الفصل: 72:71

25.4K 393 8
                                    

الحلقة 71 من "زواج لن يستمر"
استيقظ براحة شديدة عن بقية الأيام فتح جفنيه بهدوء ولكنها سبقته في الاستيقاظ
نظر لوسادتها وظل يمسد عليها وعلي وجهه ابتسامة حانية جلس بنعاس وهو يفرك خصلاته ووجهه ذهب الحمام وظل ينظر لنفسه مطولا وظل يتدرب علي قول : صباح الخير ... لالا رسمية اوي .. احم. . صباح الخير يا عنان. .. لا اي دا .. هي موظفة في الشغل ..
طب لو هي اللي قالتلي ... احم... صباح النور .. صباح الفل ... فل اي وبطيخ اي انا كمان
أخذ دوشا سريعا وارتدي ملابس عمله وخرج لها  لم يجدها بالمطبخ ولم يسمع صوتها دق قلبه بعنف واضطربت أنفاسه .. هل رحلت وتركته !!
أخرجه من شروده صوتها الناعس بشكلها النائم وشعرها الغير مرتب الذي أظهرها بمنظر خلاب
-صبااح الخير !! اي دا انت لبست، ، هي الساعة كام
شعر خالد وكأن أحدهم صفعه بقوة او وقع في بئر من الثلج لا يعرف ماذا يفعل ايصفعها !! او يضمها،، او يقبلها بجنون ،، لا يعرف
اقترب منها بسرعة ظلت تعود للخلف حتي التصقت بالحائط اقترب منها بقوة وقال بصوت هادئ أمام وجهها : انتي اي اللي نيمك هنااا !!
توترت تعلثمت هربت الحروف منها كما هربت الدماء من اوردتها! !
-اا. .. انا ... كنت .... قومت بالليل ... اذاكر
ومحسيتش بنفسي ... إلا ... إلا دلوقتي !!
اقترب منها أكثر لترتعش شفتيها لاحظ خالد ذلك فقال بتوتر هو الآخر : اول مرة وآخر مرة اقوم ملقكيش جمبي عاوزة تذاكري يبقي معايا في الأوضة
--ا .. انا مرضيتش اقلقك بس !!
صفع الحائط من خلفها قائلا
-ملكيش دعوة بقلقي. .. انتي موتيني من القلق !!
ماذا فعلت لهذا كله ... رباه. .. هذا ليس بذنبه هذا ذنب طفولته القاسية ! 
اومأت برأسها بعد ان بللت شفتيها بطرف لسانها ويا ليتك ما فعلتي ! وهنا فلت زمام السيطرة من يده ليكتسح شفتيها بشفتيه يأكلهما بنهم وجوع رغبة
انتفض جسدها بقوة واختلطت مشاعرها ولم تعد تعرف ما الذي يحدث شعر خالد برعشة جسدها ليضمها أكثر له بيده التي تحاوط خصرها بتملك
ابتعد عنها على مضض يقسم انه لا يرفض الموت هكذا لا يرغب بالهواء هو فقط يرغب بشهدها
وضعت يديها علي عضلتي صدره تبعده لكي تستطيع التنفس قليلا الصق جبينه بجبينها بعد ان مرر أنفه في خصلاتها قائلا بترجي
-حاولي تتحكمي في رعشة شفايفك. ..عشان مش بقدر اتحكم في نفسي !
عضت علي شفتيها بخجل حقيقي
شدد من قبضته علي خصلاتها هامسا
-متعضيش شفايفك. من حقك .. دي حقي انا!
شعرت بشفتيه تحوم بقبلات رقيقة علي وجنتها وفكها وعنقها وتجرات يده لتصبح أسفل تيشرتها
خرجت حروف اسمه من فمها بصعوبة شديدة وبحة أشد : خالد !! اصمتي انتي تزيدي الأمر سوء !!
دار في عقله كل ما فعله بالماضي من خطايا وذنوب شعر للحظة انه أسوأ ما في الكون وليس من حقه ما يفعله الآن ظن انه بذلك يؤذيها لأنه يؤمن بأنه لا يعرف سوا العنف والقسوة .. دفعها بخفة للخلف
ونظر لها مطولا اماء ب لا أكثر من مرة بمعني
"لا يجب ان يحدث ذلك .. لا يجب ان يحدث ذلك"
رحل بسرعة وقوة واندفاع  وهي واقفة مصدومة لا تعرف ما الذي يحدث معه الآن ... !!!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلست فرح في الشرفة تنتظر اتصاله من المفترض ان هذا معاده راتها ريم تضم ركبتيها لصدرها وتنظر لهاتفها تترجاه بأن يرن..
قررت ريم التخفيف من هذا التوتر قائلة
-فروحي انتي مش رايحة الكلية ولا اي !!
اماءت فرح ب لا لتقول ريم بسرعة
-يا لههوي هتعدي علي قلبي كل دا! !
نظرت لها فرح دون حتي ان تبتسم وقالت وكأنها كالجثة الهامدة : انا. . خايفة !!
احتضنتها ريم بقوة قائلة بتفاؤل
-ان شاء الله خير ان شاء الله راجع! !
نظرت فرح للفراغ يراودها شعور انه لم يعد في هذه الحياة ..تشعر وكأن أنفاسه غادرت العالم!!
وضعت يدها علي قلبها مرددة
"انت هنا أينما كنت" ..
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
خرجت اسما بعد ان ارتدت بنطال ثلجي وتيشرت عملي به بعد الرسومات المنتظمة وحذاء رياضي رصاصي داكن وتركت العنان لخصلاتها القصيرة البنية فرح عمر لرؤيتها هكذا فهي تستجيب له بهدوء !! القت عليهم تحية الصباح وهي تلاحظ نظرات عمر لها بحب ولكنها تتجاهله قليلا
قالت بدلع : عمور جيبلي الخبز من اللي عندك دا
قال عمرو بحب : اتفضلي يا قلب عمور
وكزه عمر بغيظ وهو يبتسم لهم ابتسامة صفراء
لاحظ الجميع سكون وهدوء شهد
قالت اسما وهي تضع يدها كتفها
-شوشي اي يا حبيبتي مالك النهاردة !!
التفتت لها بقلق لا تعرف ماذا تقول اتقلقها علي أخيها! لم يتصل من الأمس ام ماذا تفعل !!
اماءت لها بابتسامة بمعني "لا شئ .. انا بخير "
سعل عمر بقوة ..  بقوة شديدة .. لا يقدر علي التنفس قامت اسما بسرعة وقفت خلفه واخذت تمسد علي صدره بقلق حقيقي
ليقول عمرو بخضة
-انتفس بالراحة يا عمر اهدي ... اهدي
لتقول والدته بخوف عليه : اشهد ان لا إله إلا الله
وقف عمر ولا يكف عن السعال !! 
ارتشف بعض قطرات الماء .. هدأ قليلا .. اعينه الدامعة أنفه الأحمر .. نظر لأسما يجد دموعها تفر هاربة من عينيها وهي تنظر له بقلق ولهفة اقترب منها وضمها ليصبح رأسها عن صدره تستمتع دقات قلبه الهائجة وصدره الذي يعلو ويهبط بسرعة وقوة أيضا أنفاسه الغير منتظمة
تذوقت والدته الطبق الذي أمامه حتي تتيقن من شكوكها لتجده حاد للغاية لتقول لشهد
-اي دا يا شهد يا بنتي دا مش طبق عمر انتي نسيتي انه عنده حساسية من الشطة! ! 
تفاجأت شهد قائلة بتوهان
-لا .... منسيتش بس ... هتلاقيه اتلخبط بس  انا اسفة يا عمر مخدتش بالي
قال عمرو بتأنيب : ينفع كدا ... ابقي خدي بالك المرة الجاية ... عشان كان ممكن يموت فيها !!!
صرخت شهد قائلة بغضب وعنف
- في ايي محصلش حااجة لكل داا يعنيي قولت مخدتش بالللي !! مبتغلطووش وللا اييي
تدخلت والدتها بهدوء : محصلش حاجة يا شهد خير بتزعقي لاخوكي كدا لييي! !
-مبززععقشش مااشي مبززعققش !!
لاحظ عمر توترها وعصبيتها ولكن هذا ليس مبرر
لتصرخ هكذا !!
هرولت لغرفتها بسرعة وخلفها اسما لتكون معها وتساندها ولكنها اغلقت الباب في وجهها بعنف أصاب الباب رأسها بصفعة ترنحت أثرها للخلف
هتف عمر باسمها : ااسماا
وقف خلفها يسندها للتطمئنه بابتسامة بسيطة متؤلمة بطفولة : آااوتش انا كويسة متقلقش
اسندها حتي اجلسها ارتاحت قليلا وهي تمسد علي مكان الألم قائلة : يا ريت يا جماعة محدش يفتح الموضوع معاها ولا حد يقولها عملتي كدا لي ولا حتي في اي ... عشان خاطري ... ماشي ي ماما ... ماشي يا عمرو  !!
اماء الاثنان بهدوء بينما نظرت لعمر قائلة
-ماشي يا عمر !!
-لا مش مااشي من امتة وهي بتتعامل كدا طول عمرها بتحط نفسيتها ومشاكلها ومزاجها في كفة وتعاملها مع الناس في كفة تانية !!
قالت اسما بهدوء وهي تمسك يده
-بس احنا مش ناس !! احنا اهلها وإن كانت مش هتتفك معانا هتتفك مع مين !! بعدين انت بتقول من امتة يعني اول مرة !! مش هنستحملها يعني من مرة!! نظر لها عمر رافضا ولكنها غلبته بنظراتها المترجية قائلا بغضب : اللي انتو عاوزينه اعملوه! !
ذهب كلا منهم لعمله بينما جلست شهد ارضا واخذت تبكي بحرقة مرددة
-انا اسفة .. غصب عني والله انا اسفة .. استرها يا رب استرها ورجعهولي بالسلامة يا رب
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
جلست سمر تشاهد التلفاز بعد ان غادر زوجها لعمله بنفس المزاج المعكر!!
أتاها اتصال من ريم .. ردت بتلقائية
-ايوا يا ريمو عاملة اي وفرافيرو عاملة اي !!
-تعالي يا سمر بسرعة فرح من امبارح مش مظبوطة وشغال عياط ومبتتكلمش ولا بتاكل انا خايفة يحصلها حاجة تعالي بسرعة يمكن تتحسن لما تشوفك! !
وقفت سمر علي الفور قائلة بخوف
-حاضر حاضر .. مسافة الطريق ابعتي العنوان ومتخليهاش تختلي بنفسها ولا تعد لوحدها ركزي معاها كويس اووي يا رريم وابعديها عن اي حاجة حادة واقفلي اي شباك لأن بيجيلها تشنجات لا إرادية
--حاضر حاضر .. متتأخريش بالله عليكى! !
أغلقت سمر معها ودخلت غرفتها تبدل ثيابها واخذت تهاتف مازن ولكن خارج نطاق التغطية .. مغلق .. غير متاح .. تركت له رسالة ورقية .. ورسالة علي هاتفه
وتوجهت مباشرة لصديقة عمرها !
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت نور منهمكة في الأعمال بطريقة غير طبيعية ظلت تبتكر لهم أشياء وتعلمهم أشياء منهم من كان سعيد بها ومنهم حاقد عليها انتشرت روائح أكلها الشهية في المكان بأكمله عملت دون كلل او ملل عملت بكل حب صادق !!
قالت جليلة بفخر : الله اكبر عليكي يا بتي مين اللي علمك ديه كله ماشاء الله !!
-العبد لله كدا رباني... انا اللي غاوية يا ست الكل
قالتها كبرياء وغرور مصطنع لتضحك الفتايات
قالت فرحة : اني لأول مرة اشتغل وأعمل حاجة واتمني ان الشغل ميخلصش واصل والله انتي بلسم يا مرت اخووي
لتقول نور وهي تطهو بتركيز
-والله انتي اللي بلسماية البلاسيم !!
ضحك الجميع مرة اخري كانت الضحكات تملأ هذا البيت اليوم لا توتر لا غضب ولا اي شئ سئ
كانت دائما تخبرهم ان العمل فترة وستنتهي وسنستريح بعدها لذلك علينا أن نعمل بكل حب وعلي أكمل وجه ابتسم ادهم علي سارقة القلوب هذه لم تدعي أحد يجلس بالقصر الجميع حولها بالمطبخ يضحكون ويتسامرون معها وكأنها وردة والجميع يرغب برؤيتها سرقت قلوبهم بأدبها وأخلاقها وتواضعها وجمالها وضحكاتها وابتسامتها وكل شئ بها يخطف القلوب والانظار وحتي الانفاس !!
....... مر نصف النهار وحان وقت الغذاء ،،،
رتبت نور ادوارهم وأعمالهم بتركيز تام قائلة
--فرحة انتي هتقفي علي الحوض هنا اي طبق يجيلك تنضفيه عشان يتحط فيه تاني عشان الاطباق تكفي تمام! ! وتركزي كدا مع المطبخ عشان ميكركبش علينا !!
ليالي معاكي ورقة وقلم صح !!  ماما جليلة هما هياكلوا ال30واحد سوا ولا هيعملوها كذا سفرة
-لاه يا حبيبتي 15و15سفرتين يعني
-طب كويس اووي هيكون الحلو جهز ... اه ليالي معاكي ورقة وقلم كل طبق هيطلع تاخدي بالك وتعديه عندك هنا عشان ميحصلش عجز تمام! !
ليلي انتي بقا هتاخدي مني اللي هحطه في الاطباق تخرجيه وخدي بالك من الأطفال اللي بتلعب برا دي
........
--حد يخبر الحريم يجهزوا الوكل !!
تكفل ادهم بالموضوع ليري نوره حتى ولو للحظات قليلة توجه ادهم للمطبخ وقفت أمامه ليلي كالحرس قائلة : رايح فين عاد يا سلفي
توتر ادهم قليلا ولكنه قال بثبات
-جاي اجول جهزوا الوكل! !
قالت ليلي باستفزاز : اممم واديك جولت يلا بجا طرجنا من اهنه !!
-نور جوا صح !!
تخصرت ليلي وقالت بلؤم : وانت عاوزها ليه عاد ؟
حسنا فليذهب الوقار والثبات للجحيم
-بالله عليكي يا ليلي .. همووت واشوفها ... خليني اشوفها ...
ضحكت ليلي قائلة : البسك طاجية الاخفي ولا ايي ميصوحش اكده المطبخ كلاته حريم! !
-ثانية بس ولله !! قالها بترجي لا يصدق انه يترجاها ليرى زوجته نظرت له ليلي بشفقة مصطنعة قائلة
-صدج اصعبت عليا ... روح أوضة خالة جليلة وانا هبعتهالك هناك !!
-هتجيبيها ازاي !! قالها بتساؤل
لتقول بعدم صبر : اباااي عليك ... ملكش صالح بجا
اماء بسرعة وتوجه لغرفة والدته ينتظرها هناك
بينما ذهبت ليلي لنور قائلة لها : تعالي معايا اكده
-في اي يا ليلي !!
-تعالي بس ... توجهت بها ليلي لغرفة جليلة قائلة لها
- خالة جليلة عاوزاكي !!
-بس انا شايفاها رايحة أوضة طنط زاهدة! !
قالتها باستنكار ردت ليلي بسرعة وهي تدفعها
-خشي بجا متتعبينيش! !
دخلت نور تبحث عنها بعينيها : ماما جليلة !!
وضع ادهم يده علي فمها من الخلف بمهارة شهقت بقوة مكتومة عندما رأت كم العباءة .. هل من الممكن ان يكون ديااب! !! كلاااا ،،
ولكن صوت حبيبها طمأنها : ششش اهدي دا انا
تركها فالتفتت له تصفعه علي صدره
-اي حركات الاطفال دي ... بعدين انت لابس اي !!
-اعمل اي بس وحشتيني يا قطتي !
قالها وهو يحاوط وجهها بيديه يقبل وجنتيها وجفنيها .. كانت نور ستستسلم لتلك الدوامة المليئة بالمشاعر ولكنها قالت بسرعة
-ادهم ادهم مش وقته خالص بالله يلا ... وسع كدا عشان اروحلهم ..
اي دا شعري اتفك اعملهولي عشان ميجيش شعر في الاكل. ... اخلللص بتبصلي كداا لي ؟!
-وحشتيينيي اووي والله
اولته ظهرها تنظر له بالمرآة وهو يقوم بربط خصلاتها قائلة في نفسها "لازم تتعود وتتأقلم يا ادهم ... انت وانا كدا من نص يوم .. هتعمل اي بقيت العمر بس .. يا رب صبره وخليك معاه يا رب "
التفتت له حاوطت وجهه وقبلة لحيته التي تعشقها بينما هو وضع حجابها علي رأسها وخرجوا سويا
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
-اهدي يا فرح الله يخليكي اهدي يا حبيبتي !!
كانت فرح تبكي بقهر لا تعرف لما ربما تخاف ان تكرر التجربة من جديد !! تخاف كثيرا .. تجمعت كل الذكريات السيئة في بالها في هذا الوقت وكأن الذكريات قاصدة حرقها ببطء ببطء شديد
احتضنتها سمر وظلت تمسد علي خصلاتها مطمئنة اياها : والله يا فرح هو زي الفل وانا متأكدة وهو معرفش يكلمنا عشان يمكن في تشديد وكدا
ردت ريم مؤيدة : والله العظيم بقولها كدا وساعات بيعد ويطول اكتر من كدا كمان !!
اماءت ب لا عدة مرات قائلة
-لاء انا انا متأكدة انا ...قلبي ... مش هيكدب معتز فيه حاجة !!
أخذت تبكي بانهيار مرة اخري
مر معظم النهار وهي على تلك الحالة
عاد مازن للمنزل لا صوت لها ولا حس! !
ردد باسمها ولكن لا مجيب دخل ولمح تلك الورقة ليصعقها بيده ملقيا اياها بعيدا وكأن ما فعلته اشعل فتيل غضبه ،، 
دخل وأخذ دشا بارد لعله يهدأ قليلا ولكن ثورته ابت في الهدوء ظل يصفع الجدار عدة مرات !!
خرج وارتدي ملابسه كل شئ يفعله بغضب
وضع هاتفه بالشاحن ليصل له اتصالاتها رسائلها ضحك بسخرية قائلا : لا والله كتر خيرك !!
مر القليل من الوقت سريعا لتعود سمر أخيرا
للمنزل بينما هو يجلس يشاهد التلفاز ببرود ظاهري وغليان داخلي جلست بجانبه قائلة بعفوية
- حبيبي جيت امتة وحشتني جدا . شوفت الرسايل فونك غير متاح لي !!
نظر لها ببرود وهي يضع يده علي فمه وقام علي الفور حتي لا يفقد اعصابه أكثر !!
ترك لها الفراغ والقليل من رائحته في هواء طيفه
أخفت وجهها في كفيها كيف تشرح له الأمر الآن
كيف تثبت له ان فرح كانت في أسوأ حالاتها !! وأنها فعلت المستحيل لتخبره .. استندت بذقنها علي يدها.. تفكر ما الحل الآن !! هو غاضب ومزاجه معكر من الأساس !! توجهت للغرفة بحذر شديد لتجده يقف في الشرفة ويدخن بشراهة تسارعت خطواتها
مانعة إياه قائلة بصرامة : انت بردو بتدخن يا مازن!!
رد ببرود وهو ينظر للفراغ : يخصك !!
ردت بحدة : اي يخصني دي انت جوزي ،!!
ضحك ...لا بل قهقه بسخرية قائلا
-ههههههه صدقي فاجئتيني !! جوزك بقا وكدا !!
-مازن متخلطش الأمور ببعضها .. انا فضلت ارنلك كتير وانت فونك غير متاح وهي كانت محتجالي والله لو شوفتها قلبك هيتقطع عليها !!
تنهد بقوة قائلا منهيا الحوار
-خلاص يا سمر انا مش عاوز اتكلم في حاجة واللي انتي عاوزاه اعمليه بس انا عاوز افكرك بحاجة انتي دلوقتي علي ذمة راجل محكومة ببيت وكلمة رااجل المنطق والدين كمان بيقولوا كدا !! تمام! !
وابعدي بقا من وشي عشان مش طايق نفسي ،،
تنهدت بأسف قائلة : انا آسفة والله يا مازن.......
لاحظت انه يسير مبتعدا عنها متجاهلا اي كلام منها
رافضا اي عذر منها فهو غاضب منها وبقوة
فلتت أعصابها ولم تعد تتحكم بنبرة صوتها فزمجرت بحدة
-انت بتمشي وانا بتكلم ... يعني اناا كلبة ولا عاملي اي اعتباار يا مااازن ... انا بعتذر منك وانت بتسيبني وتمشي ،، انت بتتلككلي يعني ولا هو اييييه !!
