١٦

7.5K 226 8
                                    

في منزل ممدوح الجديد ،،،،

تجـــاهل ممدوح الإتصالات الهاتفية المتكررة لناريمان ، ووضع الهاتف على وضعية الصامت ، فشاغله الأكبر الآن هو التأكد من شكوكه ..
هو يعلم أن الإنخراط في الماضي سيفتح أبواباً من الحجيم ، ولكن لا بديل عنه من أجل الوصـــول للحقيقة ..

فتح هو الضلفة الخاصة بخزانة ملابسه بعد أن وقف أمامها ، وانحنى بجذعه للأسفل ، وأخـــرج حقيبة جلدية سوداء .. ثم أسندها على الفراش ، وجلس إلى جوارها ..
بلمسات خشنة تحسس تلك الحقيبة ، ومسح على سطحها ببطء قبل أن يعبث بالقفل الخاص بها ليفتحها ..
أخـــذ نفساً عميقاً ، وزفره على مهل ، وبنظرات مترقبة بدأ يفحص محتواها ..
أمسك هو بعدة أوراق صفراء قديمة ، وطرحها جانباً ، وظل ينظر إلى الملفات الموضوعة أسفلها، إلى أن لمح مبتغاه .. فمــد يده بحذر نحوه ، ومن ثم سحب مظروفاً بالياً ، وأغلق الحقيبة على ما فيها ..
زفــــر ممدوح مجدداً ذلك الهواء الثقيل المحبوس في صدره ، وحدث نفسه قائلاً :
-استحالة تكون دي تهيؤات !

فتح المظروف وأخرج منه عدة صور فوتغرافية قديمة .. ثم بدأ في تفحصها واحدة تلو الأخــرى إلى أن وقعت عيناه على الصورة المنشودة ..
فألقى بالبقية على الفراش ، وظل محدقاً لبرهة بها ..
ارتسمت علامات الإندهـــاش الممزوجة بالخوف على تعابير وجهه ..
تلاحقت أنفاسه قليلاً وهو يرى صورتها المشابهة بدرجة مخيفة لها ..
نعم إنها زوجته تهاني في ثوب عرسها .. نسخة من ليان ..
ظل محدقاً بالصورة لعدة دقائق محاولاً إيجاد التفسير المنطقي لهذا التشابه العجيب :
-مش ممكن الشبه ده ، مش معقول ، في حاجة غايبة عني !

ابتلع ريقه بتوتر ، وتابع بجدية واضحة بـ :
-لازم أعرف الحقيقة ، لأن ده .. ده معناه إن في إحتمال كبير إنها تكون .. تكون ....!!!

إتسعت مقلتيه في صدمة غير مستوعباً لتلك الفكرة التي عجز لسانه عن النطق بها ..

................................

في منزل تقى عوض الله ،،،،

صـــارعت تقى بذراعيها مجموعة من الذئــــاب الضارية التي تجمعت حولها لتفترسها ..
ركضت لمسافات بعيدة ، ولكن تلك الذئاب باتت على وشـــك الإمســاك بها ..
صرخت مستغيثة بوالدتها ناظرة لها بتوسل شديد :
-إلحقيني يا ماما .. هايموتني

رمقتها والدتها بنظرات مرتعدة ، وحاولت التحرك من مكانها ، ولكن كانت قدميها ملتصقتين بالأرضية ..
مدت يدها لتمسك بها ، لكنها لم تصل إليها ..
فغرت فمها لتلبي ندائها .. ولكن كان صوتها مكتوماً ..
أدركت الحقيقة المفزعة .. هي بكماء .. فقدت القدرة على النطق ..

ركضت تقى في إتجاهها ، ولكن كان هناك حائلاً زجاجياً يمنعها من الوصــول إليها ، فتوسلت لها ببكاء حــارق بـ:
-هـــاموت يا ماما ، ماتسبنيش .. حوشيهم عني ، ساعديني يا أمي !

ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثانيWhere stories live. Discover now