الجزء الثاني(ثورة) / قضية وطن

49 7 8
                                    

يوم الاحد العاصمة بغداد الساعة الثامنة صباحا  

كان كراج العلاوي مزدحما جدا  .. جميع الناس هناك يتحدثون عن الميدان وعن مريم .. وصلت حافلة ودخلت الى الكراج .. بدء الناس بالترجل من الحافلة وكان من بينهم احمد وبسام ..
خرجو نحو الشارع وقامو بطلب سيارة اجرئ .. ركب الاثنين بدء بسألهم سائق السيارة: 
- الى الميدان يا شباب ؟
التفت احمد وهو يناظر بسام باستغراب ثم عاد نظره الى سائق السيارة وبدأ بشهيق طويل وعند اخراجه للزفير راح قائلا: 
- نعم ولكن كيف علمت سيدي ؟
أجابة السائق بكل برود :
-كل من ركب معي اليوم كان ذاهبا الى الميدان عزيزي .. يبدو انه الميدان سيحتشد بكثير من الناس اليوم .. وهذا جيد انها الساعة الثامنة صباحا  والميدان محتشد بالكثير .. اتوقع بعد ساعات من الان سيتضاعف العدد اكثر واكثر. 

ثم حل الصمت داخل السيارة.. وفي طريقهم للميدان كانت هناك نقطة تفتيش لعناصر الشرطة
قريبة جدا  من الميدان تفتش السيارات الذاهبة من والى الميدان .. اوقفهم ضابط الشرطة وطلب اوراق السيارة وبطاقة هوية الراكبين .. كان الضابط يتحدث بالهاتف لشخص مايقول له : - نعم قامو باستدعاء كل العناصر في بغداد وبعض الضباط القديمين من بعض المحافظات القريبة من بغداد للسيطرة وبسط الامن على الميدان وانا من ضمنهم .. نعم انا الان بالقرب من الميدان .. لدي عمل ساحدثك لاحقا. 
انهى الضابط كلامه وبدأ يتفحص بالاوراق التي قدمت له ، وبعد التفتيش والتاكد من السيارة والاشخاص .. قام بالسماح لهم بالدخول .. مضت السيارة حتى توقف السائق بالقرب من الميدان وبدء الحديث: 
- هذه اقرب نقطة نستطيع الوصول لها بالسيارة عليكم الاكمال سيرا يا شباب. 
تشكره احمد وبسام وترجلوا من السيارة وسط ذهولهم بكمية الناس المتواجدة بالميدان وماحوله .. بدأوا بالخوض بين زحمة الناس وهم يتلفتون .. وبعد عدة دقائق من السير وسط الناس ادركوا عمق الميدان وهم بين الزحمة ، حتى انني لم اعد اراهم او أميزهم من بين كل تلك الاعداد الغفيرة .. تاركين اياهم يهتفون بسم الحرية ويختلطون مع الشعب لنذهب لزاوية اخرى من الميدان .. خلف تلك الحشود من الجهة المقابلة كانت عناصر مكافحة الشغب منتشرة مع دروعها الزجاجية وعصيانها ..
واقفين يترقبون بحذر .. وخلفهم عدد من عناصر الشرطة ومركبات الشرطة المركونة .. كان الضابط ادم موجود ايضا .. حيث كان يقف عند احد المركبات ويشاهد مندهشا ما يجري ..
بعد دقائق بدأت صيحات الناس تتعالى "وصلت مريم وصلت مريم" حتى اعتلت مريم قاعدة التمثال الواقع وسط الميدان وبيدها مكبر صوت وبدأت بالهتاف : عاش الوطن عاش.
والحشود المتحمسة تردد ورائها عاش الوطن .. ثم بدات تهتف :
انا العراق ولن يحكمني الفاشلون والفاسدين والسراق. 
وكانت الحشود تردد ورائها بدون توقف .. كانت مريم تقف على قاعدة ذلك التمثال ترتدي الازرق وتعصب راسها بشماخ وكانت خصل شعرها الاشقر تتطاير بالهواء ووجهها المحمر من شدة حماسها كانت وكانها قبلة الاحرار او شعلة تحترق وتضيء ذلك الليل العاتم بالذل والهوان ، وهي تهتف بعالي صوتها كان الضابط ادم ينظر من بعيد الى جمال تلك الفتاة والى شجاعتها وشموخ وقفتها التي لم يفعلها الكثير من الرجال .. بدء وهو غير مدرك يقترب منها لا اراديا  كانت قدماه تسير به نحوها بينما عقله كان مشغول بكلماتها التي لطالما تمنى ان يهتف بها هو ايضا امام الملئ ، حتى وصل بالقرب من التمثال ، كان الشرطة يطوقون التمثال بالكامل .. وصل ادم والتمثال وامر الشرطة بفك الطوق ليدخل .. صعد الى قاعدة التمثال ووقف بجوار مريم التي كانت مستغربة من تصرفه .. راح يهتف معها هو ايضا .. الى ان احست بالانسجام والطمئنينة له وعادت تردد بالهتافات .
انا العراق ولن يحكمني الفاشلون والفاسدون والسراق !

فشل وطنيWhere stories live. Discover now