صرخ بها وهو يصفع المزهرية التي تكمن أمامه
- صووتك ميعلااش علي صووتي يا محتترمةة يا متربيةةة !
انتفضت اثر صراخه وانكمشت قليلا عائدة للخلف ظل يقترب منه امسك فكها بعنف قائلا بهدوء حاد وانفاس ملتهبة واعين تحيطها الخيوط الحمراء !!
-أقسم بالله يا سمر أقسم بالله صوتك لو علي عليا تاني لهتشوفي وش عمرك ما كنتي تتخيليه انه يكون موجود عندي .. هخليكي تكرهي نفسك !!
حاولت قدر الإمكان الثبات ولكن خارت قواها وانهمرت دموعها .. انهمرت بقوة ولكنها لم تؤثر به اطلاقا هو فقط كان لا يرىالاالغضب ترك فكها وهو يدفعها للخلف ليري علامات اصباعه تترك اثرا قويا علي فكها القي عليها نظرة تهكمية وخرج من الغرفة بينما هي جلست ارضا تبكي بقوة وقهر ضمت ركبتيها لصدرها وظلت تبكي وترتجف بعنف اهذا حبيبها وزوجها .. اهذه اليد التي تمسد وتحتضن وتحتوي !! هي نفس اليد التي تمد لأذيتها !!
انتي اخطأتي يا سمر ومع ذلك رفعتي صوتك علي صوته من أكثر الأشياء التي تغضب الرجال !!
وهذا ليس اي رجل ،،
مسح مازن وجهه بعنف وهو يستغفر كثيرا سمع آذان المغرب فنزل ليؤدي فريضته لعله يهدأ قليلا! !
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فرح الجميع بالطعام ونجحت نور في اكتساب قلوب البعض وخاصة كبير العائلة جابر ابذلت نور مجهود قاسى ولم تتناول شيئا من الصباح الباكر صعدت لغرفتها لتستريح قليلا. . ماذا قليلا. .. هي تحتاج دهرا لكي ترتاح فيه أخذت حمام دافئ يرخي من عضلات جسدها قليلا جائعة جدا ولكن لم يعد هناك طعام فتخلت عن وجبتها كي لا يحدث عجز
خرجت متأوهة من قدمها بسبب وقفتها الطويلة تشعر وكأن كل عضلة بها مرهقة جدا !!
جلست بعد ان ارتدت منامة بيضاء اللون منقوش عليها بالأسود lEt Me Sleep  وعلي شورتها رموش نائمة باللون الاسود أيضا .. نظرت للجملة قائلة
-جاية في وقتك أقسم بالله .. جعانة يا ربي !! فينو ادهم كمان يا رب ييجي يا رب !!
~~~~~~~~
-امي نور راحت فين !!
- طلعت ترتاح يا ولدي تعبت معانا واصل !! يعتبر هي اللي شالت الليلة ،،
-طب انا هطلع اطمن عليها !!
صعد ادهم بلهفة واخيرا سيجتمع بحبيبته قليلا بعيدا عن هذا الصخب
وجدها جالسة وهي تسند رأسها علي يد الأريكة بل تغفو بعمق شديد
خلع عنه ذلك الجلباب وجسي عليها يقبل رأسها ويمسد علي خصلاتها بحنان لتشهق مفزوعة وهي تردد اسم صديقتها : فرح .. فرح
-ششش اهدي اهدي يا حبيبتي
نظرت له وكأنها استعابت ان هذا كان مجرد كابوس لا أكثر مسحت وجهها وهي تستند علي ساقيها
جلس بجانبها. . نظرت له وكأنها وجدت نجدتها اخيرا قالت بسرعة : ادهم انا جعااانة جداا جداا جددا بص فوق ما تتخيل !!!
نظر لها بصدمة قائلا بتساؤل
-انتي مأكلتيش !!
اماءت ب لا بحذر شديد
احتله الغضب فعليا زمجر بها : للييي !!
حاولت تهدئته وهي تمسد علي عضلات صدره قائلة
-بااس اهدا اهدااا سيكاها سيكااها .. بص هو معرفتش اكل معاهم بصراحة وانت مش موجود فقولت لماما اني جوعت واكلت في المطبخ ومفضلش اكل المهم انا جعااناة عااا
حملها بعنف متوجها بها نحو الفراش قائلا : اخررسي هنزل اعملك حاجة تاكليها! !
-ياااس مكرونة بقا يزطا وشطشطهالي كدا وزبطها
رمقها بسخرية غاضبة جذبته من ملابسه مقربة اياه منها بشراسة : متبصليش كدا عشان مزعلش واجيب ناس تزعل تماام! ! قالتها "بشبحنة"
اقتمس هو دور المذعور : لالا بالراحة عليا لاعملها علي روحي ي ست الشرسة انتي
عادت لطبيعتها وقالت بطفولة : عشان خاطري يا ادهومي اطبخها بحب عشان تطلع حلوة متكونش متعصب كدا وانت بتعملها ماشي يا عسسل !!
ضحك بقوة علي تحولها المفاجئ وأشار علي عينيه
"م العين دي قبل العين دي " أشارت علي قلبه قائلة
-انا عاوزاها من هناا !!
- ومعاك طبق مكرونة مشطشط وصلحه ... اي أوامر تانية مع الاوردر يا فندم !!
لتقول بدراما ودلع: بيقولوا في هنا بوسات بتيجي في فوق الاوردر مجاني !! .. نظر لها بدهشة
واختطف شفتيها في قبلة سريعة قبل ان يلتهمها كليا وذهب ليحضر لها الطعام بكل حب كما طلبت! !
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
-يا خوي وسع وانا هساويها عاد ميصوحش تحف في المطبخ اكده واحنا حريم مالين الدار !
ضحك ادهم عليها فهي تراها عيبا كبير ليست هي فقط بل الجميع هنا يري ذلك عيبا كبيرا 
ابتسم لها قائلا : شكرا يا ليلي بس هي عاوزاني انا اللي اعملهلها !
ابتسمت له بتعجب كم يحبها! ! الهذا الحد يحبها لدرجة انه لا يهمه الآن من يراه ومن يتحدث لا يهمه سواها هي فقط !!
رحبت جليلة ب وهدان احتضنته بحب
-يا مرحبا بالغالي
-كيفك يا اما جليلة اتوحشتك جوي جوي !!
-وانت اكتر يا ولدي .. لساك جاي من مصر عاد
-داني واصل علي اهنه اشوف ادهم اتوحشته جوي ما مصدجتش نفسي لما عرفت انه نزل اخيرا !!
جاءه هذا الصوت المشاكس الذي يعشقه وبقوة
-والله عال كنك ملكش
غير ادهم وبس ملكش خية ولا حاجة اما انك واطي صوح! !!
امسك وجنتها كالأطفال قائلا بمزاح
-لسانك اللي هجصلك منه حتة جريب. . لسه طويل زي ما هو !
ضحكت بخفة قام باحتضانها برفق وحنان 
وهدان منااع الدمنهوري ،، ابن عم ادهم يتيم الاب والام وتولت جليلة تربيته ورضاعته أخا لادهم و ليالي يحبهما كثيرا وكذلك هما يمتلك من العمر 27 عاما صاحب هيبة وشركة ومصانع يديرها بالقاهرة ويأتي زيارات لهم قمحي اللون طويل القامة وعريض المنكبين يمتلك أعين سوداء وكحيلة للغاية وشعر اسود جذاب وجسد رياضي بحكم عمله
مهذب وخلوق للغاية ويعشق مرضعته ومربيته ووالدته جليلة ،،،
دخل لادهم المطبخ هو وليالي لا يصدق ما يفعله
سمع ادهم ضحكات وقهقات ليست بغريبة علي أذنه
نظر ليجده وهدان قائلا
-مجادرش اصدج عنيا. .. انت واجف في مطبخ وفي الصعيد دا انت أكده عاوز ريهام سعيد تحجج في الموضوع عاد ... احتضنه ادهم بحب وشوق
-إزيك يا عم اللمض  !! 
قال وهدان بضحك : انت بتطبخلي يا بيبي !!
-هههههه الله الله مصر بوظت اخلاقك ولغتك خالص
-بس الأهم منستنيش الاهل والحبايب  !!
-فيك الخير والله يا وهدان طمر فيك لبن امي كانت بترضعك اكتر واحد يا مفجوع
ضحك وهدان بقوة وهي يضع يحاوط ليالي تحت ذارعه كالطفلة
غضب جواد بشدة واتي إليهم من الخلف يزيل ذراعه من علي زوجته جاذبا اياها خلفه قائلا
-ايدك ايدك كدا من علي مراتي !!
التفت وهدان للصوت ليجده جواد احتضنه بترحيب فرح جواد كثيرا بلقائه :ليك وحشة والله يا جو
-انت اكتر يا صاحبي والله عامل اي وأخبار الدنيا
ظلوا يتحدثوا سويا بينما ادهم انسحب من بينهم وصعد لزوجته
فتحت نور التلفاز لعلها تلهي نفسها عن النوم حتي تأكل وجدت ادهم يدخل بالطعام لتسأله مستفسرة
-اي الصوت والدوشة اللي تحت دي يا دومي
-دا وهدان ابن عمي لسة جاي من القاهرة فبيسلم علينا كفاية ليالي عليه نازلة فيه تهزيق وهو يضحك
-البت دي لسانها متبري منها أقسم بالله
-ماشي ماشي هقولها واستلقي وعدك بقا
كشف الغطاء عن الطعام لتتسلل رائحة المعكرونة التي تعشقها لانفها أمسكت بالملعقة وكأنها تذهب لتحارب استمتعت كثيرا وهي تقول
-ااممم انت احسن يعمل حد معكرونة بالصوص الأبيض
-احم احم مبحبش اتكلم عن نفسي كتير
قالها بغرور وكبرياء .. ملأت الملعقة لتطعمه قائلة
-طب دوق يا عم الشيف المغرور !! دوق
ابعد الملعقة مقتربا من شفتيها قبلها قبلة عميقة يدوق بها معكرونته مع شهد شفتيها الذي أعطي للطعام نكهة خاصة ابتعد عنها يستمتع قائلا
-اممممم احلي شفايف تاكل مكرونة !!
