ساعتي فوجدتها السابعة مساء.. حسنا هذا مُعتاد بالنسبة لسيتو ودريك لكن ليس كذلك بالنسبة لبيتر.. وعلى ذكر دريك، انا بالكاد اراه هذه الأيام اين يذهب؟.. على اية حال يجب ان استريح قليلا قبل ان اُفكر في اي شيء..

ما وراء الأكاذيب: الأرواح المُعذبةWhere stories live. Discover now