٤

7.2K 233 8
                                    

في منزل أوس بمنطقة المعـــادي ،،،،

تسمــــرت تقى في مكانها عقب عبارته الأخيرة ، ولم تنطق ببنس كلمة ، وظلت فقط محدقة به بنظرات خالية من الحياة ..
فكلماته كانت كالخناجر المسمومة التي تذبحها بلا رحمة ..
فهو يتفنن في كسرها بشتى الطرق ، ولم يتوانْ للحظة عن إخضاعها .. فقط لأنها تحدته ، و وقفت إلى جوار والدتها ، ورفضت أن يطغى عليها ظلماً ، فتحملت هي النتائج بمفردها ...

تحرك أوس صــــوب باب منزله ذي اللون البني الداكن ، ثم إستدار بجسده ليرمقها بنظرات شامتة وأخيرة قبل أن يمسك بمقبض الباب ويديره لينفتح ..
لـــوى فمه في سخط ، ثم تحدث بصوت آجش وجاف بـ :
-هاسيبك تعيشي اللحظة في مملكتي المتواضعة

ثم لــوح بذراعه الأيمن في الهواء ، وضحك بطريقة ساخرة ومصطنعة .. وولج للخـــارج وصفق الباب من خلفه بقوة ..

إنتفضت تقى فزعة ، وضمت قبضتي يدها إلى صدرها في خوف بعد أن فغرت شفتيها من الصدمة ..
أغمضت عينيها لثوانٍ لتستوعب ما حدث ، ولكنها سريعاً ما أعادت فتحهما  حيث سمعت هي صوت المفتاح وهو يُدار من الخـــارج ليوصد الباب عليها ، فتصبح بحق ( سجينته ) ...

ركض تقى في إتجــــاه الباب ، ثم أمسكت بالمقبض ، وحاولت فتحه ، ولكن للأسف كان موصوداً عليها ..
شهقت في فزع ، وهزت الباب بعنف لعلها تنجح في فتحه رغم تيقنها من أن محاولتها يائسة ..
إلتفتت بجسدها ، وأسندت ظهرها على ذلك الباب الخشبي ، ثم أجهشت بالبكاء المصحوب بالصراخ والعويل ، وظلت تهز رأسها بصورة منفعلة ..
أغرقت الدموع وجنتيها ، وتسربت إلى فمها ، فتذوقت مرارتهم ، وإنتحبت أكثر ..
لم تعد تتحمل هي الوقوف على قدميها ، فإنهارت على الأرضية الرخامية ، وضمت ركبتيها إلى صدرها ، ودفنت وجهها بين راحتي يدها .. وتعالى صوت بكاؤها المرير ..
ثم حدثت نفسها بصوت مختنق ومسموع بـ :
-ليه كل ده بيحصلي ؟ اشمعنى أنا ؟!! لييييه !!!

أبعدت راحتيها عن وجهها ، ثم بدأت تطرق برأسها على الباب وهي تنتحب ..
ووضعت يديها على شعرها ، وغرست أصابعها في خصلاته المتبعثرة والمتلبدة ، وحركت رأسها بطريقة عشوائية بعد أن توقفت عن طرق الباب بها ..
إنتفخ أنفها وإزداد إحمرار وتورم عينيها .. ووجدت صعوبة في التنفس بسهولة ، وجاهدت لتلتقط أنفاسها ، ثم أغمضت عينيها ، وبدى وجهها أكثر شحوباً عما مضى ..
تراخت عضلات ذراعيها أولاً ، ثم لحق بها باقي جسدها ، وإنفرج ثغرها .. ومــالت بجسدها للجانب الأيسر .. وفقدت وعيها وهي قابعة في مكانها ..
..................................................

بداخل سيارة أوس ،،،،،

ركب أوس سيارته بعد أن رمق حارس البناية بنظراته النارية المعتادة ، ثم أمسك بالمرآة الأمامية ، وعَدل من وضعيتها ، ونظر إلى نفسه بتفاخر فيها .. ثم رأى شبح الإبتسامة التي تطفو على ثغره ، فشعر بنشوة الإنتصـــار .. ورغبة جامحة في الصعود إليها ورؤيتها ذليلة عاجزة عن فعل أي شيء ..
وضع يده على رأسه ليمرره على شعره الكث ، ثم حدث نفسه بثقة بـ :
-ماتخلقش لسه اللي يقف قصادك يا أوس !

ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثانيWhere stories live. Discover now