ابتسمت بخجل قائلة له : وسسسع كدا مش عارفة اكل ..مش هديلك تاني اخذت طبقها وابتعدت عنه تشاهد التلفاز وهي تأكل بنهم
دقات صغيرة علي باب غرفتهم عرفها ادهم ونور نظروا لبعضهم بابتسامة وتوجه ادهم ليفتح الباب 
وجه ادهم اعينه ارضا ولكنه وجدها أمينة نظر لها بتفحص وجدية قائلا : خير !!
وقفت نور لتري من لتجدها أمينة دعتها للدخول بينما أمينة كانت تتفحصها بحقد دفين تنظر لها من اعلي لاسفل لاحظ ادهم نظراتها لها لا يعرف شعر بالغيرة لأنها تنظر لها بهذه الطريقة سحب نور يخبئها خلفه معيدا ما قاله : خير !!
توترت أمينة فقالت : كن كنت عاوزة اجولك ان اني عاوزة أروح عند جماعتنا شوية !! لو تسمح ،،
رفع حاجبه باستنكار : المغرب اذن تروحي فين دلوجت خليكي لبكرا !!
-بس...
-انا جوولت اللي عنديي !!
قام بصفع الباب في وجهها بقوة انتفضت علي اثرها نور قائلة : ادهم حرام عليك كدا والله !!
قال لها بحدة هي الاخري : نوور متدخليش! زي ما اتفقنا !!
اماءت له بقلة حيلة وتوجهت لتنظف يدها وتغسل اسنانها كي تخلد للنوم قليلا! ! 
لا .. لا تنامي ارغب بالجلوس معك قليلا ولكن ربما انتي مرهقة !!
خرجت من الحمام ترتب فراشها ليقول ادهم وهو يحاوط خصرها من الخلف لتلتفت له
-انتي هتنامي. .... خليكي معايا شوية !!
قالها وهو يقبل راسها لتقول بسرعة معترضة
-لاااء....... نظر لها بتعجب هل ترفض قربى ... ما هذه الحدة كلها ... لتكمل بابتسامة : تعال انت معايا !! 
تسطحت علي الفراش لتجذبه من يده وهو يترك لها نفسه ''افعلي ما شئتي '' دفنت نفسها بين اضلعه قائلة بنعاس: احكيلي حدوتة !! 
مسد علي خصلاتها بحنان قائلا : مش بعرف !!
-لاء مليش دعوة يا ادهم هااا بقاا !
اضطر ان يحكي لها قصة من تاليفه ولكنها لم تسمع شيئا هي فقط نامت ... نامت بسلام وهدوء !!
-المهم بقا الأميرة دي اتجوزت واحد عصبي خالص ومش متفاهم وغيرته 360درجة خليته حتي يحكي حواديت .... نور ... نور ... هههه القردة نامت !!
-خايف اجيب منك بنوتة شكلك. .. مرضاش اجوزها لحد ولا أخرجها من البيت ... هتبقي أجمل ماما .. انتي إللي هتعلميني أحبهم هنكبر سوا .. وهنشيب سوا .. هنتسند علي بعض .. مش هنحتاج حد ابدا طول ما احنا ما بعض !! يا رب اجعلها معايا حتي الجنة .. اجعل يومي قبل يومها .. هي ممكن تتحمل. . لكن انا لاء يا رب !! وهنا تلقائيا انتفض جسدها بقوة وكأنها ترفض ذلك الكلام نهائيا احتضنها بقوة قائلا : ششش  انا هنا معاكي
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بعد مرور أسبوع كامل علي حياة ابطالنا !!
في ذات نهار كانت فرح تتسطح علي الفراش بهدوء في عش الزوجية تنتظر ذلك الحبيب الغائب
دق باب المنزل بعنف ... توجهت ريم لتفتح الباب لتجد آسر أمامها ولكن أين معتز 
قال آسر بجدية : ازيك يا انسة ريم ...
اماءت بهدوء لا تعرف ماذا تحكي خائفة من ان تسأله على اخيها! !
ولكن لاحظ السؤال بأعينها فسبقها قائلا
-انا عاوزك تهدي خالص كدا وتحاولي تتماسكي تمام
اماءت بهدوء مصطنعة القوة
ليدخل معتز بقلة صبر قائلا : ما تنجز يا عم انت لسة هتخطب، ، وحشتيني يا حبعمري !!
سقطت ريم باحضانه تبكى بعنف تتمسك به بقوة لم تنتبه لذلك الجرح مطلقا ... الذي يكمن في صدره وهو يعلق يده برقبته ..
عندما سمعت فرح صوت بكاء ريم استيقظت من نومها على بكائها والسكون من حولها خافت من ان يكون اتاها الخبر لتغلق الباب عليها بعنف وجلست ارضا تبكي بهياج هي الاخري
سمعت صوته ... صوته نعم صوته ،، هل عاد .. اا. . انا لا اتوهم ... لا أحلم هذا معتز بالفعل
-فرح افتحي انا جيت مش عاوزة تشوفيني !!
صرخت بكل ما فيها قائلة : لاااااء لاء لاء مش عاااوزة اشووووفككك انت. ... انت. ... انت كداب .... انت قهرتني. .... قتلتني. ... عيشتني في رعب حرام علليككك انا بكرهكك مش عاوزاك امشي
صدم معتز من صراخها واندفاعها بتلك الطريقة ليقول متنهدا باسف : خلاص انا ماشي اهو  !!
وفي لمح البصر كانت تفتح الباب بلهفة لتمنعه 
لتجده أمامها مصابا هكذا ولكن حالها كان اصعب من حاله شحوبها واعينها الزابلة لقد نحفت كثيرا
وضعت يدها علي كتفه المروفوع ودموعها  لا تتوقف لتقول بشهقات متتالية : ع. .. ع ... عملوا فيك ااي. ... قالتها وهي تتحسس صدره وبعدها لم تشعر بمن حولها لتغيب عن الوعي !!
صرخ معتز باسمها : فررررح
امسكها بذراع واحد ... اتي أسر ليسندها معه
ولكن منعه صوته الحاد : لاء يا اسر  .. فكلي الزفت داا. ... انججزززز
-جرحك يا معتز ......
-يللللللاااااااا
اذال له هذا الشئ ليحملها بكلا ذراعيه وهو يتحامل علي نفسه ذلك الألم الشديد !! 
~~~:~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كان ادهم يغتسل في الحمام ليلمح ذلك الشريط متطرف من علبة دواء مكتوب عليها ''مكمل غذائي'!
أخرج الدواء جحظ  بأعينه تشابكت الخيوط الحمراء بأعينه غلي دمه كالبركان! !
هذا الشريط ليس بمكمل غذائي ابدا هذا الشريط لمنع الحمل نعم هذا الشريط المعروف عند الجميع
خرج بقوة وهجوم مزمجرا باسمها : نووووور ؟!!
-انت بتزعق لي انا قدامك اهو! !
نظر لها بتفرس كالصقر : اي الدوا اللي جوا دا !!
توترت تعلثمت. . اعرف الحقيقة!!  كيف عرف لما يسأل عن الدواء .. اعرف ان هذا لمرضى! !
هل ترى جواد اخبره؟ ! صمتها وتوترها ازادوا الطين بلة! !  تملك الغضب من ادهم فزمجر بها قائلا
-انططططققيييي!!!
-حبوب فيتامين وكالسيوم. .. منا قايلالك !!
-اي اكتر حاجة أنا بكرهها! !
تعلثمت قائلة : ال. .. الكدب. ..!!!
-دي مش كالسيوم  .... دي حبووب منع حممل يا محترمة يا صادقة ... ...
الجمت الصدمة لسانها لم تعد تعرف كيف تحكي ماذا تقول منع حمل. .. انا أريد طفل بأي طريقة وهو يخبرني بأنها حبوب منع حمل !!
زمجر بها : القطة اكلت لسانك ولا اي !!
ردت بكل بساطة وسهولة : مش بتاعتي !!
اتكدب مرة ثانية .. وتنكر أنها لها ... لهذه الدرجة تكرهني ولا تريد ان تحمل في احشائها طفل مني !! لما. .. لما حظي متعسر هكذا لما !! حسنا طفح الكيل
امسكها من خصلاتها بعنف قائلا بغضب وصوت جهوري: بطللي كددددب بقااااا قوولي انك مش بتحبيني مش عاوزة تخلفي مني .. اي انا عملتلك اي انا حبيتك بكل ذرة فياا للدرجة دي بتكرهيني!!
وعند هذه الكلمات لم تعد تسيطر علي اي شئ !!
خلصت نفسها من يده واضعه يدها علي فمه مزمجرة بكل ما فيها من قوة
-اخرررررس انا هسمحلك تغلط فيا تشك فيا انما انك تحاول تشكك في حبي ليك مش هسممحللك ااببددااا اابدااااا ... انا ..... انا..... لا تعرف ماذا تقول الآن هذه المشاعر اصبحت اصعب من ان تقال
-انتي اي ... بصي حاجة بالعقل احنا هنا بقالنا 9أيام والشريط اهووو بالايااام !!! 
نظرت له بهدوء قائلة : انا قولت مش بتاعي! !
صفعها ادهم بقوة علي وجهها سقطت أثرها ارضا
-صوتك ميعلاش عليا يا حيوانة !!!
تركها ورحل بكل سهولة متمتما : جاتكوا القرف كلكوا شكل بعض !!
هرولت عليها ليالي الذي تصنمت أمام الباب عندما سمعت شجارها اسندتها بينما نور تررد وهي تغيب عن الوعي : ااا. .. اادهم. ..  ادهم
-نووور نووور ... جواااااد جوووااددددد الححققنننييي بسرررعة جوواااااددددد
صرخت بها ليالي لجواد الذي اتي مهرولا علي صوتها بينما تلك الخبية أمينة تقف وهي تبتسم بانتصار
قائلة : وابتدينا المشوار يا ست نوور! !!!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
خلصت الحلقة.... التفاعل ووحش بطريقة مش طبيعية ... طبعا رأيكم وزي ما انتو عارفين .. عاوزين اللبس ولا اي !!
دمتم # سالمين ،،
#Nour
الحلقة 72 ''زواج لن يستمر''
فتحت عينيها المرهقتين كانت الصورة مشوشة غير واضحة حتي بدأت في الوضوح الآن لتجد معتز أمامها يفتح ازرار قميصه بينما صدره يلف بالشاش والقطن قامت مفزوعة وهي تضع يدها علي عضلة صدره السليمة اغمض عينيه ذلك الإحساس الذي يتخلله وكأنها تسحب كل اوجاعه بتلك بلمستها تلك
كانت تنظر له بعتاب تلوي فمها كالأطفال فتح ذراعيه قائلا بهدوء : تعالي ... تعالي يا فرح
اقترب فرح تحتصنه وهي تضع رأسها علي صدره من الجهة اليمني شعر أنها تنكمش وتشد اعصابها
قال لها بهدوء وهو يضع يدا علي رأسها والاخري تمسد علي ظهرها : سيبي نفسك يا فرح .....
استرخت عضلاتها قليلا ليكمل : كمان انتي لسة شادة اعصابك اهدي .. استرخي. .. سيبي نفسك
تركت نفسها تماما ودخلت في دوامة بكاء ليمسد علي ظهرها ويضمها له أكثر قائلا : عيطي .. عيطي يا حبيبتي ... فضفضي! !
أخذت تبكي وتنتفض وهي تتمسك بقميصه من الخلف أخذت تبكي وتبكي وكأنها الآن فقط شعرت بما حدث معها من سنوات في المصعد الكهربائي !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ عندما تواجه الخطر البعض .. او فلنقل المعظم يهرب ..يتجنب.. يخاف ولكن ان كنت تحب ذلك الخطر لا تعرف ان كنت تريد البقاء او البعد .. تريد احتضان ذلك الخطر او النفور منه .. وهذا ما تفعله حتي يأتي إليك الخطر بنفسه ويطلب منك الرحمة !!
وكان هذا حال خالد مع عنان لا تعرف .. لا تعرف اي ذنب ارتكبت .. او اي خطأ فعلت بحقه. . ليعاملها بذلك الجفاء .. لا عفوا عفوا .. هو لا يعاملها من الأساس كان يتسطح علي  الأريكة باستجمام يضع ذراعه علي رأسه كعادته ،، جلست بجانبه إنتبه لها استعد للقيام وهو يبتسم لها ابتسامة بسيطة بينما هي وضعت كفها الرقيق في منتصف صدره تمنعه
-متمشيش خليك ... خليك
انتبه لرعشة صوتها الجمه يدها التي تقيد دقات قلبه
تستطحت بجانبه ووضعت رأسها علي ذراعه وهي تحاول كتم شهقاتها ولكن دموعها ابت القوة رفضت ذلك رفضا مذريا!  شعر بسخونة دموعها الحارقة لقلبه علي جسده فردد بصوت مكتوم
-انتي بتعيطي !! 
اماءت بسرعة بلا أعطاها وجهه وهي يحاوط ظهرها ويضمها إليه قليلا لا يعرف ان يواسيها إم يواسي حاله تنهدت تنهيدة حارة تنهيدة لفحت بروحه الممزقة قبل ان تلفح صفحة وجهه اغمض عينيه بمقاومة وهمس بلا وعي بجانب اذنها بحرارة
-ارحميني. ...
الرحمة .. علي من تجوز عليك ام عليها !!
انت من تصنع الفجوة وتطلب منها الرحمة إذا كنت انت تطلب الرحمة فماذا تتطلب هي !! ماذا تطلب !!
ارحمي ضعفه امامك ارحمي حبه لكي ارحمي رغبته بكي، ، نظرت له بأعين دامعة تقابل عينيه بأسي! !
نظر لها بمعنى ''في ايه !!'' همست بقهر وصوت متحشرج وشكل متأثر : انا فاشلة !!
- فاشلة في اني اخليك تحبني.. فاشلة في اني احافظ عليك ..... وضعت يدها علي وجهه تكمل
-يمكن انا مش حلوة اوي او انت عرفت في حياتك الاحلي .. يمكن انا مش مريحاك رغاية طفلة هبلة عنيدة عصبية بس بحبك !!
وعند هذه الكلمة توقفت كل حواسه تركز عليها تجمدت الدماء في أوردته ..
-بص لو مش مبسوط معايا يا خالد انت انت ممكن تتج. .. تتجوز واحدة ... واحدة غيري بس انا بس عاوزاك مبسوط حتى ولو علي حساب سعادتي
قاطعها قائلا بحسم
-انتي غبية. .. انتي احلي واحدة عرفها قلبي وشافتها عيني وبجانب لصفاتك اللي انتي شايفاها في نفسك اللي انتي مش شايفاه بقا واللي انا شايفه
انك حنينة حنينة حنينة طيبة نقية صافية زي الندي بريئة بريئة اووي ونضيفة لدرجة اني بخاف أقرب منك انا وحش سئ جدا جدا يا عنان انتي كنتي تستاهلي حد احسن مني بكتير !!
-انا معفنة ومش عاوزة الأحسن منك انا عاوزاك انت!!
نظر لها بتنهيدة طويلة تخبرها انه مهما حكي مهما قال لن يصل لها ما يريده !!
-صعب عليا ي عنان اننا نكون زي اي زوجين عاديين انا مستخسرك في نفسي !! انا هخاف اوجعك هخاف هخاف اءذيكي وانتي في حضني هخاف تخافي مني لو كان عليا انا راضي راضي بكدا انا مش عاوز منك حاجة مش عاوز غير منك غير انك تكوني قدام عنيا !!
-انت مبتشوفش نفسك وانت بتلمسني .. يتقرب مني وانت بتحضني بتبقي عامل ازاي ... انا بحسك بتتعامل مع طفلة ... انت مستحيل تئذيني او توجعني يا خالد شيل من بالك الفكرة دي بقا !!
ولو انت راضي انا مش راضية .. انا عاوزة منك الاخ والاب والزوج وكل حاجة!!
ظل ينظر لها بتفكير يتأمل وجهها وهمس قائلا
-هحاول يا عناني.... هحاول !!
اخفي وجهه في خصلاتها بينما هي ارتخت أعصابها المشدودة وأخيرا وصلت لحل وسط علي الأقل !!
~~~~~~~~:~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
كانت شهد جالسة مع آسر ترفض اي حديث معه غاضبة .. حانقة منه وبشدة
-خلاص بقا يا شهد يا بنتي الراجل زهق يتأسفلك من ساعتها !!
قالتها والدتها التي اجبرتها شهد علي البقاء معهم
عندا به حتى لا تتركه ينفرد ويجبرها علي مسامحته
قالت شهد بعند وهي تنظر للجهة الاخري
-وانا معملتش .. حمدلله علي سلامته .. اعمل اي يعني اقوم أرقص يا ماما يعني !!
يتسلي كثيرا بحنقها وغضبها وحمرة وجهها الغاضبة
اتت اسما التي كانت ترتدي جيب قصير رياضي باللون الرصاصي الغامق وكنزة بيضاء بدون أكمام وعليها بعض الرسومات
كانت تحتل القليل من خصلاتها في كعكة صغيرة وتركت العنان لباقي خصلاتها القصيرة قالت بملل وهي تجلس علي قدمه وتحاوط عنقه كما تفعل دائما بينما هو قام بدوره في محاوطة خصرها بتسلية : اي دا لسة متصالحتوش .. خلاص يا شوشي بقا .. قلبك ابيض! !
قامت شهد بغضب عارم أمسكت بيدها من علي عنقه جاذبة اياها بغضب وهي تتمتم
-لاااء قلبي اسود وزي الزفت علي دماغك .. انتي مش قايلالي هخاصمه معاكي رايحة تعدي علي رجليه .. مش دا كان السبب في اني اتخانق مع عمرو واقفل الباب في وشك بسبب انه كان مبيردش عليا ولا كان بيكلم فوترني وموتني رعب عليه
قالتها شهد بصدق حقيقي وهي تنظر له احتضنتها اسما بحب : معلش يا روحي خلاص بقا انا مزعلتش وانتي عارفة يوميها قضينا اليوم عياط خلاص بقا متفكريش في الحاجات اللي تزعلك! !
كان آسر معلق اعينه بنظراته بأعينها الممتلئة بالدموع وتأبي الضعف أمامه .. نظرت له شهد بقوة قائلة بزجر : اي رأيك يا استاذ آسر لما اختفي خالص واقفل موبايلي ومكلمكش وأفضل أسبوع وفجأة اظهر واقولك معلش انا آسفة حقك عليا !!
لالالا هذا لا يعجبه بالمرة تلك الطريقة التهكمية والنبرة الساخرة هو يأخذ المواضيع في بادئ علي محمل المرح والمزاح لا أكثر ولكن الآن بدأ الغضب يتسلل ثناياه نظر لشهد بعمق قائلا بهدوء حاسم
-اطلعي برا يا اسما
وهنا قد انسحبت والدتها واسما سويا حاوطت اسما كتفي السيدة زينب هامسة : ربنا يستر !!
قالت زينب بهمس هي الاخري
- هي إللي جابته لنفسها... يعملها اي تاني! !
صرعهم صوت عمر الدرامي : راااياااا وسكيناااا بتتوشوا في ايييي!!
وضعت اسما يدها علي صدرها بخضة
-انت عبيط يبني خضتنا !!
قال بنفس نبرتها :انت عبيت يبني ... اسمها عبيت ..عبييطططط.... بالطاء. . مش عبيت
لكمته في صدره قائلة : نينينيني رخم
جذبها من يدها بقوة تلتصق به وهي تحاول الابتعاد
لاحظ نظرات والدته المصوبة نحوهم ببلاهة
-منورة يا حاجة والله !!  قالها عمر بغمزة
سقفت علي يدها بمعني : والله مافي عندك حيا ولا دم ولا اتربيت ولا شوفت تربية يا جزمة انت
تركتهم وغادرت بينما اسما انخرطت في نوبة ضحك وهو الآخر قائلا : هههههه يا لهوي اومال لو شافتتي ببوسك هتعمل اي !!
***************
التفتت شهد لتذهب وتجلس مكانها وهي تدعي القوة والثبات أمامه لتجد يدها فجأة تلوي خلف ظهرها بقوة وصدرها الذي كاد يشق بفعل دقاتها الصاخبة يلصق بأسفل صدره قليلا لفرق طولهما
ظل يسير بها وهو يضغط علي يدها وهي ينظر بأعينها بحدة وغضب بينما هي وضعت يدها علي عضلة صدره الصقها بالباب وهي تشعر وتسمع أصوات نفسه الغاضبة وتشعر بها تلفح بشرتها الصافية ضغط أكثر علي يدها لكي تنتبه له تأوهت برقة غير مقصودة وهي تعض علي شفتيها تكتم الألم بينما هو راقب تلك الحركات وتلك الهمهمات التي أشعلت به نار الشوق الاشتياق قام بازاحة ذلك الحجاب الخفيف بينما هي تمسكت بقميصه بقوة
وأخيرا جمعت حروفها وقالت بتوتر
-انت. .انت بتعمل إي! !
لم يرد عليها بل قام بفك خصلاتها أيضا لتقع علي وجهها تزينه. . لم تعتاد منه علي كل تلك الجرأة تلك المشاعر الشديدة اقترب منها يمرر أنفه في خصلاتها الناعمة أغمضت عينيها لتحرك رأسها بسلاسة معه و بدون وعي فرح آسر كثيرا عندما وجد تلك الاستجابة السريعة اقترب من اذنها هامسا متلمسا اياها بشفتيه : حقي!!كل دا حقي .. وانتي مانعاني عنه بقالك كتير !! وحشتيني !
ظلت تتحرك بقوة تحاول ابعاده مندفعة
-كداااب موحشتكش .. ولا اهمك ولابتحب.....
قاطعها حروفها مبتلعا اياها بين شفتيه لا يسمح لها بأن تدعي عدم حبه لها وقت غضب او ربما حجة ليروي عطشه من شهدها !!
لم تتفاجأ كثيرا هي تعلم أنها معرضة لمثل هذا منه
خاصة بعد ذلك الاقتراب .. رباه من ذلك الشعور
الشعور بأن كل شئ بخير .. الشعور بأنك تطير كالفراشات .. الشعور .. ربما لم يعد هناك شعور من كثرة الشعور !!
ابتعد عنها لاهثا بعد ان اشبع شفتيها تقبيلا نظر لها ليجدها ساكنة والدماء قد أخذت وضعها على وجنتيها رفع وجهها لتنظر له قائلا بصوت مبحوح
-متقوليش كدا تاتي.. انا بحبك صدقيني يا شهد دا كلو حصل معايا غصب عني .. معتز اتصاب في صدره وفي الناحية الشمال لولا انه عنده إعاقة والقلب في الناحية اليمين مكانش زمانه عايش دلوقتي اتلبخت فيه ومع الإدارة وسيبت الفون خالص انا نسيته اصلا مجيتش بيه وجيبت واحد تاني !! شهد والله انتي في اول اولوياتي ودايما فاكرك بس اتلبخت وانشغلت وكنت حاسس اني مشلول .. 
وضعت يدها علي فمه تمنعه : بعد الشر حرام عليك
ارخي قبضته على يدها لتسحبها وتنظر لها بألم قائلة له بعتاب : شوف شوف عملت فيا اي !!
امسك يدها وقبلها بمنتهي الرقة ليقشعر جسدها وتسحبها بسرعة اقترب منها قائلا بخبث
-حالا... هصالك حالا...
ابعدته بعند قائلة : اعتبر اللي حصل دا اول واخر مرة يا اسر انا مش هسمحلك بكدا ابدا إلا بعد اما نكون في بيتنا ...  أرجع خصلاتها خلف اذنها قائلا
-انتي مراتي يا روحي !!
-ولو بردو لما ابقي في بيتك ،،  انا كتبت الكتاب عشان بس ميكونش فيه حرمانية لكلامنا او لخروجنا سوا !!
-اممممم حبيبتي بقت ذكية خالص !!
-طول عمرها ،،
********
-ولله يا عمر ماما هتيجي في اي وقت يا مجنون احنا في المطبخ يبن الهبلةة!!
-وحياة امك لازم تتعاقبي ع اللي انتي لابساه داا
تحركت اسما بجري حول الطاولة الدائرية عندما وجدته يهجم عليه ليقول بتعب
-كل ما تتعبيني كدا .. هتتعاقبي اكتر !!
-انسى بردوو!!
سعل بقوة وهو يضع يده علي قلبه !!
بينما هي اقتربت منه بسرعة لتري ما حدث له بلهفة
حاوط خصرها بسرعة ورفعها عن الأرض كالانبوب الغازي صفعته علي صدره بعتاب
-يا غداار يا كداااب نزلني يا متوحش .. يا اسسر! !
ادخلها غرفتها التي تقيم بها هي وشهد انزلها لتبتعد وهو قام بإغلاق الباب من الداخل امسك زراعها بقوة يجذبها إليه لتصطتدم بصدره حاوط خصرها
وهو يدفعها الفراش بجسده لتهمس بتوتر
-عمر .. انت بتعمل اي !!
-هعاقبك يا قطة !! قالها بخبث
اسقطها علي الفراش وهو فوقها يقبل وجنتها برقة لتنساب بين ذراعيه ..
فتحت عينيها لتجده يبتعد عنها وهو ينظر له بتسلية
وقام من أمامها كادت تقوم ولكنها مربوطة في السرير صرخت بقوة : لاااا عمرررر فككني
أشار بيده لها قائلا : تؤتؤ انسي يا قطة
احضر حقيبة سفر كبيرة وظل يضع بثيابها التي لا تعجبه بتلك الحقيبة لتقول بترجي
-عااااا خلاص يا موري بقا بطل حنان وانا هعملك اللي انت عاوزه
-اخخررسي. .. انت غلبت فيكي.. اللي بينبه حد علي حاجة ميلبسهاش وهو يلبسها يعمل اي بقا في الحاجة دي !! 
نظرت له ببلاهة : يعمل ايي! !
قال ببرود : يولع فيها يا رووحي
-لالالا يا عمر ارجوووك صدقني مش هلبسهم تاني وعد انا بحبهم اووي
صرخت بهيستريه وانفعاال
ترك ملابسها واقترب منها قائلا بجدية
-تمام. . مش هولع فيهم بس هيفضلوا معايا .. لحد ما تبقي في بيتي وساعتها اديهوملك اتفقنا !!
-يا استغلالي .. طب منا ممكن اجيب غيرهم !! عادي
قال باستنكار : ههههه يا روحي الللبس دا ماركة وانتي قولتى بلسانك انك بتحبيه ف انتي لو جبتي جديد هحرقلك دا ... خلصانة بكبريتة يا روحي
-اخررااس بكرههك يا عمر بكرهكك
-طب شوفي مين بقا هيفكك!
-لالا خلاص بحبك بحبك فكني !!
قام بفك تلك المجنونة الغاضبة وابتعد عنها يغلق الحقيبة وياخذها معه لغرفته مشير لها باستفزاز
-ياللا شاااو ي بيبي! !
بينما هي تفكر أين كان عقلها عندما أحبت ذلك الساذج العنيدصرخت بغيظ  وبصوت مكتوم !!
-------------------------------------------------------------
فاقت نور تحرك رأسها يمينا وهي تشعر بألم كبير يعتلي وجهها بأكمله عقدت حاجبيها بانزعاج وحاولت النهوض لتجد يد تساعدها فتحت جفنيها لتجدها ليالي تبتسم وجواد جالس علي الأريكة في منتهى التوتر .. وضعت نور يدها رأسها بتلقائية للتأكد من وجود حجابها تنهدت براحة عندما وجدته ولكن الحزن والرعب سيطروا عليها لتقول متذكرة
-آ.اا   ادهم .. ادهم راح. ... فين.. ... متخليهوش ... متخليهوش يسوق. .. وهو وهو كدا !!
-يختي اتلهي علي عينك !! قالتها ليالي بتهكم ،،
قام جواد وهو يبدو علي ملامحه الانزعاج وهو يعطيها اختبار حمل قائلا بجدية قاتلة
-قومي اعمليه. ... عشان اتأكد من ظنوني!
نظرت له مندهشة متعجبة !! ماذا ظنون ... حمل! !
شقت ابتسامة عريضة ثغرها البائس واخذته بحماس
وتوجهت للحمام بينما ظل جواد يأخذ الغرفة ذهاب واياب وكأنه يتمني إلا يحدث ذلك راقبته ليالي متعجبة من حاله لتساله مندهشة
-مالك كدا يا جواد مش على بعضك من ساعة ما شكيت في حمل نور وكأنك مش عاوزها تحمل! 
نظر لها بخفوت متمتما في نفسه : يا ريت ميحصلش
خرجت نور لهم وهي تحمله تنظر له بتركيز
لتجد تلك الإشارة تعطي اللون الأحمر لتقفز صااارخة
-ياااااسس انا حااامل اناحاامل يا لي لي
اوقفتها ليالي بسرعة قائلة : اتهدي لتولدي وانتي واقفة مينفعش تتنطتي كدا
سكنت نور وهي تضع علي بطنها قائلة في نفسها
-سبحان الله يا رب وكأنك زرعت دا جوايا عشان تثبت براءتي دلوقتي عرفت لي مكنتش بحمل بقالي فترة .. عشان الفترة دي .. عشان كل حاجة بسبب ولسبب. . عشان يكون منقذي! !
استيقظت من خيالها بسبب ذلك الصخر الذي ألقي علي صدرها الآن خرجت من خيالها علي صوت جواد الجادي :  الحمل دا مينفعش يا نور .. لازم الطفل دا ينزل! !
تمسكت ببطنها قائلة بغضب وحدة
-انت بتقول يا جواد .. آخر مرة هسمع منك الكلام دا
لتقول ليالي بغضب : جرا اي يا جواد انت بتقولها اي!
قال بهدوء : بقولها الصح يا ليالي بقولها الصح عشان لو فضل  هيموتها وهيموت بسببها بردو  او هيعيش من غيرها .... نظرت له نور بتحذير
ليقول هو بانفعال : متبصليش يا نور متبصليش
تعبك هيظهر مع الحمل انتي مش هتتعبي للضعف انتي هتتعبي لل أربع أضعاف يا نور انتي داخلة حرب نسبة الانتصار فيها 10%
نظرت له بثقة قائلة : لو انا داخلة حرب مفيهاش اي نسبة إنتصار هخوضها بردو ولازم انتصر عشا
ن حبي وعشان ابني وعشان أفضل موجودة دائما
-طب والوجع .. والتعب .. ونفسك اللي اصلا انتي مش عارفة هتاخديه ازاي .. انتي مفكرة ان الورم مش بيكبر ... وهي شهقت ليالي واضعة يدها فمها كانت تقف لا تعرف عن اي شئ يتحدثوا ولكنها تستمع وتصمت لتسمع جواد يكمل : وعمرك اللي مش ضمناه يا نورر! !! 
-الوجع والتعب ... ان الله آحن يا جواد
وعمري اللي مش ضمناه ... العمر واحد.والرب واحد
-ممكن تفهموني اي للي بيحصل عشان خلاص عقلي هيتشل !!!
-------------------------------------------------------------
كان ادهم يجلس مع عمه فتحي في إحدى الأراضي الزراعية في الهواء الطلق والاوكسجين النظيف
نظر له عمه بحزن فهو يراه هكذا تائه ضال
-يا ادهم انت صاحبي جبل ما تكون ولد اخوي
انا شوفت مرتك داي مستحيل تعمل أكده عارف يعني اييه ترجعك ع الحياة هي اللي خليتك تواجه حاجات كتير انت كنت خايف وبتهرب منيها مرتك بتحبك واني متأكد ان فيه حاجة غلط عاد
-عاوزني اعمل اي يا عمي. . لما ادخل والاقي شريط حبوب منع حمل ومتاخد منه علي حسب الأيام اللي قعدناها ولما سألتها خافت واتوترت وكأنها فعلا مخبية حاجة يعني ومردتش الا بعد فين وفين!!
عاوزني اعمل اي .. حصل ما بينا مشاكل كتير معقول تكون حست ان انا بعصبيتي مينفعش أكون أب معقول تكون خافت علي ولادنا مثلا مني .. بس دا مش مبرر مش مبرر خالص !!
ظل يفكر ويفكر حتى كاد يتوقف عقله  .....
-------------------------------------------------------------
-عشان خاطري يا ليالي كفاية عياط بقا انا مش عاوزة نكد !!
ظلت ليالي تنظر لها بدموع وحزن لتقول نور محذرة
-لاء لاء اوعى. .. اوعى تبصيلي كدا تاني انا بقولك اهو بصي محصلش حاجة ولا انتي عرفتي حاجة تمام انسى انا لسة زي مانا اهو
بكت ليالي بقهر .. كم تتحمل تلك المسكينة تحمل كل هذا العبء فوق اكتافها وتضحك وتسمع وتنصح وتتحمل كم هي صبورة متاملة واثقة
-يا لي لي بقا انتي عروسة مينفعش تعيطي عشان وشك يبقي منور كدا وحلو
احتضنتها ليالي علي الفور لتقول نور
-ليالي... اوعديني محدش يعرف وانتي ولا حتي تفكري في الموضوع دا حتي ولو بينك وبين نفسك تمام !! ..... اماءت بصمت عجز كلامها عن اي تعبير ففضلت ان يتحدث الصمت عنها !!
------------------------------------------------------------
في منتصف الليل ... عاد مازن كعادته متأخرا في آخر فترة حتي لا يشتبك معها هي ترفض الاعتراف بأنها أخطأت وهو كبرياؤه لا يسمح له ..
عاد ليجد العمارة بأكملها مظلمة ليسأل البولب
-هو في اي عم الحاج. . الدنيا ضلمة لي كدا !!
-والله يا يبني الكهربة قاطعة من العشا لحد دلوقتي
رباه سمر تخشي الظلام كثيرا بل أنها تعاني الفوبيا منه ،، صعد بكل سرعته قائلا
-يا شووية متخللفين جاتكوا القرف! ! 
.. كانت تلك المسكينة تذاكر وفجأة انقطع التيار الكهربائي لتنتفض مفزوعة بحثت عن هاتفها ولكن لا تتذكر أين وضعته تمكن من الخوف وأصبحت لا تدري ماذا تفعل قبض قلبها
ظلت تبكي بهيسترية تردد : م ما مازن. . مازن
دخل مازن يردد باسمها ولكن لا مجيب. ..
-سمر ... سمر... حبيبتي انتي فين !!
اشعل فلاش هاتفه وظل يبحث عنها ولكنه لم يجدها
أين ذهبت لاحظ ان هناك ورق واقلام من الواضح أنها كانت تدرس ... انار علي الطاولة ليجد خيالها معكوس علي الحائط نائمة منكمشة
زادت دقاته زادت حد التوقف !! ألقي بالهاتف واتجه بسرعة لها لتشهق صارخة
-لا .... لا ..... ضلمة لاااا ..
احتضن رأسها بحب قائلا بندم : اشششش انا هنا .. انا هنا اهدي خلاي يا حبيبتي اهدي !!
تمسكت بقميصه بقوة اخذت تبكي ،،،تبكي علي كل شئ .. أخذت تقول بحشرجة
-انت انت سيبتني في .. ال. ..الضلمة ..انا ..انا خايفة
بدأ يختفي صوتها تدريجيا حتي سقطت يدها التي تتمسك هزها عدة مرات لعلها تفيق ولكنها فقدت الوعي وفقد هو كل السيطرة علي خوفه حملها بسرعة متجها بها لغرفتهم وضعها علي الفراش برفق وقام بفتح الشرفة ليتسلل لهم ضوء القمر
احضر عطره النفاذ وحاول افاقتها حتي استجابت
فتحت جفنيها بارهاق تصارع ذلك الصداع !!
مسد علي خصلاتها حنان قائلا بجدية
-اهدي متخافيش انا هنا ،، 
حسنا. . فليذهب الكبرياء والغرور للجحيم انا احتاج الامان احتاج حضنه .. انا خائفة .. ومخطئة وغبية اخطئ وارفع صوتي!! اجادل معه وانا اعلم انه يمر بفترة صعبة .. رفعت كلا ذراعيها في الهواء تدعوه لمملكته تسمح له بدخولها بالرغم من أنها لم تمنعه يوما !! ظل ينظر لذراعيها الممدودة ناظرا إليها بترجي...كفي... ظل ينظر لها بثبات وهو لا يتحرك
جلست وهي تمسد علي لحيته النامية وتنظر لعينيه المليئة بالعتاب ..آه .. وألف آه
كم اشتاقت لجنونه اشتاقت لحديثه معها وسماعه لها كم اشتاقت لمشاكسته ومعاكسته لها كم اشتاقت حتي لعناده معها .. اشتاقت لرائحته. . اشتاقت لصوته. .. اشتاقت حتي لوجوده في المنزل  !!
لا تعرف كم من الوقت ظلت تنظر له وهو يتعمق في نظراتها يقرأها ،، فاقوا الاثنان من نومهم المغناطيسي
عندما  عادت الكهرباء .. عادت ليري وجهها المجهد واعينها الزابلة! كم ذبلت وردته كثيرا !! بسبب إهمالها ولكن هي اذته بشوكها وكان عليه معاقبتها !!
قام ليبدل ثيابه لتسمك بيده قائلة بارهاق
-خ خليك !! لو مش عاوز .. تنام جنبي.. خليك .. وأنا هنام ع الكنبة دي بس بس خليك عشان انا انا خايفة
تنهد باسي وصوت مسموع قائلا بجدية بسيطة
-هغير هدومي !!
قالها وسحب يده من يدها. .... مرت ربع ساعة حتي خرج من المرحاض ليجدها قد تكاومت علي نفسها علي الأريكة واغضمت أعينها باستسلام
حملها بهدوء لتنتفض خائفة ليهدئها
-شششش اهدي !!
وضعها على الفراش برفق ودثرها بالغطاء .. كانت ستعترض ولكنها تفاجأت به ينام خلفها
نام مازن يفكر ينظر بسقف الغرفة لا يعلم ايكف عن معاقبتها ؟! ام عن معاقبة نفسه !! 
ظل ينظر علي ظهرها بهدوء .. يكره ذلك الهدوء الذي يصدر منها اشتاق لجنونها ومشاكستها وصوت ضحكاتها المجنونة .. تذكر كلمات والدته ..
-الحياة يبني مش دايما لعب ضحك وهزار وسعادة لازم يكون فيها حزن لازم عشان تعرفوا طعم السعادة
--بس انا مش هسمح لذرة حزن تدخل ما بينا او تفرقنا ومستحيل اخليها تنام بعيدة عن حضني يوم حتي لو زعلانين سوا! !
-لو عاوز كدا فعلا .. يبقي لازم تحافظ علي علاقتك بربك.....حافظ علي صلاتك يا مازن اكتر من كدا حافظ علي علاقتك بربنا يبني !!
.... تنهد مازن بصوت مسموع فهو مقصر في حق ربه كم من مرة نبهته سمر لذلك وهي من تفكره بصلاته وتتشاجر معه دائما .. حسنا .. نقطة وبداية جديدة بداية جديدة لكل شئ .. اغمض عينيه بارتياح وهو علي شفتيه إبتسامة مصرة علي تعديل كل شئ والبدء من جديد التفت لسمر بحماس واحتضنها بحب  الصق ظهرها بصدره وهو يستنشق رائحة خصلاته مستمتعا بذلك القرب الذي تتوق له شوقا
فجأة شعرت سمر بيده تحاوط خصرها تقربها منه
وضعت يدها علي يده وعلى وجهها ابتسامة حانية
لتغمض عينيها براحة وهدوء وسكينة !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~ دخل ادهم من بوابة القصر ليجد جواد يجلس علي الارجوحة ذهب وجلس بجانبه
-اي ي صاحبي .. شايل الهم اكتر مني كدا لي !!
-حزين عليك يا ادهم والله !!
-لا متحزنش انا واخد علي كدا .. ع الغدر .. ع الخداع .. وخاصة م الحريم !
ضحك جواد بسخرية قائلا : هههههه لا والله !! غدر وخداع.. امممم.. انت اعمي... ومش بتشوف !!
-عاوزني اعمل اي لما ادخ. ...  
-قاطعه جواد بصرامة وهو ينظر أمامه
-مش بتاعها الزفت اللي انت لقيته دا مش بتاعها نور مأخدتش ولا حباااية  . ...
-وانت إي اللي مخليك واثق كدا '!
-عشان نور حامل... حامل...حامل! !!
وهو صفعة تأتي له بقسوة وقوة حامل !!  ولكن ،،
-مراتك حامل ي حضرة الظابط لا ومش كدا وبس مرااتك هتموت م الفرحة أنها حامل في ابنك
بعد ما مشيت اغمي عليها وأنا اطمنت عليها وعملت اختبار حمل وطلعت حامل! حامل يا فهد !!
وطلبت مننا محدش يعرفك .. عشان تعملك مفاجأة وهي اللي تصالحك. .. شوفت بقا هي غدارة ازاي !!
تضرب وهي اللي تصالح شوفت بقا الخداع وصل لحد فين .. عرفت بقا انك اعمي! !
قال بهدوء حزين : اومال الدوا دا بتاع مين .. وخافت لي لما واجهتها !!
-يمكن اتفاجئت بس!!
-لاء انا كنت لسة مقولتش واتوترت جدا .. انا متأكد يا جواد أنها مخبية حاجة عليا! !
جواد ... احيانا بيحصل حمل مع الحبوب دي !!
كفى كفي كفي صرخ به جواد بلا صبر
-خلاااص بقاااا انت ايييي يا اخخخخي ميت مرة قولتلك نور مش أمينة .. نور مش أمينة
بالرغم اللي فيها شايلة ابنك في بطنها مش هاممها اي حاجة تحصلها بعدين !!
نظر له ادهم بشك بينما جواد تنفس بقوة وهو يضع يده علي وجهه وكانه انتبه لما قال،، نظر له ادهم بشك وكأنه احس بأنه يخفي شئ لقد نجحت خطته استفزه حتي يري ان كان يعرف شئ !!
وقف ادهم أمامه ينظر باعين صديقه كالفهد
-هو اي االلي فيها يا جواد .. فيها اي انطق. .. فيها ااااي .... صرخ بها ادهم بقوة ليصرخ جواد بقوة ارهقت احباله الصوتية صرخ بكل الحمل الذي يحمله على اكتافه : ففففيييي كااااااننسر .. فييها كاانسر يا ادهم ... كااانسر هيخلص عليهااااا كانسر من أشد الأنواع وملوووش علااج .. كانسر اتطور ومش هسيبها غير سنة ويمكن أقل !!  عرفت في اي ! يا ادهم عرفت فيها اي ،،
وها هي صفعة مميتة اخري ماذا .. ماذا يقول هذا الابله تراخت أعصاب ادهم وتهاوي للخلف خطوتين
امسكه جواد بحزن علي حال صديقه قائلا بألم
-امسك نفسك يا صاحبي !!
نظر ادهم لصديقه بضياع قائلا بصوت مرتعش متحشرج : إم....امتة الكلام دا حص حصل وانت ازاي عرفت ومن امتة .. وازاي و...!!
. قاطعه 'جواد قائلا : تعال انت بس اقعد كدا وانا هفهمك كل حاجة !!
جلس ادهم ببلاهة يشعر وكأنه لا يعرف اي شئ في اي شئ !!
شرح له جواد وضع نور وخطورة ذلك الحمل عليها !!
كل هذا الحمل عليها وحدها تلك الصغيرة .. كيف. . كيف سأتنفس دونها ..
نهض ادهم ومشى بعدم اتزان كان سيسقط واسنده جواد ليدفعه بخفة رافعا يده ✋ بمعني ابتعد
صعد ادهم الدرج هو غير موجود فقط قدماه تسوقه
دخل ادهم الغرفة ليجدها جالسة نصف جلسة تتمدد بجسدها علي الفراش وتستند علي الوسائد من خلفها تقرأ احدي الكتب انتبهت لصوت الباب يفتح فرسمت علي وجهها ابتسامة ظلت تدرب نفسها عليها لم تجده غاضب او ملامحه تحمل العتاب مثلا لا تعرف ماذا تفسر ملامحه لأول مرة تتوه فيه هكذا ملامحه واجمة تائهة ولكنه ينظر بأعينها ينظر بعمق بعمق شديد
فتح ازرار قميصه وازاحه عنه وهو ينظر لها ماذا اسيعاقبني هكذا !! كلا انا لسة وحدي الآن انا بداخي طفل الأن !! وضعت يدها بطنها بقلق عندما وجدته يقترب امسك بساقها من عند ركبتها يجذبها الأسفل قليلا ليجعلها متسطحة وهو فوقها نصفه علي الفراش ونصفه العلوي يحتلها حاوط خصرها واضعا يده في عنقها حاوطته نور بذراعيها فهي تعتقد انه سيعتذر لها كعادته !! ابتعد قليلا يضع رأسه علي ذراعها ويستند بجانب وجهه علي صدرها تعجبت نور من صمته الذي طال هذه المرة !! طال كثيرا !
التفتت له ونامت علي جانبها وضمت رأسه لصدرها بقوة تمسد علي خصلاته وتقبل رأسه
وهو يتذكر كل لحظة قضوها سويا
صراخها .. عنادها ضحكها. . لهوها .. دلعها .. مقالبها .. كل شئ .. وكأنه شريط سينمائي يمر أمام عينيه انهمرت دموعه الساخنة الحارقة التي تخرج من وتين قلبه تخرج بقهر. . شعرت نور بسائل ساخن يلمس صدرها لتبتعد علي الفور وتنظر له لتجده يبكي. . تتسابق دموعه في الانهمار وكأنها رافضة ان تبقي ليوم رحيلها !!
أمسكت وجهه بقلق قائلا بسرعة
-اد ادهم مالك مالك فيك اي .. رد عليا .. انا مش زعلانة والله حبيبي في اي ادهم !!
رد بصوت متحشرج : بس انا زعلان .. عشان انتي كدبتي عليا !!
-لا والله انا مكدبتش الحبوب دي مش بتاعتي والله
وضعت يده علي بطنه قائلة بفرحة وحماسة
-انا .. انا حامل يا ادهم ... حامل في ابننا انا شايلة حتة منك يا حبيبي !!
سحب يده قائلا لها بجمود : مش عاوزه !!
تجمدت مكانها تنظر له ببلاهة : م م مش عاوز اي !!
-مش عاوز اللي هيخليكي تعاني وتتعبي حتي االايام اللي فاضلالك.. اللي فاضلالك .. اللي فاضلالك
كدبت ظنونها قائلة بابتسامة : يعني اي مش فاهمة!
قال بقهر : سنة مش كدا ... هه ... ولا عدى منهم حاجة !!
-انت عرفت !! قالتها بخزي وهي تنكس رأسها ارضا
تنهد بصوت مسموع وقال والدموع في عينيه
-كدبتي عليا ... لي. .. لي قولتيلي انك ... ااه. . انك هتكملي معايا...وانك مش هتسببيني ابدا .. لي حببتيني في الحياة .. وخليتيني مش عاوز اسيبها
واعيش عشانك ...... وفي الآخر انتي اللي تسيبني
دا انتي...انتي بتوحشيني وانتي معايا ..
عاوزة....عاوزة..... عاوزة تمشي وتسيبيني
اعتدل ادهم أمامها وقال بدموع قاهرة تجري على وجنتيه كالطفل الذي بترجي والدته
-طب. . طب بصي انا عارف اني وحش متهور وسئ وكل حاجة في الدنيا وحشة بس بصي والله يا نور وحياتك عندي يا شيخة .. هتغير المرة دي بجد هتغير....بصي هبطل عصبية .ووو.. مش مش هشرب سجاير تاني خالص ومش هزعلك والله ما هزعلك بس بس خليكي .. خليكي هنا متمشيش ارجوكي
انا مش بعرف اعمل حاجة من غيرك انا .. انا...عارفة امبارح محسيتش بطعم الأكل عشان مأكلتوش معاكي انا هتنفس ازاي من غيرك .. هرخم علي مين .. ومين هيتخانق معايا عشان مين عليه الدور ينام في حضن التاني! !
وضع يده علي بطنها بينما هي تنهمر الدموع من عينيها لرؤيته بهذه الحالة تعلم انه ليس من السهل ابدا عليه الحقيقة تلك الحقيقة الصعبة
ابتلع ريقه بصعوبة ليزيل مرارة حلقه قائلا بابتسامة مرهقة وهي ينظر علي بطنها وبصوت مبحوح مكسور
: اللي في بطنك دا .. انا مش مش هقدر اربيه مش هقدر اعلمه يكون كويس مش هقدر اتابع يبقي حنين ويحب الحياة مش هقدر من غيرك يا نور افهمي هظلمه جامد .. انا قاسي وعصبي ومزاجي وشكاك انا ظلمتك وشكيت فيكي وانتي كلي مش نصي التاني انا اللي بايدي دي ضربتك وانتي حامل في ابني انا مقدرتش افهمك مقدرتش احس بيكي وانتي بتبصيلي وانتي بتاخدي لكل موقف صورة وانتي بتحضنيني فجأة وتتطولي في الحضن واقولك مالك تقوليلي وحشتني مفهمتكيش لما قولتيلي ''ادهم متسيبنيش أروح منك '' ''ادهم انت اكتر حاجة حبيتها '' ''ادهم انا هكون معاك دايما زي نسمة الهوا''
مكنتش فاهم بس ويا ريتني ما فهمت !! يا ريتني
احتضنته جلست علي ركبتيه واحتضنته بككل قوتها حاوط خصرها برقة ليس بقوة ككل مرة وكأنه يشعر بأنها سراب ستختفي في اي وقت او كالماء سيختفي ان قبض عليه بقوة
نزلت لمستواه وحاوطت وجهه بكفيها الصغيرين
وقالت محاولة بث الامل داخله
-كل حاجة هتبقي كويسة انت بس خليك معايا وجنبي. . الطفل اللي انت عاوزني انزله دا لازم يبقي موجود في حياتك من بعدي عشان تكمل طريقك لازم يبقي من موجود عشان الضلمة متدخلش حياتك تاني  هو دا اللي هيخليك تتحكم في غضبك وعصبيتك من بعدي هو دا اللي هيخليك تحب الحياة ... ليقاطعها قائلا
-وإذا كنت بحبها عشانك !!
-هتحبها عشاني بردو .. لأن الطفل دا مني من روحي حتة مني .. هبقي جواه وسكناه .. انت هتبقي احسن أب ف الدنيا زي ما انت احسن أب ليا دلوقتي
انت عمرك ما هتقسي عليه لأنك هتشوفني فيه يا أدهم! !
صمت قليلا وهو ينظر لها يتأملها لتقول هي بترجي
-كل اللي انا عاوزاه منك .. انك متقولش لأي حد الموضوع دا وعاوزاك تنسي سيبها علي ربنا وعشان بجد تخليني مرتاحة طريقتك متتغيرش معايا تفضل زي ما انت ادهم العصبي العنيد متخليش الكانسر دا يبقي كارت كسبان لصالحي اوعي اوعي يا ادهم تحسسني اني تعبانة او فيا حاجة !!
اوعدني !!
جذبها من خصلاتها بقوة يقلبها بقسوة وحرارة يأكل شفتيها بنهم وجرأة كعادته ابتعد لاهثا يقول
-أوعدك !!
ابتسمت هي بمشاكسة قائلة
-لا م هو بالبوسة دي انت بدأت توفي بالوعد
رفع يده ليصفعها مرح .. لتخاف هي بينما هو ليفاجئها بأنه يأخذها تحت ذراعه ..
وبهكذا يكون علم ادهم كل شي ترى ماذا سيفعل كيف سيتعامل !!
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
#Nour

زواج لن يستمر بقلم نور سمير Where stories live. Discover now