الفصل السابع

ابدأ من البداية
                                    

لدهشتها .. قضت أسيل وقتا ممتعا برفقة دنيا .. استمتعتا بمشاهدة المنحوتات الغريبة الشكل .. وضحكتا كثيرا وهما تحاولان تفسير ما تريانه بطريقتهما الخاصة .. اكتشفت أسيل بأن دنيا رغم جمالها الشديد .. ورقي مظهرها .. فتاة شفافة الروح أيضا .. رقيقة كما تبدو تماما .. مرحة وذات ذوق رفيع .. لقد كرهت أسيل حقيقة أنها قد أحبتها كثيرا .. لقد أحبتها في الوقت الذي رغبت فيه بأن تكرهها .. بأن تجد فيها الشخص الشرير في الحكاية كلها .. إلا أنها هي الشريرة عندما تسمح لزوج هذه المرأة الرائعة بالتسلل إلى عقلها بدون ضوابط
انتقلتا بسيارة دنيا الحديثة الطراز إلى مقهى جميل يطل على البحر لتناول الغداء .. تحدثتا بمرح حول الكثير من الأشياء .. أسيل تحدثت عن عائلتها وعن شقيقتها الغائبة .. ودنيا عن وفاة والدتها المبكرة .. ووتعلق كل منها ووالدها ببعضهما البعض من بعد وفاته
تمتمت دنيا :- لقد تزوج مجددا بعد زواجي من أسلان .. مطمئنا إلى استقراري أخيرا في منزل رجل يعرفه جيدا ويعرف عائلته .. إلا ان هذا لم يغير شيئا في قوة علاقتنا .. في الواقع .. زوجته صديقة قديمة لوالدتي .. وقد كانت دائما كالأم لي .. إلا أنني لا أستطيع فعل شيء أمام المسافة التي فرضها زواج كل منا وأبعدتنا عن بعضنا البعض
تمتمت أسيل مواسية :- على الاقل لديك عائلتك الخاصة .. عندما تنجبين أطفالا ستمتليء بهم حياتك فيختفي شعورك بالوحدة
ظهر حزن شديد على وجه دنيا وهي تشيح بوجهها إلى البعيد .. تحدق بمركب عائم .. بينما تطاير شعرها الناعم هنا وهناك ليمنحها مظهرا جديرا بعارضة أزياء تقدم إعلانا عن مستحضر للشعر .. استدركت أسيل فجأة مفكرة بذعر .. هل أخطأت الكلام ؟؟؟.. هل يعاني الزوجين من مشكلة تمنعهما من الإنجاب وقد مضى على زواجهما سنوات طويلة ؟؟ أهذا سبب الفتور في علاقتهما والذي ظهر واضحا لأسيل في المرة الوحيدة التي رأتهما فيها معا ؟؟
مدت يدها عبر المائدة قائلة :- أنا آسفة ن كنت قد أحزنتك .. لم أفكر قبل أن أتكلم
قالت دنيا بابتسامة حزينة :- أنت لم تخطئي الكلام .. من المؤكد بأن إنجاب طفل كان ليملأ حياتي .. خاصة وأن أسلان ..... منشغل جدا ... بـ ... بعمله .. إلا أنك لست عمياء .. لقد لاحظت بالتأكيد كما لاحظ أي شخص آخر مدى سوء العلاقة بيننا مؤخرا .. ما كنت لأنجب طفلا مسكينا في ظروف كهذه .. ليس ووالده لا يطيق معاملتي باحترام أمام الناس على الأقل
شحب وجه أسيل .. وأحست بالحرج لخصوصية الموضوع رغم الفضول الذي كاد يقتلها لمعرفة المزيد .. همست :- أنا آسفة .. لا أنكر بأن الطريقة التي تصرف بها في الحفلة قد أزعجتني وأزعجت الجميع غيري .. ليس من حقه معاملتك وكانه .. وكأنه ..
أكملت دنيا بتهكم مرير :- وكأنه يكرهني .. لا تخجلي يا عزيزتي .. يمكنك قولها فالكثيرون يتداولونها بين أروقة قصور استانبول .. وفي مجالس أكابرها .. لا سيرة لهم سوى أسلان .. ومغامرات أسلان .. وآخر نساء أسلان .. وعما قد فعلته زوجته لتدفعه بهذه الطريقة لإهانتها على الملأ
هتفت أسيل مذعورة لصراحة المرأة :- أنا لم أفكر أبدا بهذه الطريقة
:- ربما عليك أن تفعلي إذن .. فهي الحقيقة على أي حال .. أسلان لا يكرهني فحسب .. بل هو ما أحبني يوما

في محراب العشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن