لهثت فردوس بصعوبة بالغة وهي تحـــاول إزاحة قدميها ، والتحدث لتجيبها ..
لكن دون جدوى .. عجزت عن فعل أي شيء لها
نظرت بذعر حينما رأت اقتراب الذئاب منها ، لقد أوشكوا على نهش لحمها .. والنيل منها ، فصرخت بفزع رهيب يصم الآذان قائلة :
-أمـــــه ...!!!!
.................

نهضت فــــردوس من على الفراش وهي تصرخ بذعر غريب بعد أن رأت كابوساً مفزعاً قائلة :
-بنتي .. تقى !!

تعالى صدرها اللاهث وهي تحاول ضبط أنفاسها المتلاحقة ، ومسح عرقها المتصبب من معظم جسدها ..
نظرت إلى جوارها ، فوجدت زوجها غافلاً ..
فتنهدت في يأس ، وحدثت نفسها بحزن مرير بـ :
-يا مين يجمعني بيكي تانية يا غالية ! آآآآآه .. يا حرقة قلبي عليكي !

أزاحت الملاءة من عليها ، ونهضت من على الفراش ، وولجت خـــارج الغرفة ، وســـارت في إتجاه المطبخ ..
ملأت كوباً معدنياً بالمياه الباردة ، وإرتشفت منه البعض .. ثم تابعت حديثها الحزين بـ :
-يا ترى فين أراضيكي يا حتة من قلبي ؟

أسندت الكوب في الحوض ، وحدقت أمامها في الفراغ .. وتنهدت بمرارة ..

ظلت شادرة لبعض الوقت تسترجع في ذاكرتها ذلك الكابوس المزعج الذي أيقظها بفزع من نومها ..
ثم فكرت بصوت مسموع :
-أنا لازم أروح القصر ده تاني أســـأل عليها ، هي أكيد هناك ، والراجل المفتري ده مخبيها ، مش هاستنى حد يقولي أعمل ايه ، أنا هادور عليها بنفسي !
................................

في منزل أوس بمنطقة المعــــادي ،،،

تمدد أوس في المغطس لبرهة من الزمن وهو مغمض العينين ، مرتخي العضلات ، ساكن بدرجــة غير معقولة ....
لا يعرف كم مر عليه من الوقت وهو على تلك الحالة المستكينة ..
ولكن شعوره بالإرتيـــاح النفسي جعله يهدأ تماماً ..

تمطع بعضلات ذراعيه وهو ينهض عن المغطس ، ثم لف خصره بمنشفة قطنية ووقف يتأمل حالة في المرآة ..
كانت قسمات وجهه تعكس الكثير عن حالته النفسية الحالية بالرغم من أثـــار الخدوش البادية على عنقه وأذنيه ، وجانبي وجهه ..
فنظراته العميقة توحي بالكثير من الرضــا عن حاله .. وإبتسامة إنتصـــار تطفو على ثغـــره ..
فهو إكتسب ثقة رهيبة في قدراته الجسمانية بعد أن تمكن من إخضـــاع تلك الساذجة لسيطرته ..
نظر لنفسه بزهو .. ولكن لم يدمْ الحـــال كثيراً ، فطائف ذكرى ذلك المغتصب لم يكن يدعه لحـــاله ..
فصورته البغيضة تعود لتتجسد على المرآة وكأنها تسخر منه ..

سمع صوته من بعيد يقتحم حياته هامساً بإستهزاء :
-لا برافو ، بتعرف تضرب ، مممم.. عجبتني يا .. يا أوس !!

تشنجت عضلات وجهه ، وإهتز بعنف  ..
جحظ بعينيه الصغيرتين المذعورتين وهو يرى إبتسامة ممدوح الماجنة أثناء اقترابه منه ..
إزدادت ضربات قلبه ، وتسارعت حد الموت وهو يقيده ليراوده عن نفسه ليُسلي نفسه ويتمتع به بشذوذ مرعب ..

ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثانيWhere stories live. Discover now