الجزء الأول ( أرض تحترق) / غريب

88 11 33
                                    

جمهورية تركيا ولاية سامسون الساعة الحادية عشر مساءا 

مشي الغريب المثقل .. وخطوات اليأس مع  تأرجح الافكار صمت ودندة غير مفهومة .. يلتفت وينظر الى المعالم واليقين بأنه لم يولد لكي يكون هنا .. وحدة قاتلة مع النظر ألى الناس منهم من يلتقي ومنهم من يفترق ..هناك بعض من السعداء وفئة من التعيسين ..لكي يبدء التسائل أين هو من هؤلاء ؟!      
من سيشاركه فرحته ؟ ومن يواسيه بحزنه ؟! لماذا هو الوحيد الذي لم يجد شخص يدله على الطريق .. لا يجد من يرتمي بحظنة ويقول له قد تعبت من هذه الدنيا ! اجاب نفسه بكلمة واحدة )) غريب(( 
ثم اكده لهاا نعم انا الغريب لم اولد هنا ولم افكر يوما اني سأعيش هنا فبتسم بأبتسامة خفيفة تعيسة وهزز رأسه وأكمل سيره ! وصل لمنزله وجد عند الباب الكثير من اوراق الفواتير الضريبية  متجاهلا اياها وكأنها اصبحت جزء من المنظر الذي يشاهده كل يوم عند دخوله للمنزل فتح الباب ودخل لذلك المكان الخاوي مع عدم تفاجئه بنقطاع التيار الكهربائي فيبدو من كل تلك الاوراق انه لم يدفع للكهرباء منذ اشهر  .. دخل غرفة المعيشة المظلمة وجلس على احد المقاعد القديمة المتهاوية راح ينظر الى زواية الغرفة وكأنه يبحث عن شيء ما او انه يتأمل ارجاء هذا المكان الكئيب .. أخذت عينيه للمرة الاولى الى الجدار المقابيله لتقع عينيه على علم العراق المعلق على الحائط ناظرا  اسفله الى الشهادات المعلقة يبدو انه من عائلة متعلمة فالشهادة الاولى لوالده لغات والثانية لوالدته لغات ايضا .. يبدو ان والدته والده قد تعرفو عن طريق الجامعه واحبوا بعضهم ..تحتها شهاده لفتاة تبدو انها اخته فهي خريجية علوم سياسية وبجنبها تعلق شهادة اخوه المحامي .. لتقع عينه على شهادته فهو مهندس حاسوب .. ترك النظر الى كل هذه
المعلقات لينظر الى الجدار ذاته استهواه نظره ذلك الشق الكبير  بالجدار  الذي وجد ليذكره انه لا زال يعيش بمنزل متهاوي يبدو ان هذا الشق قد قطع تأمله ونظراته فوشح النظر نحو زاوية الغرفة ليرى ذلك الدولاب القديم يعلوه جهاز راديو صغير ، وقف فورا وتوجه نحو الراديو حمله بيده وتوجه الى المطبخ .. في المطبخ يوجد كرسي وطاولة عليها مجموعة من الصحون الرثة وطباخ صغير جدا .. سحب الكرسي وجلس..  ابعد كل الصحون عنه تاركآ فراغ في الطاولة امامه وضع الراديو على طاولة واخرج علبه سكائرة من جيبه ومعه عدد من البطاريات وكاسيت تسجيل وضع السكائر على طاولة .. و عبأ الراديو بالبطاريات ليبث الراديو فورا صوت مزعج .. اخذ الرجل بدخال الكاسيت بكل هدوء ليضغط على زر التسجيل بدء الراديو ينير بضوء أحمر صغير ناذرا ببدء التسجيل ..  تنهد الرجل واشعل سكارة ليبتدء الحديث بصوت بحوح جدا  اشبه بنفحات افعى : 
- نعم .. اود اولا ان اعتذر  لابي لاستخدامي الراديو الخاص به دون اذنه،  والاعتذار لأمي لبعثرتي لاغراض المطبخ ولتدخيني داخل البيت ثم بعد ، رسالتي الاخيرة لهذا الكوكب رسالتي الاخير لكل من أستنجيتهم وجعا  ولم يسمعو لي رسالتي الاخيرة لكل مسؤول عن دمار بلدي العراق لكل من هددني وهدد عائلتي بالموت رسالتي الاخيرة ونصها :
تبا لكم انا لا اخاف منكم! .
غرورقت عيناه وصارت يداه ترتجف ليعود مره اخرى للكلام ولكن بنبره قريبه للبكاء قائلا: 
