الفصل العاشر

Start from the beginning
                                    

راقبته يخرج بخطوات سريعة .. واستغرقت لحظات لتفيق من ذهولها .. لتستوعب القصة التي أخبرها بها جيدا .. بقدر ما تعذره .. بقدر ما ترفض طريقته في تعذيب دنيا .. زوجته الرقيقة المغرمة به بيأس .. نظرت إلى حمدي باعتذار عندما بدأ أحد العاملين تنظيف الزجاج المكسور .. ونهضت للحاق بأسلان إلى الحديقة
كان واقفا بين شجيرات الورد القصيرة .. يدس يديه في جيبي سرواله الجينز .. يدير لها ظهره العريض وقد بدا متوترا للغاية بوقفته هذه .. تمتمت هامسة :- أنا آسفة
ظنت بأنه لم يسمع همستها عندما لم يظهر أي استجابة فورية .. بعد دقيقة كاملة من وقفتهما هناك .. ولون السماء يبدأ في التحول مع مغيب الشمس .. والهواء العليل يسري بينهما بلطف ونعومة مناقضين تماما لمشاعر كل منهما .. قال أخيرا :- أنالا ألومك .. فأنا أشعر في كثير من الأحيان بالشفقة نحوها .. وأتمنى أحيانا لو أنني أحبها بما يكفي على الأقل لأتوقف عن تعذيبها .. حتى أنني بدأت بضعة مرات في إجراءات الطلاق .. علها تتمكن من بناء حياتها بعيدا عني .. لتعرف أخيرا بأن ما تشعر به نحوي لم يكن حبا قط .. في كل مرة كانت تفقد عقلها فور أن تعرف .. كانت تنهار باكية متوسلة إلي ألا أذلها أكثر أمام الناس بالطلاق .. كانت ترسل إلي كل من أعرف تقريبا ليتحدث إلي .. والدها .. والدي .. والدتي .. .... والدتي المريضة .. هل تعرفين بأن والدتي مريضة ؟؟ لا يغرنك مظهرها الأنيق والمترفع .. لديها مشكلة في القلب .. حصلت على إثر نكسة صحية أصابتها بعد إنجابها لنورا على الفور .. المشكلة أنها تحب دنيا كثيرا .. كما يفعل أبي .. لقد نجحت في جعلهما كالخاتمين في إصبعها بثمثيلها الناجح لدور الزوجة المسكينة ... لذلك أجد نفسي عاجزا عن الاستمرار في كل مرة تتوسل إلي أمي فيها أن ألغي الطلاق .. وألا أجرح كنتها المسكينة .. أو يهددني أبي ويتوعد إن أنا سببت أي مشاكل بينه وبين أهم شركائه ....
استدار نحو أسيل .. ونظر إليها بعينيه اللامعتين وقال :- لم أكن مهتما حقا بالطلاق ... فزواجي لم يمنعني من أن أعيش حياتي بالطول والعرض .. في الواقع لم يكن لدي سبب حقيقي يدفعني لإنهائه قط .. قبل الآن
ارتعشت وهي تخشى فهم ما يقول .. فالتزمت الصمت .. أحاطت نفسها بذراعيها .. وهي تتحاشى النظر إليه .. أحست به يقترب منها ببطء .. قال بهدوء :- أمازلت تجدينني الشرير في الحكاية ؟؟
لا .... ونعم .... بقدر ما هي غاضبة لأجله .. بقدر ما تشفق على دنيا .. التي كان ذنبها الكبير حبها لأسلان .. كما كان ذنب أرزو أيضا .. التي مازالت حتى الآن تدفع ضريبة حبها المجنون له في سنوات مراهقتها .. أهذا هو تأثيره المعتاد على النساء .. أن يفقدن عقولهن بسببه .. ولأجله .. ؟؟ أهذا ما يحاول أن يفعله بها .. أن يضمها إلى قطيع النساء المجنونات بحبه ؟
قال مجيبا عن سؤالها الصامت :- أنا حتى لم أنظر إلى امرأة أخرى منذ وقع بصري عليك الشهر الماضي في صالة الانتظار في المطار ..
قالت باضطراب :- لقد كنت ... الاتصال .. أنت ..
قاطع سيل الكلمات غير المفهومة قائلا بحزم :- التقيتها في اليوم نفسه وقطعت علاقتي بها .. ولم أرها بعد ذلك قط
أخفضت رأسها فقط لتخفي مشاعرها المتخبطة عن عينيه .. كانت كل ذرة في كيانها ترتعش اضطرابا وخوفا مما تواجهه الآن .. لقد عرفت بطريقة ما بأن ما يحدث الآن .. بأن هذه المرحلة من حياتها .. شيء مقدر له منذ الأزل .. شيء لا مهرب لها منه ..
تمتمت :- لماذا أنا ؟؟؟ أنت لا تعرفني .. لم تكن تعرف حتى بأنني موجودة قبل شهر واحد .. ما الذي يجعلني مميزة
قال بهدوء :- أنت مخطئة .. فأنا كنت أعرف عنك الكثير ومنذ سنوات
رفعت رأسها .. فرأته على بعد مترين منها .. يحني رأسه جانبا .. ينظر إليها بابتسامة صغيرة .. جعلت نوبة الغضب المخيفة التي حدثت قبل دقائق تبدو وكأنها لم تحدث إلا في خيالها ..
قال بنفس الهدوء :- دعيني أحكي لك قصة .. قصة شاب يافع في الرابعة والعشرين من عمره .. امتلك كل شيء منذ الصغر .. المال .. النفوذ .. رفقة النساء .. ما شعر يوما بالنقص في حياته .. أو بالحاجة إلى أي شيء حتى قدر له أن يقوم بزيارة طارئة لأحد موظفي والده .. لقد تذمر يومها من اضطراره لتغيير خططه مع رفاقه .. وإلغاء موعد مع فتاة جميلة تعرف إليها قبل يومين فقط ليوصل رسالة من والده إلى ذلك الرجل .. والده على فكرة .. فقط لمجرد الذكر .. كان ديكتاتوريا لا ضمير لديه .. وبقدر ما كان مغرورا وفخورا بكل ما يخصه .. بقدر ما كان عاجزاعن ترك فرصة تمر دون أن يشعر ابنه الوحيد بأنه عاق وعاجز .. إنسان فاشل .. مخيب للآمال .. عالة عليه وعلى المجتمع
قالها بضحكة عابثة جعلتها تضحك مرتعشة وهي تقول مدركة بأن بطل القصة وأسلان هما شخص واحد :- يا للفتى المسكين ..
اطلق ضحكة قصيرة عالية وهو يقول :- لم يكن مسكينا في الحقيقة .. فهو لم يترك طريقة كي يثبت لوالده بأنه أبدا لن يكون أحد مقتنياته .. بأن له إرادة منفصلة وقدرة على تحديد مصيره بعيدا عنه وعن أمواله .. حسنا .. لقد كاد ينجح .. لولا مرض والدته ..
اختفت ضحكته عند هذه النقطة .. وبدا واجما وكئيبا فقالت برقة :- ما الذي حدث له أثناء تلك المهمة التي أوكلها إليه والده ؟
ابتسم مجددا .. وقال :- آه .. لقد ذهب إلى منزل الموظف الوقور بالفعل .. وهناك .. تركه ذلك الرجل في المكتب .. وخرج يرد على اتصال هاتفي .. وغاب لأكثر من نصف ساعة .. هل تتخيلين شعور الشاب أثناء انتظاره بين جدران تلك الغرفة المعتمة .. بينما الدنيا كلها تنتظره خارجا ؟
قالت باسمة .. وغرفة مكتب خالها فريد .. المعتمة بالفعل بطلائها الكئيب .. وستائرها الثقيلة ترتسم في خيالها :- أحاول أن أفعل..
