٩

6.3K 222 3
                                    

في منزل أوس بمنطقة المعادي ،،،،،

وصلت لوزة إلى الطابق المنشود ، وتأملت المكان من حولها بحذر ، ثم أسرعت ناحية " الجرس "لتقرعه ..
ولكن قبل أن تضع يدها عليه سمعت صوتاً مألوفاً يصدر من الداخل ، فإتسعت عينيها في حنق ، وكزت على أسنانها قائلة :
-أوس ، ده .. ده هو !!!

حاولت أن تخمن ما الذي يحدث في الداخل ، ولكن وجدت صعوبة في إسترقاء السمع بوضوح ..
هدأ الصوت فجـــأة ، فإنزعجت كثيراً حيث ظنت أنه يمارس ما عهدته منه مع غيرها ..
إشتعلت مقلتيها بشرر غريب .. ووقفت تهز ساقيها بعصبية وهي تقرع الجرس وتحدث نفسها بحنق بـ :
-والله لأوريك إنت وهي وأجرسك في العمارة

إنتظرت على جمرة من النيران المستعرة أن يفتح لها الباب ..
وهنا تلاعب الشيطان برأسها وأوهمها بأشياء مشينة تحدث .. أشياء تجيد فعلها معه ..
لم تتمالك أعصابها وهي تتخيل غيرها في أحضانه يمارس مبتغاه معها ، فضربت على الباب بعنف وهي تصرخ بــ :
-إفتح يا أوس ، أنا عارفة إنك جوا معاها ، إفتح وإلا آآ..

كانت على وشك ضرب الباب بقبضتها مرة أخرى ، ولكنها توقفت حينما وجدته أمامها .. وتجمدت الكلمات على شفتيها
إبتلعت ريقها بتوتر ، ورمشت عدة مرات وهي تحاول أن تكمل بنفس النبرة المحتدة بـ :
-هي فين اللي آآ.. آآآآآه

لم تكمل هي جملتها الأخيرة بل صرخت متأوهة من الآلم حيث قبض أوس على رسغها بعنف ودفعها لداخل منزله ، وصفق الباب خلفهما بقوة ..
..............................

في منزل تقى عوض الله ،،،،

خــــرج الشيخ أحمد من غرفة العم عوض وهو مطرق الرأس وممسك بمسبحته ، ثم تنحنح بخفوت قائلاً :
-الحمدلله يا ست فردوس ، إحنا بقينا فين

نظرت هي له بإمتنان ، ثم هتفت بـ :
-يستاهل الحمد طبعاً ، بس آآ..

ثم صمتت وأخفضت رأسها في حزن ، فنظر لها الشيخ أحمد بتوجس ، وسألها بقلق بـ :
-بس إيه ؟

بدى صوتها حزيناً منكسراً حينما أجابته بـ :
-بس هو مش فاكرني خالص

قاومت النحيب الظاهر في صوتها وهي تتابع بإخناق بـ :
-ومش بيقول غير اسم تقى وبس ، مش فاكر منها إلا اسمها يا شيخنا ... وأنا مراته .. ناسيني و آآ..

إبتسم هو لها ، وهز رأسه موافقاُ على ما تقول ، ثم حاول تهوين الأمر عليها  فأردف مازحاً :
-معلش هو عضمة كبيرة ، والعلاج لازم ياخد وقته معاه

عادت البسمة إلى وجهها ، ومسحت عبرة تساقطت على وجنتها بكفها المشقق ، وسألته بحماسة بـ :
-يعني في أمل يا شيخنا يتعافى ؟

أجابها بصوته الهاديء بـ :
-كله على الله ، ادعيله ، وإن شاء الله خير

رفعت كفيها إلى السمـــاء ، وناجت المولى بـ :
-يا رب خد بإيدنا وزيح عنه

ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن