في منزل عبد الحق بالزقاق الضيق ،،،،،

أمسك عبد الحق بلفافة ما في يده ، ثم أخــذ يطويها بحرص شديد ، وقربها من فمه ، وأخرج لسانه ، ثم مسح طرفها ليتمكن من إلصاق اللفافة ببعضها البعض ..
اعتلى فمه الجاف إبتسامة عريضة ، وبرقت عيناه في زهو ، ثم حدث نفسه بتفاخر بـ :
-كده الجوينت ( اللفافة ) بقى جاهز وأخر آلسطة

زحف عبد الحق بجسده على الفراش ليتمكن من الوصـــول إلى الكومود الملتصق به ، وأخـــذ ولاعته زهيدة الثمن ليشعل بها سيجارته يدوية الصنع ، ولكنه لم يفعل هذا بسبب إقتحـــــام والدته لغرفته دون سايق إنذار وهي تصرخ عالياً بـ :
-إنت يا واد يا اللي مبلطلي في الخط كده

قفز عبد الحق فزعاً في مكانه ، وسقطت لفافة السيجارة من بين أصابعه ، ثم نظر إلى والدته بذعـــر ، ونهرها بضيق بـ :
-إيييييه يامه ، في حد يدخل الأوضة كده ، إفرضي أنا قالع ملط ولا آآآ...

نظرت له بإزدراء ، ولوت شفتيها الكبيرتين في سخرية ، وقالت بسخط :
-ياخويا ما أنا شايفة كل حاجة من زمان

ضيق هو عينيه في عدم فهم ، ثم سألها بفضول :
-هــــاه .. قصدك ايه يامه ؟

لوت فمها للجانبين ، ثم رمقته بنظرات أكثر سخطاً ، وهتفت عالياً فيه بـ :
-بأقولك ايه ، متبلفنيش في الكلام ، إنت بتعمل ايه ؟

تنحنح بتوتر ، ووضع يده على رأسه ليمسحها ، ثم أجابها بإرتباك يشوبه القلق :
-إحم .. آآ.. هـــاه .. ولا حاجة

رمقه بنظرات إحتقارية ، ثم لوت فمها أكثر وهي تأمره بحدة بـ :
-طب إنتيل إنزل شوف المحروسة مراتك إتأخرت ليه

مسح عبد الحق بلسانه على أسنانه ، ثم وضع إصبعه في أذنه ، وأجابها بعدم إكتراث :
-ماهي قالت إنها هتروح عند أمها

انفجرت فيه غاضبة وهي تشيح بيدها بـ :
-أه طبعاً ، يوم بعد يوم هناك ، الله أعلم بيدبروا لإيه جوز الغربان دول ، وإنت ولا دريان بحاجة

تثاءب هو بعدم مبالاة ، وتمطع بذراعيه للجانبين ، ثم تجشأ ، و رد عليها بنبرة عادية بـ :
-الله يسهلهم

اقتربت منه ، ومالت بجسدها للأمـــام نحوه ، ولكزته في كتفه ، ثم زمجرت بـ :
-ما إنت لو تتشملل وتلمها ، ولا ترقعها العلقة التمام ، كانت تفضل تحت طوعك ، لكن هي ركبتك ودلدلت

نفخ هو بإنزعـــاج ، ولوح بذراعيه في الهواء ، ثم صاح منفعلاً :
-يوووووووه .. لازمته إيه يامه الكلام اللي يسم البدن ده

لوحت بيدها وهي تتابع بتهكم صريح :
-أل يعني بيأثر فيك ! ده البعيد جتته نحست من كتر التهزيق

هــز رأسه في إمتعاض ، ثم أردف على مضض بـ :
-ماشي يامه ، مقبولة منك

إزدادت نبرة صوتها حدة وهي تعنفه قائلة :
-ياض قوم من مكانك ، إتنحرر كده ، جاتها نيلة اللي عاوزة خلف ، قطع العيال وخلفتهم

ذئاب لا تغفر .. ذئاب لا تعرف الحب الجزء الثانيWhere stories live. Discover now