ظهر امتنان في عينيه لتجاوبها مع حكايته .. قال :- أثناء انتظاره .. سمع صوتا ما .. غناءا رقيقا قادما من الحديقة .. عبر باب الشرفة الزجاجي .. لم يكن ناعما أوحالما .. بل مرحا مغناجا بصوت امتزجت طفولته بالأنوثة .. كانت أغنية قديمة لأمل سايين يتذكرها جيدا .. كانت أمه تحب الاستماع إليها عندما يكون مزاجها مرحا .. شعر بالفضول .. فتجاوز باب الشرفة .. وخرج إلى الحديقة .. ليجدها هناك
تسارعت خفقات قلب أسيل وهي تراه يأخذ نفسا عميقا .. ويغمض عينيه مستعيدا تلك اللحظة .. أحست بوجنتيها تشتعلان وهي تحس بأن القصة باتت مألوفة الآن .. فارتفعت كفاها المرتعشتان إلى وجهها .. بينما أكمل حديثه قائلا :- كانت هناك فتاة صغيرة .. بالكاد تجاوزت الخامسة عشرة .. ترتدي سروالا قصيرا من الجينز .. وقميصا رقيقا أحمر اللون بلا أكمام .. أعرف أن الأمر يبدو منحرفا نسبة لعمرها اليافع .. إلا أنه لم يستطع نزع عينيه عن ساقيها الرقيقتين وهما تتحركان برشاقة .. أو عن شعرها الأشقر المائل للإحمرار المنسدل حول وجهها الجميل وخلف ظهرها .. كانت ترقص بميوعة ساخرة .. بينما قريبتها ذات الشعر الأحمر الجالسة على الأرجوحة الكبيرة الصدئة .. تصفق لها ضاحكة ..
همست أسيل بحرج :- يا إلهي .. لا أصدق هذا .. هل كنت هناك ؟
نظر إليها .. بابتسامة رقيقة .. وقال :- لم ترياني .. فقد كنت مختبئا في زاوية غير منظورة لكما .. إلا أنني تسمرت مكاني أراقبك ذاهلا .. ولم أتحرك حتى نادى صوت أنثوي طالبا منكما الدخول .. عرفت اسمك في تلك اللحظة .. لأنني كنت قد قابلت أرزو عدة مرات من قبل .. وكنت أعرفها جيدا .. أما أنت .. أسيل .. فقد كان علي أن أقوم بالكثير من التحريات لأعرف من تكونين ..
همست :- هل ... هل سألت عني ؟
:- نعم .. ولم يكن سارا أن أعرف بأنك مجرد زائرة عابرة .. لقد سافرت بعد يومين من رؤيتي لك .. ولم تعودي بعدها مجددا ..
تمتمت :- لقد توفيت جدتي بعد أشهر قليلة .. فكان صعبا على والدتي أن تعود إلى منزل عائلتها دون أن تراها هناك .. خالي فريد كان يزورنا بين الحين والآخر .. يرجوها أن تعود ولو لزيارة عابرة .. إلا أنها كانت ترفض .. وأبي لم يبذل أي جهد في إقناعها بالسفر .. إذ كان يكره الفترة التي كنا نقضيها هناك كل صيف بدونه ..
أومأ برأسه متابعا كلامها .. ثم قال :- لم أتوقف يوما عن التفكير بك .. بين فترة وأخرى كانت صورة المرأة الطفلة ذات الشعر النحاسي اللامع تحت ضوء الشمس .. تغني وترقص بغنج في حديقة مزروعة بالورود .. تغزو أحلامي وتعذبني بلا رحمة .. توقظني لاهثا وغاضبا .. لأنني عاجز عن التفكير بأي امرأة أخرى بسبب خيال طفلة ذهبت ولن تعود .. بل هي لم تكن حتى جزءا من حياتي يوما .. لقد أردت فعلا أن أنزعك من عقلي .. لولا أن أرزو كانت تتردد مرارا في تلك الفترة على والدها ي الشركة .. كنت أراها فأتذكرك .. أكرهها لهذا .. إلا أنني ألتصق بها فور أن أراها مرحبا كمدمن يعرف مدى الأذى الذي يسببه مخدره .. عاجز عن التوقف عنه ..
همست برعب :- يا إلهي ...
لهذا رفض أن تتحمل أرزو المسولية كاملة .. لقد تسبب هو دون قصد بتعلق الفتاة المراهقة به .. والتي لم تحسب أبدا بأن اهتمامه بها لا يتعدى كونه وسيلة للوصول إلى فتاة أخرى .. إلى ابنة عمتها
تمتمت مجددا :- يا إلهي .. اتراها عرفت يوما ؟
قال بهدوء :- أرزو تعرف يا أسيل .. لقد كنت أسألها عنك بين الحين والآخر خلال تلك الفترة .. ربما لم تفطن للأمر في حينها .. إلا أنها ليست غبية .. لقد لاحظت نظراتي نحوك ليلة الحفلة .. وعرفت ..
لم ترغب أسيل في معرفة ردة فعل أرزو إن عرفت بأنها في هذه للحظة .. ترافق أسلان .. الرجل الذي كان له دور كبير في حياتها دون أن يدري .. الرجل الذي كانت وما زالت تهتم لأمره بطريقة أو بأخرى .. الرجل الذي نبذها .. معجبا بأخرى .. بها هي ..
لم يسمح لها بالتمادي في أفكارها .. قال بهدوء :- بعد المشكلة التي حدثت قبل خمس سنوات .. أجبرت نفسي على نسيانك .. لم أفكر بك مطلقا بعد ذلك .. إلا طبعا عندما كنت تتسللين خلسة إلى أحلامي بين الحين والآخر .. وهو أمر خارج عن إرادتي كما تعلمين .. غير هذا .. لقد ظنت حقا بأنني قد أخرجتك من رأسي حتى سمعت خالك يتحدث مع والدي عن اضطراره للذهاب إلى المطار كي يحضر ابنة أخته الصغيرة ..
أحست أسيل بساقيها ترتعشان مجددا .. وبرغبة في الجلوس كي لا تنهار جالسة على الأرض .. لحسن حظها كان هناك مقعد خشبي عريض على بعد خطوات منها .. سارت إليه متعثرة .. وجلست باضطراب .. بينما كان هو يراقبها قائلا :- ما الذي تتوقعينه قد حدث بي .. لقد صفعني الخبر .. أيقظني من سبات دفنت نفسي فيه لسنوات .. لقد صدمتني اللهفة لرؤيتك مجددا .. كنت واثقا كل الثقة بأن السحر .. والوهم سيختفي فور أن أراك .. ستعودين مجددا مجرد فتاة عادية لا أهمية لها .. ستتوقفين عن كونك رمزا لكل ما هو بريء ورقيق .. كل ماهو ناعم وأنثوي .. فوجدت نفسي أعرض على خالك أن أذهب لأخذك بنفسي ... كان يجب أن تري وجهه وهو عاجز عن الرفض أمام والدي .. الذي تحمس كثيرا للفكرة بسبب حاجته لفريد وقتها في أمر مهم
اقترب .. ووقف أمامها .. بينما رفعت رأسها تنظر إليه بطريقة جعلت قلبه يذوب عطفا .. لقد كانت خائفة .. مصدومة بالقصة التي هبطت على رأسها كالصاعقة .. هل كان عليه أن يتريث قبل أن يخيفها بالحقيقة ؟
:- عندما رأيتك ..
صمت .. عاجزا للحظات عن التعبير .. ثم تنهد قائلا :- لا تحتاجين حقا لأن أحكي لك ما حدث .. لقد كنت هناك
:- لقد ... لقد وصفتني بالبدينة .. بالغبية
أطلق ضحكة خافتة وهو يجلس إلى جانبها .. قائلا :- هذا صحيح ..وقد أخبرتك بالسبب
نظرت إلى عينيه وارتعدت من العاطفة الجياشة التي أطلت منهما .. قال بصوت أجش :- لقد كدت آخذك بين ذراعي .. صدقا لقد كدت أضمك امام الجمع الغفير المحيط بنا في صالة الانتظار الكبيرة .. لأن ما توقعته .. ما أملت أن يحدث فور أن أراك .. لم يحدث .. لأنني أدركت لحظة التقت عينانا بأنني عشت ثلاثين سنة من عمري .. أنتظرك
همست مرتعدة :- أسلان
تجاهل توسلها الخافت .. وتحرك بخفة ليجثو على الأرض أمامها بسرعة فاجئتها .. وقد حطت يداه إلى جانبيها على المقعد الخشبي .. بينما يبتعد وجهه عن وجهها سنتيمترات قليلة كانت كافية لتجعل رائحة عطره الرجولية المميزة تدوخها .. قال بخشونة :- داخل السيارة .. ونحن معا في ذلك المكان الضيق .. رائحتك العطرة تغمرني ... ودفئك يعذبني ..بينما تنظرين إلي بعينين واسعتين فضوليتين .. كنت أرتعد كمراهق يقابل لأول مرة امرأة جميلة .. لقد كدت أقبلك .. قسما بالله كدت أشدك من ذراعك لأقبلك ضاربا بكل شيء عرض الحائط .. لولا ذلك الاتصال ..