- أما ان كان من يسمعني غير ماسبق فأود ان اشكرهم على سماعي واطلعهم على ما حدث أنا رجل عراقي اسمي روبرت نعم مسيحي كما توارد بذهنك الان ، عمري سبعة وعشرون عام غير متزوج من مدينة الموصل ، هددت كثيرا  انا وعائلتي في العراق حتى جاء احد اكثر التهديدات جدية وهي رأس أخي نعم لماذا تستغرب ؟ هذه هي الوحشية التي ممرت بها قتلوا أخي ووضعوا رأسه بعلبه وارسلوها لنا ،قامت بفتحها والدتي بدون علم عن محتواها فأصابت بصدمه جعلت منها صمه لكل هذه المدة فهي لن تنطق بحرف من يومها ! هربنا انا وعائلتي نحو تركيا لنسكن بهذا المنزل الكئيب الذي وان لم تصدقوني في يوم من الايام لم يكن كئيب ابدا  .. بدأنا بالعيش هنا ومضت الايام حتى اتئ ذلك اليوم المشؤوم .. الذي قرر به والدي السفر الغير شرعي الى اليونان بعد ان ضاقت به سبل الرزق في تركيا ولم يستطع اطعام عائلتي هنا ، جلسنا للمرة الاخيرة في غرفه المعيشة تلك بدء أبي بالحديث سنعبر البحر بالقارب لنتوجه نحو اليونان وبعدها سنسافر  برا  نحو احد البلدان الاوربية لعلها المحاولة الانجح للبقاء طلب والدي مني البقاء في تركيا لانه لم يتمكن من جمع المبلغ الكافي لنذهب جميعا
وفي صباح اليوم التالي اخذ والدي بيد أختي الخائفة وامي الصامته متوجهآ نحو احد المحافظات التركية ليستقل ذلك القارب اللعين ليبحر ببحر اللعنة ليتحطم بهم القارب ليواجهوا حذفهم بعرض البحر ليموتوا موتة النار داخل الماء بدون اي عويل او صراخ. 
صارت الدموع تنهمر من روبرت لتغرق وجهه .. بدء بالبكاء بعالي صوته ليبدء بالضرب على تلك الطاولة كثور هائج او كمجنون سلبت منه ليلاه ليعود بالحديث ولكن هذه المرة وكغير عادتة فهوة يتكلم بسرعة وبتلعثم : 
- لقد تركت وحدي اتهاوى نحو الموت ببطئ ، أستيقظ صباحآ وانا اشبه بجثة تسير بالارض ، بلا أهل ولا اصدقاء بلا خلان ولا حتى خصوم أنا أموت كثيرآ والعالم الحقير لا يعلم عني شيء ، تبا لم سارت له الامور تبا لي وللعالم. 
التقط انفاسه وتنهد ليهدء قلي لا  اشعل سكارة اخرى ليبدء بالقول بهدوء ونبرة اتزان تخيط كلامة : 
- أسف على انفعالاتي هذه يبدو اني افسدت تسجيلي الاخير ،سيداتي وسادتي اخر ما اردت قولة  أنا الان أنجو من الحياة بأعجوبة سادتي. 
اوقف زر التسجيل وفتح عتلة الغاز على الطباخ الصغير  ليتحرر الغاز بأرجاء المكان ، اخرج الكاسيت من الراديو وحمله في يده ليتوجه نحو النافذة أزاح الستارة وقام بفتح النافذة أخذ ينظر الى الشارع المظلم لم يجد اي شخص سوا فتاة تسير بالشارع يبدو أنها من بائعات الهوا .. فهي ترتدي لباس مغري براق وتسير بطريقة مريبة .. راح يناديها حتى اجابته ظنآ منها انه من الباحثون خلف شهواتهم اقتربت من نافذته ، أخرج الكاسيت من راحه يديه واعطاها أياه بدأت بالحديث مستغربه ولكنه لم يتمكن من فهمها ولم يتمكن من جوابها فهو لا يعرف لغاتها عندما أخذ ينظر لوجهها وهوة يفكر  متسائلا  هل سيحدث فرق حقآ ؟ ان وصل هذا الكاسيت الى العالم او ان لم يصل ؟ ما الفائدة من ذلك ؟ اشاح النظر عنها واغلق النافذة وهية مازلت تتحدث بتلك اللغه الغير مفهومة اغلق الستارة وهية بدورها مضت بدون مجادلة ظنآ منها انه مجنون ولكن فضولها لم يمكنها من ترك الكاسيت  فهي تسير متمسكه به حتى تلاشت من الانظار  دخل هوة المطبخ والغاز بدء يخنقه 
ولكنه لم يتمنى الموت مختنقآ فهو لا يحب ان يتذكر  عائلته وكيف ماتوا ، فأخرج الولاعة من جيبه
ليضغط على زر النار ، لينفجر به المكان منذرآ بموت الانسانية من على هذا الكوكب.! 

فشل وطنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن