٥

6.7K 234 13
                                    

في منزل الجـــارة أم بطة ،،،،،

تنهدت بطة في يأس ، فردة فعل والدتها الفاترة غير مشجعة على الإطلاق .. راقبتها وهي تدور حول نفسها في الغرفة ذهاباً وإياباً وتضرب كفها بالأخـــر في حيرة ..
تنهدت مجدداً بإحباط ، ونظرت إلى والدتها مطولاً محاولة سبر أغوار عقلها .. ولكنها لم تفهم تعابيرها المنزعجة ..
أخذت نفساً عميقاُ ، وزفرته على مهل .. ثم نظرت في إتجاه والدتها ، وسألتها بتردد بـ :
-أمه ، هو آآ.. ينفع أنا .. آآآ..

إنتبهت لها والدتها ، ونظرت لها بإزدراء ، وعنفتها بـ :
-في ايه يا بت ؟ عاوزة ايه ؟

أخفضت بطة رأسها للأسفل ، وفركت أصابع كفيها المتشابكة في توتر ملحوظ ، ثم عضت على شفتيها ، وبنظرات حذرة ونبرة خافتة ومتلعثمة أجابتها بـ :
-أنا عاوزة أطلق من عبده

جحظت عيني والدتها بشدة ، وأوشكتا على الخروج من محجريهما ، وإكفهر وجهها بطريقة مريبة ، وإزداد إنعقاد ما بين حاجبيها ، وتسمرت لوهلة في مكانها من هــول ما سمعته ..
راقبتها بطة بأعين زائفة ، وبصوت متلعثم تابعت بـ :
-يامه سمعتي أنا قولت آآآ....

لم تكمل هي عبارتها الأخيرة حيث هجمت عليها والدتها بشراسة ، وأمسكت بها من شعرها ، وجذبت عنقها للأسفل ، وصرخت فيها بإهتياج بـ :
-طلاق ايه يا بنت الـ *** ، هو أنا ناقصة هم على همي

تأوهت بطة من الآلم ، وحاولت أن تحرر شعرها من أصابع والدتها ، ولكنها لم تتمكن بسبب ضرباتها المتلاحقة على ظهرها ، فصاحت متوسلة بـ :
-آآآه يامه ، شعري هايطلع في ايدك

أرخت هي أصابعها عنها بعد أن لكزتها بقسوة في ذراعها لتسقط إبنتها على الفراش ، ثم نهرتها بنبرة عنيفة وهي تشير بإصبعها بـ :
-الكلمة دي ماسمعهاش تاني ، فاهمة

ثم أمسكت بذراعها ، وقرصتها في عضدها ، فألهبته ، فصرخت بطة عالياً بـ :
-آآآآآآه ..حـ.. حاضر .. خلاص ، سبيني يامه

تركتها والدتها ، وتراجعت للخلف في إتجاه باب الغرفة ، وفتحه ، وأشـــارت لها بعينيها الحادتين وهي تصيح فيها مزمجرة :
-قومي غوري على بيتك يالا ، وماتجيش هنا تاني ، أنا هابقى اجيلك !

لملمت بطة نفسها ، وعدلت من هيئتها ، ثم نظرت إلى والدتها بنظرات خزي ، ونهضت عن الفراش ، وســـارت بخطوات متثاقلة في اتجاه باب الغرفة ..
توقفت هي أمامها .. ورمقتها بنظرات أخيرة حزينة قبل أن تنطق بمرارة :
-حاضر يامه ، هاغور من هنا ، وربنا يتوالني !!!!

ثم نكست رأسها للأسفل وهي تلج خـــارج الغرفة لتسحب حقيبتها الكبيرة من على الأريكة ، وتندفع في إتجاه باب المنزل ، وتصفقه بعنف بعد أن تطأ قدميها خارجه ...

إستندت أم بطة بظهرها على باب الغرفة ، وتنهدت في ضيق ، وحدثت نفسها بتبرم بـ :
-ما أنا لومعملتش كده فيكي يا ضنايا هترجعي تاني هنا ، وأنا تعبت من القرف اللي مش بيخلص ده .....!!!!!
..............................

ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثانيOnde as histórias ganham vida. Descobre agora