أحست أسيل فجأة بالتعب .. كل هذا كان كثيرا عليها ليوم واحد .. اختطافه لها.. الرحلة البحرية برفقته .. العواطف التي اضطرت لاختبارها معه .. هذا الحديث الصريح المخيف .. كان أكثر بكثير من قدرتها على الاحتمال .. لم تطلب هذا يوما .. ولم تفكر أبدا بما عليها فعله إن تعرضت لموقف مشابه .. كانت ضائعة .. خائفة وضعيفة .. سالت دموعها ساخنة على وجنتيها وهي تقول همسا :- لا أعرف ما الذي تريده بكل هذا الحديث اسلان .. ما الذي تريده مني ؟؟؟
زفر بقوة وهو يمد يده ليمسح دموعها بأصابعه .. التي تابعت حركتها برقة فوق وجنتيها الرطبتين .. لتتوقفا فوق شفتيها .. ارتعشت شفتيه .. وبدا صراع كبير في نظرات عينيه العاصفة .. في كل ذرة مرتعشة من جسده .. لم يغب عن أسيل حقيقة شعوره .. تراءت لها فجأة صورته في سيارته وهو يوصلها إلى منزل خالها ... وعرفت فجأة بأن ما يريده في هذه اللحظة .. لا يختلف إطلاقا عما أراده ذلك النهار ..
تعالى لهاثها وهي تحدق به ذاهلة .. تراقبه يسحب أصابعه بعيدا بإصرار .. ترى الألم واضحا على ملامح وجهه وهو يقول :- أعطني هاتفك ..
رمشت بعينيها :- ماذا ؟
قل بنفاذ صبر :- أعطني هاتفك .. الآن
امتثلت لأمره بدون تفكير .. كانت قد أخذت معها حقيبتها عندما لحقت به إلى الخارج .. أخرجت هاتفها وناولته له .. فعبث بأزراره بحركات سريعة فدوى عاليا رنين هاتفه المعلق بحزامه .. قال بوجوم :- لدي رقم هاتفك الآن .. لن أسمح بأي حواجز بيننا بعد اليوم ..
تمتمت باحتجاج ضعيف :- ولكن .. أسلان ..
قاطعها بوقوفه .. وجذبه ليدها كي تقف بدورها قائلا :- إن لم نعد إلى الداخل ونتناول كل ذلك الطعام الذي أتعب حمدي نفسه بإعداده .. قتلنا معا ..
نظرت إليه باضطراب .. فقال ببساطة :- لقد وعدتك بأن أعيدك إلى بيتك .. سأنفذ وعدي رغم صعوبة قيامي به .. إلا أنني لن أعيدك جائعة
وعندما ظلت على جمودها دون أن تتحرك .. اتسعت عيناه وهو يقول ببراءة :- إلا إن غيرت رأيك .. وقررت البقاء معي .. ستعجبك تجربة النوم في اليخت .. خاصة إن استخدمت صدري كوسادة
شهقت وهي تضرب صدره المذكور بدون أن تفكر قائلة بسخط :- أنت وقح
ضحك عاليا وهو يحيط كتفيها بذراعه .. ويضمها إلى صدره بعفوية سائرا بها إلى الداخل ..
تعرف أسيل بأنها مخطئة .. وبأنها ستدفع غاليا ثمن خطئها هذا .. إلا أنها فعلا أحست في تلك اللحظة بأن صدره القوي الدافيء .. هو ما تريد .. وتحتاج ..

في محراب العشقWhere stories live. Discover now