في منزل الجـــارة أم بطة ،،،،،
تنهدت بطة في يأس ، فردة فعل والدتها الفاترة غير مشجعة على الإطلاق .. راقبتها وهي تدور حول نفسها في الغرفة ذهاباً وإياباً وتضرب كفها بالأخـــر في حيرة ..
تنهدت مجدداً بإحباط ، ونظرت إلى والدتها مطولاً محاولة سبر أغوار عقلها .. ولكنها لم تفهم تعابيرها المنزعجة ..
أخذت نفساً عميقاُ ، وزفرته على مهل .. ثم نظرت في إتجاه والدتها ، وسألتها بتردد بـ :
-أمه ، هو آآ.. ينفع أنا .. آآآ..إنتبهت لها والدتها ، ونظرت لها بإزدراء ، وعنفتها بـ :
-في ايه يا بت ؟ عاوزة ايه ؟أخفضت بطة رأسها للأسفل ، وفركت أصابع كفيها المتشابكة في توتر ملحوظ ، ثم عضت على شفتيها ، وبنظرات حذرة ونبرة خافتة ومتلعثمة أجابتها بـ :
-أنا عاوزة أطلق من عبدهجحظت عيني والدتها بشدة ، وأوشكتا على الخروج من محجريهما ، وإكفهر وجهها بطريقة مريبة ، وإزداد إنعقاد ما بين حاجبيها ، وتسمرت لوهلة في مكانها من هــول ما سمعته ..
راقبتها بطة بأعين زائفة ، وبصوت متلعثم تابعت بـ :
-يامه سمعتي أنا قولت آآآ....لم تكمل هي عبارتها الأخيرة حيث هجمت عليها والدتها بشراسة ، وأمسكت بها من شعرها ، وجذبت عنقها للأسفل ، وصرخت فيها بإهتياج بـ :
-طلاق ايه يا بنت الـ *** ، هو أنا ناقصة هم على هميتأوهت بطة من الآلم ، وحاولت أن تحرر شعرها من أصابع والدتها ، ولكنها لم تتمكن بسبب ضرباتها المتلاحقة على ظهرها ، فصاحت متوسلة بـ :
-آآآه يامه ، شعري هايطلع في ايدكأرخت هي أصابعها عنها بعد أن لكزتها بقسوة في ذراعها لتسقط إبنتها على الفراش ، ثم نهرتها بنبرة عنيفة وهي تشير بإصبعها بـ :
-الكلمة دي ماسمعهاش تاني ، فاهمةثم أمسكت بذراعها ، وقرصتها في عضدها ، فألهبته ، فصرخت بطة عالياً بـ :
-آآآآآآه ..حـ.. حاضر .. خلاص ، سبيني يامهتركتها والدتها ، وتراجعت للخلف في إتجاه باب الغرفة ، وفتحه ، وأشـــارت لها بعينيها الحادتين وهي تصيح فيها مزمجرة :
-قومي غوري على بيتك يالا ، وماتجيش هنا تاني ، أنا هابقى اجيلك !لملمت بطة نفسها ، وعدلت من هيئتها ، ثم نظرت إلى والدتها بنظرات خزي ، ونهضت عن الفراش ، وســـارت بخطوات متثاقلة في اتجاه باب الغرفة ..
توقفت هي أمامها .. ورمقتها بنظرات أخيرة حزينة قبل أن تنطق بمرارة :
-حاضر يامه ، هاغور من هنا ، وربنا يتوالني !!!!ثم نكست رأسها للأسفل وهي تلج خـــارج الغرفة لتسحب حقيبتها الكبيرة من على الأريكة ، وتندفع في إتجاه باب المنزل ، وتصفقه بعنف بعد أن تطأ قدميها خارجه ...
إستندت أم بطة بظهرها على باب الغرفة ، وتنهدت في ضيق ، وحدثت نفسها بتبرم بـ :
-ما أنا لومعملتش كده فيكي يا ضنايا هترجعي تاني هنا ، وأنا تعبت من القرف اللي مش بيخلص ده .....!!!!!
..............................
ESTÁ A LER
ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثاني
Romanceرواية مصرية بقلم منال سالم حالتْ الظُروف دُون عودتها إلى حياتها ، وتَخلتْ - رغماً عنها - عنْ جزءٍ مِن رَوحِها .. فإنتهى المطافُ بِها لُقمة سَائِغة ، يَلُوكها بِشراهةٍ ذَاكَ الذِي أقْسَمَ بأنْ يَكُونَ جَلادُها .. وبِتلذذٍ مريض طَابَ لَهُ إلتِهامها...