52

7.3K 257 11
                                    

إستند أوس بظهره على جانب سيارته التي أوقفها على سفح جبل المقطم ليختلي بنفسه بعد تلك المواجهة القاسية مع زوجته ..
أخــذ أنفاساً عميقة لأكثر من مـــرة ليجبر نفسه على عدم البكـــاء .. ثم فرك وجهه بكفه ، ووضعه على فمـــه ليكتم تلك الشهقة الحارقة التي تعتصــــر صـــدره .. فقرار الإنفصـــال عنها ليس بالأمـــر الهين ، خاصة وأنه قد بذل المستحيل من أجل الظفر بها ، ولكن شعـــوره بالذنب يقتله ، ورؤيته لنظرات البغض والكره جلية في عينيها تذبحه بقســـاوة
لم يدرْ كم مر عليه من الوقت وهو شــــارد في ذكرياته الموجعة ..
ثم تنهد بحرارة حارقة تلهب جسده وصـــدى كلمات تقى المؤلمة له تتردد في أذنيه ...
كــــور قبضة يده في حنق ، وإستدار بجسده للخلف ، ثم ضرب على سطح السيارة المعدني بقســـوة ، وركـــل بقدمه إطـــارها بكل عنف وهو يكز على أسنانه قائلاً :
-ليييه ؟ ليييه مش بتديني فرصة ؟ لييييه ؟!

-بالراحــــــة يا كابتن على العربية ، لأحسن صاحبها يكدرك ، وإنت مش أد تمنها ..!
قالها أحــــد الأشخاص بصوت متهكم وســـاخر قبل أن يطلق ضحكة عـــالية مستفزة ..

رفع أوس وجهه في إتجــــاه صاحب الصوت ، فوجد شابين يجلسان على مقدمة سيارتهما ، وممسكان بزجاجات " بيرة " في أيديهما ، ويتمازحان بطريقة مستفزة ..
فإحتقن وجهه بدمـــاء غاضبة ، وبرزت عروقه من عنقه ، وحدق بهما بشراســـة

أشــــار أحدهما نحوه ، وهتف قائلاً بسخرية :
-ما بالراحة يا عمنا ، غرضنا مصلحتك

ضحك زميله بصورة هيسترية ، ثم تجشــأ قائلاً :
-تلاقي المـــزة معلمة عليه ولا حاجة ، اشـــرب عشان تنسى

ســـــار أوس نحوهما بخطوات عصبية ، وهو ينتوي لهما شراً مستطراً ..
حيث قبض على ياقة الشاب الأول ، وسدد له لكمة قوية في وجهه ، جعلت أنفه ينزف دماءاً بغزارة .. وتبعها بلكمات أكثر عنفاً أفقدته الوعـــي من شدتها ..
إنتفض الشاب الأخـــر من مكانه مصدوماً ، ونظر له بذعـــر ، وأدار زجاجة البيرة التي كانت في يده في الإتجاه العكسي ليضرب بها أوس على رأســـه ، ولكنه كان الأســـرع في تفاديه ، ثم جذبها منه ، وحطمها على رأسه بقسوة ، فسقط على الأرضية الترابية .. وركله أوس أسفل بطنه بعنف لعدة مرات فتأوه الأخير من الآلم .. وصـــاح به بصوت غليظ :
-قبل ما تفكر تفتح بؤك الـ *** ده مع أسيادك ، اعرف انت أد كلامك ولا لأ .. يا ***

ثم بصق فوقـــــه ، ونفض يديه ، وإتجه عائداً نحو سيارته ليركبها ، وينطلق بها بعيداً ............

...................................

وقف ممدوح أمـــــام وكيل النيابة وهو عاقد لكفيه معاً ، ومطرقاً لرأسه للأسفل ، ورسم على وجهه قنــــاع الندم الزائف .. ثم أردف قائلاً بصوت حزين :
-أنا مكونتش عاوز أتكلم ، بس لازم تعرفوا الحقيقة

ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثانيWhere stories live. Discover now